يؤكدريبال الأسد على ضرورة تحويل النظام الداخلي نحو الديمقراطية واتسام العلاقات الخارجية بالندية وليس بالتبعية، خصوصًا مع إيران.

حاوره مسعود جمعة: شدد رئيس ومؤسس منظمة الديمقراطية والحرية في سوريا ريبال الأسد، على ضرورة أن يفهم النظام السوري أن الانفتاح الغربي عليه ليس سوى امتحان لقدرته على التحول الديمقراطي ولا يجب ان يفهم منه على انه ضوء اخضر للنظام للاستفراد بالشعب السوري وزيادة القمع والاعتقالات والتصفيات بحقه. وطالب بمحاكمة علنية للمسؤولين عن الجريمة التي ارتكبت بحق المحتفلين الأكراد بالنيروز ( العيد القومي لدى الشعب الكردي ) في مدينة الرقة يوم الحادي والعشرين من آذار الجاري لإقدامهم على فتح النار عليهم.

كما طالب الأستاذ ريبال الأسد ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد الشعب السوري بأن يقوم بدوره لتحقيق الحرية والديمقراطية التي يرنو إليها مشددًا على أن الرهان الحقيقي هو الرهان على الشعب السوري ولو أتيحت له فرصة التعبير بحرية عن موقفه لما تردد في التنديد بعلاقات التبعية والدفاع عن مقومات السيادة الوطنية والمصالح القومية العليا على اعتبار أن هذا الشعب مكون أساسي من مكونات الأمة.

ريبال الأسد رئيس منظمة الديمقراطية والحرية في سورية نرحب بكم في هذا اللقاء
bull; أهلا وسهلا بك

bull;بداية كيف تقيم الأوضاع العامة التي تعيشها سورية في هذه المرحلة ؟

bull;هي أوضاع غير مريحة على المستويات كلّها، بل أقول من دون أي مبالغة هي أوضاع مزرية ولا تليق بشعب مثل الشعب السوري. وكما سبق لي ان أوضحت قبل ايام في ندوة في معهد ليغاتوم للدراسات الإستراتيجية في لندن بأن حالة الطوارئ هي السائدة في سوريا وهي تقيد انطلاقة الحياة السياسية وتقمع باسمها حرية المواطنين ولا تراعي السلطة القائمة متطلبات حماية حقوق الإنسان الأساسية وإنما تدوس عليها بصورة منهجية حيث الاعتقال التعسفي والمضايقات تطبع كل مظاهر الحياة العامة والفردية في البلاد.

وهذا يعني أن العالم قد تحرك إلى الأمام وأنجز تقدمًا ملحوظًا في مختلف المجالات باستثناء بلدنا سوريا التي بقيت تراوح مكانها بل وتتراجع يومًا بعد آخر عن ركب البلدان المتحررة. واعتقد أن المسؤولية في ذلك تقع على عاتق النظام القائم لفشله في تحقيق الديمقراطية والحرية والرخاء وانتشار الفساد والاستبداد وتغييب القانون.

bull;يشير المراقبون إلى أن سوريا أصبحت مرتعًا للفساد والمفسدين، وباتت من الدول الأولى في العالم من حيث الفساد من برأيك يتحمل مسؤولية انتشاره؟

bull;لا تمثل سوريا حالة شاذة على هذا المستوى فعندما يكون الفساد منتشرًا في كل مرافق الحياة فان مسؤولية ذلك كما سبق لي أن أشرت تقع أولاً وأخيرًا على النظام السياسي لأنه هو الذي بإمكانه وضع حدًّا لهذه الظاهرة لامتلاكه الوسائل القانونية الضرورية كافة في هذا المجال. لكن الفساد في سوريا أصبح أسلوب حكم، لذلك فإن ما تراه هو نتيجة هذا الأسلوب ولا يظهر لي أن النظام يرغب في وضع حد له بل ربما اعتبره ناجعًا لبقائه واستمراره.

bull;كيف ترى مستقبل سوريا وما هي آليات خروج المجتمع السوري من حالة الانسداد التي يعيشها ؟

bull;هنا أيضا أقول ان سوريا مثلها مثل كل شعوب ودول العالم لا يمكنها تجاوز الأزمات وانسداد آفاق التطور إلا باعتماد الوسائل الكفيلة بذلك، وفي مقدمتها الأسلوب الديمقراطي، وتشجيع الحريات الفردية والجماعية، وتحفيز المنتجين والمبدعين في مختلف المجالات وليس التضييق عليهم واضطهادهم كما هو عليه الأمر في الوقت الراهن. إن كلمة السر في رأيي هي العمل على تحقيق الوحدة الوطنية حول الأهداف التنموية والتحررية الكبرى وفي مقدمتها بناء الديمقراطية التي يستحقها الشعب السوري العظيم ويعتبر حرمانه منها من مظاهر الاستهتار بمستقبل الوطن.

