يشعر الكثير من المسلمين بخيبة أمل بسبب ما يعتبرونه فشلا من ادارة أوباما في تحسين صورة أميركا لدى المسلمين.

واشنطن: قبل تسعة أشهر عرض الرئيس الاميركي باراك أوباما على المسلمين quot;بداية جديدةquot; مع الولايات المتحدة في كلمة ألقاها بالقاهرة كانت محور جهوده لتحسين صورة بلاده على مستوى العالم.
واليوم يعبر الموظف الحكومي الكويتي يعقوب حسين (45 عاما) عن خيبة الامل التي يشعر بها الكثير من المسلمين خاصة في الشرق الاوسط بسبب ما يعتبرونه فشلا من ادارة أوباما في الوفاء بهذا الوعد.

وقال حسين quot;كنا متفائلين لكن لم تتحقق نتائج.quot;

ويتبنى مساعدو أوباما موقفا دفاعيا تجاه هذه الانتقادات ويشيرون الى مبادرات علمية وتعليمية وتكنولوجية أطلقت بعد خطاب القاهرة فضلا عن قمة لرجال الاعمال المسلمين من المقرر عقدها في ابريل نيسان الى جانب عزم أوباما سحب جميع القوات الاميركية من العراق بحلول نهاية عام 2011 .

لكن المحك بالنسبة للكثير من المسلمين هو التقدم في عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية المتوقفة التي حاول أوباما تحريكها العام الماضي. ولم تحقق هذه الجهود أي شيء بعد أن رفضت اسرائيل مطلبه وهو التجميد الكامل لبناء المستوطنات.

وقال ستيفن جراند خبير العلاقات الاميركية الاسلامية في واشنطن quot; ربما يكون الخطاب قد زاد التوقعات اكثر من اللازم فيما يتعلق بما تستطيع ادارة شابة انجازه في العام الاول في مشكلة صعبة ومعقدة جدا.quot;

وتحاول الادارة الان تدشين محادثات غير مباشرة بين الجانبين لكن هذه الجهود الجديدة واجهت انتكاسة الاسبوع الماضي حين أعلنت اسرائيل خططا لبناء 1600 منزل في القدس الشرقية المتنازع عليها مما أثار تنديدا صريحا على نحو غير معتاد من قبل واشنطن الغاضبة.

وسواء بحق او بدون حق يعتبر الكثير من المسلمين أن أوباما متهاون مع اسرائيل بينما يضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعودة الى محادثات السلام.

وقالت ميشيل ديون من معهد كارنيجي للسلام الدولي quot;المسلمون كانوا يتوقعون أن يمثل أوباما شيئا جديدا بسبب ما يمثله في السياسات الاميركية. لم يروا هذا. ما رأوه بالفعل هو عودة الى الدبلوماسية التقليدية.quot;

وبعد أن ألقت المواجهة النووية مع ايران والحرب في أفغانستان بظلالها عليها عادت محاولة أوباما للتواصل مع العالم الاسلامي الى دائرة الضوء حيث يستعد للتوجه الى اندونيسيا اكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان الاسبوع القادم.
ويلقي أوباما كلمة في جاكرتا يبرز فيها اندونيسيا كدولة يغلب على سكانها المسلمون وكواحدة من اكبر الديمقراطيات في العالم. وقال مساعدون انه سيقدم ايضا عرضا للتقدم الذي أحرز منذ ألقى خطابه في القاهرة.

وتعتقد الولايات المتحدة أن تحسن علاقاتها مع العالم الاسلامي يعزز أمنها القومي ويساعد في بناء تحالفات في مواجهة ايران ويقوض الدعم لجماعات مثل القاعدة.

وقال جراند الذي شارك في منتدى اميركا والعالم الاسلامي بالدوحة في فبراير شباط حين عبرت الوفود المسلمة عن غضبها من السياسات الاميركية بالشرق الاوسط انه يجب أن يؤكد أوباما في جاكرتا quot;أنه ليس هناك تعارض بين الاسلام والديمقراطية.quot; ووجد الوفد الاميركي الارفع مستوى الذي يحضر هذا التجمع السنوي على الاطلاق نفسه في موقف الدفاع.

واعترفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بمخاوف المسلمين من أن التزام الولايات المتحدة غير كاف او غير مخلص.

وقال جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي quot;لا نستطيع الحديث بصراحة في منتدى كهذا دون الاعتراف بالاحباط المنتشر على نطاق واسع الذي يشعر الكثير من الناس به. معظمه مبرر. وبعضه غير مبرر.quot;

ويقول الكاتب فؤاد الهاشم الذي يكتب لصحيفة الوطن الكويتية اليومية ان تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والمسلمين شارع من اتجاهين.

وأضاف أنه يجب الا يلقى كل اللوم على أوباما وأن العالم العربي بحاجة الى اتخاذ عشر خطوات نحو أوباما اذا اتخذ أوباما خطوة واحدة.

وفي غرفة اجتماعات بالبيت الابيض عدد نائب مستشار الامن القومي بن رودز الانجازات التي حدثت منذ خطاب القاهرة وأبرزها خفض الوجود الاميركي بالعراق.

وقال quot;خطاب (القاهرة) يأخذ نظرة بعيدة لما نحاول تحقيقه. ما نأمل أن نفعله هو اظهار جهود ثابتة ومتضافرة وتقدم في تلك القضايا السياسية والامنية وفي الوقت نفسه بناء هذه الشراكات الاوسع نطاقا في مجالات مثل التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار.quot;
وتابع أن الادارة ما زالت ملتزمة باستئناف محادثات السلام بالشرق الاوسط وأن quot;دليل التزامنا سيثبته أننا سنستمر على الرغم من الصعوبات. لن نسمح للانتكاسات التي لا مفر منها التي تصاحب هذا الصراع بأن تعوق سعينا من أجل السلام.quot;

في غزة حيث يشعر الكثير من الفلسطينيين بالاحباط بسبب عدم احراز تقدم تساءلت ملصقات للاعلان عن مناسبة اعلامية في يناير كانون الثاني للاحتفال بذكرى مرور عام على تولي أوباما الحكم عما تغير بعد مرور عام على أ وباما.

يقول سكان غزة انه لم يتغير الكثير. غير أنه ربما يأمل كثيرون في أن يحاول أوباما من خلال الخطاب الذي يلقيه في جاكرتا أن يجيب عن سؤال مختلف هو quot;ماذا بعد..quot;