لعبت القبائل اليمينة دورا لا يستهان به في الحرب التي يخوضها اليمن خاصة تلك التي تشنها الحكومة ضد الحوثيين ، ويرى زعماء القبائل أنهم من خلال محاربتهم للحوثيين إنما يقومون بحماية أنفسهم أولا، كما أن كل قبائل صعدة تحمي نفسها وكل قبيلة تحمي حدودها وأراضيها.
صنعاء: قد تتوقف الحرب في صعدة شمال اليمن، لكن من الصعب أن يغلق هذا الملف إلى الأبد.
ست حروب وآلاف الضحايا وعشرات الملفات لم تفتح ولن تغلق، أهمها مشاركة القبائل في الحرب وغالبيتها مساند للدولة ضد الحوثيين.
القبيلة كان لها دور لا يبدو كبيرا نظرا لما تقوله المعطيات لكنه لايستهان به في هذا السياق، وقد تكون القبيلة صاحبة الدور الأول إذا أتيح لها ذلك وقد حاولت الدولة استخدام هذه الورقة لكنها لم تنجح بالدرجة المطلوبة، غير أنها ستبقى ورقة قوية في كل الإشكالات.
يقول الشيخ عثمان مجلي وهو أحد مشائخ صعدة وعضو البرلمان اليمني لـ إيلاف إن القبائل من خلال محاربتها للحوثيين إنما يقومون بحماية أنفسهم أولا quot;لأن أتلك الفئة تقوم بالاعتداء على ممتلكات الناس وتهدم منازلهم وتدمر أراضيهم وهنا وجب على القبائل أن تقوم بحماية أراضيها وحماية الناس فيها، وحماية الوطن بدرجة رئيسة لأنه ملك للجميع، والوقوف إلى جانب الدولة كونها الشرعية الوحيدةquot;.
يضيف مجلي أنه إذا التزم الحوثيون بالتهدئة ووقف الحرب فالقبائل ستلتزم وإن عادوا إليها فإن القبائل ستكون لها بالمرصاد.
ويشير إلى أن quot;كل قبائل صعدة تحمي نفسها وكل قبيلة تحمي حدودها وأراضيها وقد قمنا بما يشبه التحالف للقيام بهذا الأمر لأن المعتدين هم الحوثيون وهم ليسوا قبيلة وإنما عناصر تمت لملمتهم من قطاع الطرق ومدمني المخدرات والقتلة من كل مكان وكونوا هذه العصابةquot; على حد وصفه.
ويتابع: quot;الناس يريدون أن يعيشوا بسلام ويريدون العودة إلى منازلهم بأمان والعودة إلى مزارعهم لكن في الوقت نفسه إذا شعر الناس بأي اعتداء من هذه الفئة فلن يسكتوا وسيقاتلون حتى آخر رمقquot;.
ويرى بعض المختصين أن قبائل صعدة بالفعل مخلصة للدولة لكنها ليست متماسكة بالقدر الذي يجعلها القوة المؤثرة في وجه الحوثيين، حيث تبحث كثير من القبائل عن مصالح لها في البداية قبل أن تفكر بالإلتفاف مع بعضها لتشكل تلك القوة التي تحمي المحافظة ككل.
ويطرح البعض أن عدم التفاف القبائل في صعدة هو ما جعل المحافظة بعيدة عن تشكيل أي قوة سياسية تمكنها من الحصول على مقاعد في الحكومات المتعاقبة منذ الستينات حيث لم يذكر تولي أي شخص من محافظة صعدة منصب وزير منذ قيام الجمهورية.
الواقع يتحدث عن محافظة قبلية لكنها لاتملك شخصا أو قبيلة واحدة تتمكن من الضغط للحصول على مكاسب سياسية أو اقتصادية وهذا ماجعل الساحة فارغة أمام الحوثيين ليصبحوا القوة الضاربة.
ويشيرون إلى أن الدولة ارتكبت عددا من الأخطاء أبرزها عدم الاستعانة بخبرات كبار المشائخ القبليين الذين لهم القدرة في حزم الأمور موردين بعض الأسماء التي لم تدخل في حلحلة الأزمة على الإطلاق وبينهم الشيخ فيصل مناع أحد أبرز الأسماء الكبيرة إضافة إلى الشيخ قائد شويط الذي توفي العام الماضي وكذلك الشيخ سليمان الفرح وغيرهم من الأسماء التي ما زالت معتزلة هذه الأزمة وهم من ينسب إليهم فضل إرساء الجمهورية في ستينات وسبعينات القرن الماضي.
وحول دور الدولة يقول مجلي quot;الدولة أيضا مسؤوليتها حماية المواطنين مثلما يلتزم المواطنون بالوقوف إلى جانب الدولة ضد أي أعمال إجراميةquot;، معتبرا أنه إذا رفض الحوثيون الانصياع لأوامر الدولة والجنوح للسلم فإن الدولة ستكون مرغمة على القيام بواجبها ومواجهة أي إشكالات جديدة وهنا سيكون للقبائل أيضا وقفة مع الدولة لحماية نفسها أولا ولتعزيز تواجدها في كل مكان على أرض الوطنquot;.
مجلي كان قد استقال من اللجان التي تنفذ اتفاق وقف إطلاق النار وذلك لعدم التزام الحوثيين بالنقاط كما يقول مشيرا إلى أنهم لم يسلموا السلاح ولم ينسحبوا من كثير من المواقع ويقومون بإطلاق النار في أماكن متفرقة.
ويتابع:quot;الدولة تحاول ضبط نفسها لكن المتمردين لايزالون يقومون بارتكاب الخروقات وهم بهذا يخربون على أنفسهم وعلى الجميعquot;.
ويخشى المراقبون من اتساع دائرة الثارات بين عدد من القبائل وأنصار للحوثيين وذلك بسبب مقتل عدد من عناصر القبائل عن طريق أشخاص ينتمون لقبائل أخرى منضوين تحت لواء الحوثي.
ملفات ستظل عالقة ولن تحسم في القريب العاجل على الأقل خلال المرحلة الحالية وذلك لانشغال جميع الأطراف بعملية وقف إطلاق النار وإعادة بعض الهدوء لكثير من المواقع وخطوط السير لكن الأمر سيبقى على ماهو عليه حتى إشعار آخر.
التعليقات