bull;ما هو رأيك في عملية السلام بين سورية وإسرائيل خصوصًا بعد الانفتاح الكبير من جانب المجتمع الدولي على سوريا؟

bull;عملية السلام مشروطة باستعادة الأرض وضمان الحقوق الوطنية والقومية ولا يمكن تصور سلام حقيقي دون تحقيق هذا الهدف. وفي هذا السياق، فإن الكرة في الملعب الإسرائيلي وعلى إسرائيل أن تتخذ القرار الضروري والعمل على تطبيق قرارات الشرعية الدولية وخاصة قراري مجلس الامن الدولي رقم 242 و338 وما عدا ذلك فهو مجرد عبث لا طائل يرجى من ورائه.

bull;يروج النظام في سورية لانتصارات دبلوماسية حققها في سياسته الخارجية ولا سيما حول علاقاته مع تركيا، بينما يقول خبراء ومراقبون بان تركيا هي التي انتصرت بإنشائها تكتلات جديدة تصب في مصلحة صراعها مع الاتحاد الأوروبي حول عضويتها ما هي وجهة نظركم حول هذا الموضوع ؟

bull;العبرة ليست في ما يقوله او يروج له النظام، وإنما في طبيعة الواقع الفعلي الذي يزن سورية على المستويات الإقليمية والدولية. ولعله من المحزن أن تنظر سورية إلى مجرد عودة السفير الأميركي إلى دمشق باعتباره انتصارًا دبلوماسيًا هائلاً أو اعتبار مجرد تقاربها مع تركيا انجازًا خارقًا للعادة، والحال أن الانتصارات تقاس بالأدوار الوازنة، وليس بمجرد محاولات الاحتواء وتغيير أساليب الضغط لتحقيق الغايات إياها، لكن الانتصار الحقيقي هو تحقيق طموح الشعب في الحرية والتقدم والرخاء.

bull;يقول مراقبون للشأن السياسي في سورية أن وتيرة الاعتقالات والقمع زادت في سورية بعد انفراج علاقاتها مع الغرب فهل تعتبر ذلك بمثابة ضوء اخضر من الدول الكبرى في إطار صفقة مع النظام ؟

bull;لا ينبغي النظر إلى مجريات الأمور باعتبارها نتيجة مؤامرة هنا أو صفقة هناك. فالقمع في سورية لم يتوقف في يوم من الأيام خلال السنوات الأخيرة. وينبغي النظر إلى تصاعد وتيرته باعتباره علامة على تصاعد وتائر النضال الحقوقي والسياسي وليس علامة على تلقي ضوء اخضر من هنا او هناك. علاوة على ذلك فلا احد في الغرب بإمكانه أن يورط نفسه في تزكية عمليات القمع في سورية وفي غير سورية. إذ ما الفائدة من ذلك بالنسبة إلى الغرب بالذات؟ لا شيء تماما. إذًا فإن المنتظر أن يكون كل تقارب مع البلدان الديمقراطية عاملاً ايجابيًا في الدفع نحو تحقيقها في سورية لا الهجوم عليها وكل فهم مغاير لهذا الانفتاح لن تكون نتيجته المباشرة وغير المباشرة سوى الوقوع في الخطأ الذي ترتكبه عادة الأنظمة غير الديمقراطية في علاقتها مع الشعب، ظنًّا منها ان الأجنبي يدعمها في حرمانه من حقوقه.

bull;هل تعتقد أن هناك أطرافًا متنفذة في سورية تمنع المصالحة بين الرئيس السوري والدكتور رفعت الأسد؟

bull;المشكلة ليست في مصالحة بين الدكتور بشار وعمه القائد الدكتور رفعت الأسد بل هي في مدى استعداد النظام السياسي للمصالحة مع الشعب إذ لا مشكلة شخصية في الواقع بين الدكتور رفعت الأسد و بشار الأسد. إنما المشكلة في مدى قبول النظام لإقامة الديمقراطية في البلاد أو عدم قبوله. وكل عملية اختزال في هذا الشأن غير دقيقة إذا كانت صادرة عن حسن نية ومغرضة متى أريد بها تشويه الصراع السياسي في بلدنا وإبعاده عن معادلات العلاقة مع النظام الديمقراطي. وهذه مشكلة أصلية وليست طارئة لأنها قامت منذ أواسط سبعينيات القرن الماضي وهي التي أدت إلى قرار القائد الدكتور رفعت إلى التخلي عن السلطة أواسط الثمانينات تعبيرًا عن قناعته بأنه لا مجال لاستمرار التعايش مع نظام يرفض كل تغيير باتجاه إعادة السلطة إلى الشعب بالطرق الديمقراطية المتعارف عليها في مختلف بلدان العالم.

