برغم وقوع اكثر من50 انفجارا سقط جراءها حوالي70 مواطنا في مدن عراقية فأن وتيرة تصويت العراقيين تشكل ارتفاعا مع مرور 4 ساعات على بدء الانتخابات التشريعية التي وصفها قادة بالمصيرية التي ستغير خارطة العراق السياسية بينما اعتبرها اخرون بداية لاجتثاث الفساد الذي يضرب مؤسسات الدولة.

إيلاف، وكالات، بغداد:اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الانتخابات ستهيء لاقامة افضل العلاقات العربية والاقليمية . ومع تصاعد عمليات العنف التي ضربت مدن بغداد والموصل والفلوجة وبغداد باكثر من 40 تفجيرا ادت الى مصرع واصابة اكثر من 50 مواطنا فأن الاقبال على صناديق الاقتراع سجل ارتفاعا بالمقابل بعد مرور 4 ساعات من زمن الاقتراع ابالغ 10 ساعات في وقت تباينت مواقف السياسيين من الانتخابات والامال المعقودة عليها . وقررت السلطات رفع حظر التحوال للمركبات في العاصمة وبعض المحافظات الاخرى .

واعتبر رئيس الوزراء السابق رئيس قائمة الائتلاف الوطني العراقي ابراهيم الجعفري ان الانتخابات ستغير الاوضاع العراقية بالكامل وتعيد رسم العلاقة بين الحاكم والمحكوم . واشار الى ان الانتخابات ستقطع يد الفساد الذي يضرب جميع مؤسسات الدولة ووجه انتقادات لاذعة للاوضاع العراقية برمتها . وقال ان الارهاب والفساد وجهان لعملة واحدة في الحاق الضرر بالعراقيين .

وأعلنت اللجنة الأمنية العراقية لحماية الانتخابات رفع حظر تجوال المركبات في جميع المحافظات العراقية باستثناء محافظة نينوى، فيما أكدت عمليات بغداد أن أعمال العنف استهدفت جميع مناطق بغداد من دون استثناء. وقال رئيس اللجنة الأمنية لحماية الانتخابات الفريق أول ايدن خالد أن quot;اللجنة قررت رفع حظر تجوال المركبات في جميع المحافظات العراقية باستثناء محافظة نينوىquot;، مؤكدا أن quot;القرار جاء كرد على العمليات الإرهابية التي استهدفت بعض مناطق بغداد لإيقاف سير العملية الانتخابيةquot;.

ودعا خالد آمري الألوية في الوحدات العسكرية كافة إلى quot;عدم منع المواطنين المتوجهين إلى مراكز الاقتراع من السير في الشوارعquot;، مطالبا في الوقت نفسه quot;قائد عمليات الانبار وقائد شرطتها برفع حظر تجوال المركبات في المحافظةquot;.

وفي سياق متصل، قالت مصادر أمنية عراقية في حصيلة جديدة أن ما لا يقل عن 24 شخصا لقوا مصرعهم واصيب حوالى 70 آخرين بجروح في سلسلة تفجيرات وسقوط صواريخ وقذائف اليوم الاحد تزامناً مع انتخابات تشريعية مصيرية بالنسبة لمستقبل البلاد. حيث اطلق تنظيم القاعدة تهديداته بقتل كل من يشارك فيها. واعلنت مصادر امنية ان quot;ما لايقل عن 12 قتيلا سقطوا واصيب عشرة اخرون اثر انهيار مبنى سكني جراء انفجار في حي اورquot; في شمال شرق بغداد. واكدت عدم وجود اي مركز انتخابي قرب مكان التفجير مشيرة الى ان الانهيار ناجم عن استخدام مادة تي ان تي.

وفي نقطة الشرطة الرابعة وتقاطع حي العامل جنوب غرب بغداد، قتل اربعة اشخاص واصيب ثمانية اخرون بجروح في انهيار مبنى سكني جراء عملية تفجير مماثلة. وفي منطقة الحرية شمال غرب بغداد، اسفر سقوط صاروخ كاتيوشا عن مقتل اربعة وجرح ستة اخرين، وفقا للمصادر. وفي حي الخضراء غرب بغداد، ادى انفجار عبوة ناسفة قرب احدى المدارس الى مقتل شخصين وجرح ستة اخرين.

وفي حي الجهاد (غرب) ادى انفجار عبوة ناسفة قرب احدى المدارس الى مقتل شخصين وجرح خمسة اخرين. كما اصيب شخصان في انفجار عبوة ناسفة واصيب ثلاثة اشخاص بجروح بانفجار اخر. وفي المنصور (غرب) اصيب ثلاثة اشخاص بينما جرح شخصان بسقوط قذيفة في حي الفرات. اما في منطقة الكريعات (شمال)، فقد اصيب عشرة اشخاص بجروح جراء سقوط صاروخ كاتيوشا في حين جرح شخصان في المدائن (20 كلم جنوب) في انفجار عبوة ناسفة.

