واشنطن: قد يدفع وزير العدل الاميركي القاضي السابق اريك هولدر، المعروف بنزاهته وبسعيه لاجراء قطيعة مع اساليب ادارة بوش، ثمن تغيير موقف البيت الابيض من محاكمة المتهمين في اطار اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.
ووجد هولدر (59 عاما) نفسه منذ اسابيع وسط جدل محتدم زعزع موقعه، مع العلم انه اول وزير اسود يتسلم وزارة العدل. وزلات اللسان التي ارتكبها هولدر مثل الاعلان ان اسامة بن لادن لن يعتقل ابدا حيا، لم تصب في مصلحة هذا الحقوقي الذي يتهمه منتقدوه بان مواهبه السياسية محدودة.
وقد ورث هولدر من ادارة بوش ملفا شائكا هو ملف quot;الحرب على الارهابquot;. ومنذ تسلمه مهامه في وزارة العدل قبل 14 شهرا وهو يتلقى الضربات.
ويتساءل اليمين المحافظ عن القيم التي يؤمن بها هولدر لان وزارته وظفت محامين دافعوا في الماضي عن اشخاص يشتبه بقيامهم بانشطة ارهابية، وهم لا يغفرون له فتح تحقيق حول ممارسات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في عهد بوش.
وهذا الاسبوع استفاد البرلمانيون الجمهوريون من خطأ غير متوقع بعد ان اكتشفوا ان هولدر لم يقدم لهم وثائق مهمة تتعلق بمكافحة الارهاب خلال تقديمه برنامجه لتثبيته في وزارة العدل.
وفي موازاة ذلك ينتقده اليسار لتخليه عن فرض عقوبات على محامي الادارة السابقة الذين برروا قانونا ممارسة التعذيب في عمليات استجواب المتهمين بالارهاب.
وينتقده اليسار ايضا لانه حافظ على المحاكم العسكرية الاستثنائية التي انشأها جورج بوش.
وتغيير موقف الرئيس اوباما من محاكمة المتهمين في اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر قد يكون القشة التي قصمت ظهر البعير والتي قد ترغم هولدر على الاستقالة.
وقد يكون البيت الابيض بحسب تسريبات صحافية، لا ينوي محاكمة المسؤولين عن اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر امام محكمة مدنية بل امام محكمة عسكرية.
ويبقى هولدر مقتنعا بان محكمة مدنية هي الحل الذي يعكس بافضل طريقة القيم الاميركية.
وقال يوجين فيدل استاذ الحقوق في جامعة يال لوكالة فرانس برس quot;اعتقد انه اذا خالفه اوباما الرأي حول كيفية محاكمة السجناء عندها سيضطر الى الاستقالةquot;.
واضاف quot;اذا رأيتم انه لم يعد في امكانكم اقناع الرئيس وان المسألة مهمة عندها تستقيلونquot;.
من جهة اخرى قال مايكل غيرسن المستشار السابق في ادارة بوش في مقال في صحيفة quot;واشنطن بوستquot; ان quot;كل ما فعله انقلب ضدهquot;. واضاف ان quot;هولدر العضو في حكومة اوباما هو الاكثر عرضة للخطرquot;.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس رفض المتحدث باسم الوزير ماثيو ميلر التعليق على احتمال استقالة هولدر.
وقارن جون بيلنغر الخبير المحافظ في مجلس العلاقات الخارجية وضع هولدر مع مستشار اوباما للقضايا القانونية غريغ كريغ الذي اضطر الى الاستقالة في تشرين الثاني/نوفمبر بعد ان اوصى باغلاق معتقل غوانتانامو خلال عام.
واضاف بيلنغر المسؤول السابق في ادارة بوش المؤيد للمحاكم الفدرالية لمحاكمة المسؤولين عن اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر quot;في كلا الحالتين قامت الادارة الاميركية بخيارات سليمة لكنها لم تقم بتهيئة الاجواء للحصول على دعم سياسيquot;.
وان كان مستقبل هولدر الشخصي غير مؤكد، فان استقالته المحتملة قد تضع الرئيس اوباما في وضع حرج.
وقال فيدل quot;الولايات المتحدة غير معروفة باستقالة مسؤولين فيها لخلاف حول مسائل مبدئية. انها حالات نادرةquot;.
التعليقات