حقّق اليمين المتطرِّف في فرنسا مفاجأة في الدورة الأولى من الانتخابات الاقليمية بإحرازه على المستوى الوطني نتيجة قاربت 12%، وفور إعلان ذلك خرج رئيس حزب الجبهة الوطنيّة على التلفاز، ملوّحًا بملصق انتخابي كتب عليه quot;لا للتطرف الإسلاميquot;.

باريس:أحدث حزب الجبهة الوطنية (يمين متطرف) مفاجأة في الدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية في فرنسا، باحرازه على المستوى الوطني نتيجة قاربت 12%، فيما تجاوز زعيمه جان-ماري لوبن ال 20% في معقله في الجنوب الشرقي.

وفور صدور اولى النتائج، ظهر لوبن على التلفزيون ملوِّحًا بملصق انتخابي منع القضاء ويحمل شعار quot;لا للتطرف الاسلاميquot;. ويمثل هذا الملصق امرأة منقبة الى جانب خريطة لفرنسا مغطاة بالعلم الجزائري وعليها مآذن على شكل صواريخ. وقال القضاء ان هذا الملصق يشكل quot;بلبلة (للنظام العام) مخالفة بشكل واضح للقانونquot;.

وقال لوبن ان quot;رئيس الجمهورية اعلن هزيمة الجبهة الوطنية ووفاتها ودفنها. وقد اثبتت انها ما زالت قوة وطنية وتزداد اهمية على الارجحquot;. واضاف quot;يجب ان يعزز الناس في الدورة الثانية الجهود التي بذلوها حتى تكون الجبهة الوطنية قوة فرنسية نضالية قادرة على تصحيح اوضاع هذا البلد الذي تعمه حالة مزريةquot;.

وبحسب ارقام معهد تي.ان.اس سوفريس، فان اللائحة التي يترأسها جان ماري لوبن في منطقة بروفانس الالب الكوت دازور حصلت على 20,5% من الاصوات. وعلى المستوى الوطني، بلغت النتيجة التي حققتها الجبهة الوطنية 11,2% الى 12%، وفق مختلف معاهد الاستطلاعات. وكان لوبن حصل على 10,44% في الانتخابات الرئاسية في 2007، لكن الجبهة الوطنية خسرت في الانتخابات التشريعية التي تلتها. وبلغت نتيجتها في الانتخابات الاوروبية 6,3%.

ويقول عدد كبير من الخبراء في الشؤون السياسية ان الجبهة الوطنية تراجعت نتيجة الاستراتيجية التي اعتمدها الرئيس نيكولا ساركوزي منذ حملة 2007، وقضت بالتطرق بشكل صريح ومباشر الى مواضيع الامن والهجرة.

وكان جان ماري لوبن (81 عامًا) قد أعلن ان هذه آخر حملة انتخابات اقليمية يخوضها. واذا ما تأكد انسحابه من الحياة السياسية، فإن ابنته مارين لوبن هي الاوفر حظًّا لخلافته في رئاسة الحزب. وكان لوبن قد حقق افضل نتيجة في مساره السياسي بتأهله الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في العام 2002 متقدّمًا على مرشح الحزب الاشتراكي ليونيل جوسبان.

ويذكر أن الفرنسيين توجهوا أمس الأحد الى صناديق الاقتراع في الدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية، وقبل بدء الاقتراع توقعت الصحف ومعاهد استطلاعات الراي هزيمة نكراء للاتحاد من اجل حركة شعبية الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي الذي ستتقدم عليه لوائح اليسار والمدافعين عن البيئة. ويسيطر اليسار الذي حقق انتصارًا في الانتخابات الاقليمية الاخيرة في 2004، على 24 من الاقاليم الفرنسية الـ26. وأمل اليسار في احراز تقدم كبير والسيطرة على المنطقتين اللتين بايدي اليمين وهما الالزاس وكورسيكا.

وحمل العديد من الناخبين ساركوزي وحكومته مسؤولية الفشل في حماية وظائفهم في ما يعد أسوأ أداء للاقتصاد الفرنسي منذ الحرب العالمية الثانية، والإخفاق في التزام تعهدات قيادة البلاد إلى الازدهار في وجه المنافسة العالمية المتنامية. وكانت الانتخابات بمثابة استفتاء على سنتين ونصف سنة أمضاها ساركوزي في الاليزيه، وفيها تدنت شعبيته إلى ما دون 40 في المئة. وهذه الانتخابات هي الاخيرة قبل الانتخابات الرئيسية سنة 2012.

وقد التزم الرئيس الفرنسي الصمت مساء امس، تاركًا التعليق لرئيس الوزراء فرانسوا فيون الذي قال: quot;لم ينته الأمر، كل شيء مفتوحquot; قبل الدورة الثانية الأسبوع المقبل. وناشد الناخبين الذين لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع أمس، إذ بلغت نسبة المقترعين 48 في المئة، وهي من الأدنى في تاريخ فرنسا، إلى المشاركة في 21 آذار، quot;وقت تتطلب الأزمة الاقتصادية والمالية شجاعة ووحدةquot;. وفي الدورة الثانية يتواجه الحزبان اللذان حققا أفضل النتائج في كل إقليم.

وكان ساركوزي قدإقترع مع زوجته كارلا بروني في إحدى مدارس باريس. وقال الأسبوع الماضي إن الانتخابات ستدور حول القضايا المحلية، مستبعدًا أي تغيير كبير في حكومته، وإن يكن أشار إلى انه quot;سينتبّهquot; لما يقوله الناخبون. ووصفت زعيمة الاشتراكيين مارتين أوبري الأرقام بأنها quot;مشجعةquot;، وخصوصًا بالنسبة إلى حلفاء حزبها، إذ quot;قمنا بعمل جميل معًاquot;. ومن شأن هذه النتائج أن تعزز موقعها داخل حزبها.

ويذكر أنقضية دمج المسلمين دخلت في الحملة الانتخابية على المقاعد الـ1880 في الحكومات الإقليمية في الأراضي الفرنسية ومناطق ما وراء البحار.وتجري الانتخابات الاقليمية الفرنسية بالاقتراع النسبي في دورتين، ما يسمح بقيام تحالفات خلال الفترة الفاصلة. ولا يسمح بخوض الدورة الثانية الا للوائح التي تتخطى عتبة 10% من الاصوات في الدورة الاولى.