يسعى الرئيس الأميركي لإستعادة النفوذ الأميركي في آسيا ويبدأ أوباما جولته الآسيوية من اليابان.

واشنطن: غادر الرئيس الاميركي باراك أوباما واشنطن الخميس متوجها الى آسيا حيث سيسعى وراء استعادة اميركا لنفوذها الاقليمي القوي في قارة يزداد النفوذ الصيني فيها. وسيرجىء أوباما لفترة وجيزة مشاريعه الداخلية الكبرى واعادة النظر في الاستراتيجية الافغانية ليؤكد لآسيا ان الازمات في مناطق اخرى من العالم لا تدفع الولايات المتحدة إلى إزاحة نظرها عن منطقة تتسم بهذه الاهمية.

ويبدأ أوباما جولته بزيارة حليفه الياباني الكبير حيث سيجري اليوم الجمعة محادثات مع رئيس الوزراء الجديد يوكيو هاتوياما الاقل انحيازا من اسلافه للسياسة الاميركية. وسيشارك الاحد في المنتدى الاقتصادي لاسيا-المحيط الهادىء (ابيك) في سنغافورة، وسيكون اول رئيس يلتقي بشكل جماعي القادة العشرة للدول الاعضاء في منظمة دول جنوب شرق آسيا (اسيان)، بمن فيهم رئيس الوزراء البورمي، وهو احد الد اعداء الولايات المتحدة.

وسيتوجه أوباما مساء الاحد الى الصين، على ان تكون شنغهاي المحطة الاولى ثم تليها بكين. وسيلتقي الرئيس هو جينتاو ليناقش معه العلاقات التي ما زالت معقدة بين البلدين. وسيختتم جولته الخميس في كوريا الجنوبية، الحليف الآخر للولايات المتحدة. وقال جيفري بادر كبير مستشاري أوباما للشؤون الاسيوية ان quot;الاعتقاد السائد في المنطفة هو ان النفوذ الاميركي قد تراجع في العقد الاخير فيما ازداد النفوذ الصينيquot;.

واضاف ان quot;احدى الرسائل التي سينقلها الرئيس خلال هذه الزيارة هي اننا بلد من منطقة آسيا-المحيط الهادىء واننا سنبقى كذلك فترة طويلةquot;. ويشير البيت الابيض الى ان أوباما الذي شب في هاواي وامضى فترة من طفولته في اندونيسيا، ليس غريبا عن المنطقة ويشاطر الاسيويين نظرتهم الى بعض المسائل. ويتهم مساعدو أوباما ادارة بوش بالنظر الى العلاقات الاسيوية من زاوية مكافحة الارهاب فقط.

الا ان الولايات المتحدة ترى ان البلدان الاسيوية شريكة اساسية لمواجهة التحديات الكبرى الاخرى: الازمة الاقتصادية والبرامج النووية الكورية الشمالية والايرانية والحرب في افغانستان. وقبل ان يغادر واشنطن، حرص أوباما على ابلاغ الاميركيين ان هواجسهم التي تبدأ بالبطالة، ستبقى ماثلة في ذهنه. واعلن عن تنظيم منتدى في كانون الاول/ديسمبر حول فرص العمل. وقال انه سيناقش في آسيا quot;استراتيجية نمو متوازنة وتحظى بتأييد واسعquot;، مشددا على اهمية القارة للصادرات الاميركية.

لكن النتائج العملية قد تتأخر. ويبدو ان أوباما لا يملك رأسمالا سياسيا كافيا ليملي اي سياسة تجارية على الكونغرس الاميركي، فيما يعتبر كثيرون ان اسيا تشكل تهديدا للاقتصاد الوطني. والمسائل الثنائية حساسة ايضا، كمصير القواعد الاميركية في اليابان ومصير اتفاق التبادل الحر مع كوريا الجنوبية. وينوي أوباما ان يناقش مع المسؤولين الصينيين المسألتين الحساستين المتعلقتين بحقوق الانسان والتيبت.

وعلى الرغم من اقتراب مؤتمر كوبنهاغن حول التغيرات المناخية، فانه من غير المتوقع تحقيق اي تقدم ملموس في المحادثات بين أوباما والرئيس الصيني هو جينتاو اللذين يرأسان الدولتين الاكثر تسببا للتلوث في العالم.