وفي منطقة جرف الصخر (60 كلم جنوب غرب بغداد)، اعلن مصدر في الشرطة ان quot;سبع قذائف هاون سقطت قرب مركز انتخابي دون وقوع اصاباتquot;. وسقطت اربع قذائف في المنطقة الخضراء (وسط) وانفجرت عبوتان ناسفتان في الاعظمية والقاهرة (شمال). واجمالا، سقط اكثر من خمسين قذيفة هاون في بغداد وضواحيها فضلا عن الانفجارات. وغالبية المناطق المستهدفة يسكنها العرب السنة.

كما انفجرت خمس عبوات ناسفة قرب خمسة مراكز انتخابية في وقت واحد في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) وسقطت قذائف في الفلوجة دون اصابات. وفي محافظة صلاح الدين، اصيب ثلاثة اشخاص بجروح في انفجار في بلدة يثرب. كما انفجرت عبوة في الحمزة جنوب تكريت. وفككت قوات الامن سيارة مفخخة امام احد المراكز الانتخابية وسقطت خمس قذائف هاون قرب مكتب للاقتراع في بيجي.

من جهته، اعلن المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا رفع الحظر المفروض على حركة السيارات الصغيرة فقط. وقد فتحت المكاتب ابوابها السابعة (04,00 تغ) في جميع مراكز الاقتراع في البلاد في ظل اجراءات امنية مشددة. ودعي حوالى 19 مليون ناخب لاختيار برلمان من 325 نائبا لمدة اربع سنوات سيغادر خلالها 95 الف جندي اميركي بشكل نهائي العراق بعد تسعة اعوام على الاطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين.

وينتشر مئات الالاف من عناصر الشرطة والجيش لحماية 46 الف مكتب اقتراع في ظل تهديدات انصار اسامة بن لادن بقتل كل من يشارك في الانتخابات. وقد اعلن تنظيم القاعدة في العراق الجمعة فرض quot;حظر التجولquot; الاحد في جميع انحاء البلاد لمنع اجراء الانتخابات. وحذر من يخرق حظر التجول هذا بانه quot;يعرض نفسه والعياذ بالله لغضب الله ولكل صنوف اسلحة المجاهدينquot;. ونددت القاعدة في رسالتها quot;باحتلال الصليبيين والرافضةquot; للعراق.

وستغلق مكاتب الاقتراع ابوابها الخامسة عصرا (14,00 تغ). ويتوقع ان تكرس هذه الانتخابات التي تاتي بعد اربعة اعوام من اعمال عنف طائفية اودت بعشرات الالاف، الهيمنة السياسية للشيعة الذين يشكلون الغالبية في العراق. ويشارك العرب السنة بكثافة في الانتخابات بعد ان قاطعت نسبة كبيرة منهم انتخابات العام 2005. ويخوض الانتخابات 6281 مرشحا بينهم 1801 امرأة موزعين ضمن 12 ائتلافا كبيرا وعشرات الكيانات اخرى.

والقوائم الاوفر حظا هي ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي يغلب عليه الشيعة، وكتلة العراقية العلمانية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي. الى ذلك، قال رئيس الوزراء نوري المالكي للصحافيين ردا على الانفجارات ان quot;هذه الخروقات مجرد اصوات لتخويف المواطنين لكن الشعب العراقي سيتحدى ذلك، سترون ان هذه الاصوات لن تؤثر على معنويات العراقيينquot;. واضاف quot;ادعو كل المخلصين للمشاركة في الانتخابات لاختيار من يمثلهمquot;.

بدوره، قال رئيس مجلس النواب اياد السامرائي ان quot;الانفجارات لن تؤثر على مسارنا نحو الديموقراطية فهؤلاء يائسون وبدلا من ان يضعوا ايديهم بايدي العراقيين يهاجمونهمquot;. واضاف انquot; هذه الانتخابات تشكل نقلة نوعيةquot; بالنسبة للعراق.

وفي سياق متصل، قال مسؤول أمني عراقي ان السلطات رفعت حظرا مفروضا على حركة السيارات الخاصة في وسط بغداد يوم الاحد بعد أقل من أربع ساعات من بدء الانتخابات البرلمانية التي شهدت عددا من الهجمات بصواريخ وقنابل وقذائف مورتر. ولم يقدم اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد سببا لرفع الحظر على السيارات الخاصة والذي كان فرض لحماية مراكز الاقتراع من أي هجمات بقنابل ولكن الحظر ما زال ساريا على الحافلات والشاحنات.