bull;المعارضة السورية بشكل عام ضعيفة ومشتتة ؟ ما المطلوب كي تتجاوز المعارضة أزمتها؟

bull;ليس بالإمكان الحديث هنا عن الحلول المعجزات غير ان خبرة الشعوب قد أكدت على عدد من الدروس والعبر في هذا المجال وفي مقدمتها توحيد الصفوف على قاعدة برنامج سياسي واضح وواقعي وهذا ما قدمه التجمع القومي الموحد منذ سنوات quot;أرضية لحوار المعارضة وبرنامجا للتحرك المشتركquot; وهولا يزال موضوعًا على الطاولة. ولعل الدرس الأساسي الذي ينبغي اعتماده هو وضع هموم بناء المستقبل في مقدمة كل تحرك سياسي وليس الانشداد إلى خلافات وقضايا الماضي اذ ليس هناك شعب استطاع الانتصار إلا بالقدر الذي يعتمد فيه مبادئ التسامح والعمل المشترك لبناء المستقبل المشترك لكل مكونات الشعب أي العمل، مرة أخرى، على تحقيق الوحدة الوطنية حول أهداف الشعب وقضاياه المصيرية.

bull;قامت الحكومة الألمانية بتوقيع اتفاقية أمنية مع الحكومة السورية لإعادة آلاف اللاجئين اغلبهم من الكرد إلى سورية كيف تنظر إلى هذه الاتفاقية؟ وهل قمتم بخطوات من جانبكم لحث الحكومة الألمانية على إلغاء هذه الاتفاقية؟

bull;طبعًا قمنا بخطوات ملموسة في هذا الشأن، وقد جاء مسؤول كبير في الحزب الألماني الحاكم هوالسيد اولر وشرح للرأي العام في برنامج خاص مع شبكة الأخبار العربية أهم بنود الوثيقة وأكد ان الألمان لن يوافقوا على تسفير اي شخص يمكن ان يتعرض للأذى في سوريا خاصة ان الجهات الرسمية في دمشق التزمت بذلك غير انه ما أن تم التعرف على حالات تم فيها انتهاك الوعود السورية حتى عدنا الى الاتصال بمخاطبينا الألمان وتم طرح المسالة بعد حصول الاعتقالات وعبروا عن استيائهم من الاستهتار بما تم الاتفاق حوله ووعدوا بإعادة طرح المسألة للمناقشة داخل أوساط الحزب الألماني الحاكم لاتخاذ الإجراءات التي يستدعيها الموقف. وكما هو واضح فإن النظام السوري لا يفي بوعوده كما انه لا يحترم الاتفاقيات المبرمة مع الدول الأخرى بما يتعلق بحقوق الإنسان. وهذا ما كشف عنه تعامل النظام مع المواطنين السوريين الذين تم تسفيرهم من ألمانيا على أساس الوعود والضمانات التي قدمها النظام لألمانيا بان هؤلاء لن يتعرضوا لسوء معاملة او متابعة غير ان الذي حدث هو العكس تماما ذلك ان معظمهم تعرض للاعتقال كما تم اعتقال آخرين بعد ذلك دون مراعاة تلك الوعود والضمانات بعدم التعرض لهم. إنها حالة مزرية ينبغي ان يوضع حد لها. ونحن نتابع الأمر عن كثب مع كل الجهات الألمانية ذات الصلة لوعينا المشترك بهذه الحقيقة المرة في تعامل النظام السوري مع مواطنيه.

bull;ما هي وجهة نظرك حول القضية الكردية في سورية وكيف برأيكم يمكن حل هذه القضية ؟

bull;موقفي هو موقف التجمع القومي الموحد وهو يقوم على حل المسألة في نطاق السقف الوطني وحقوق المواطنة كاملة.

bull;منذ أكثر من عامين طرح الدكتور رفعت الأسد تبني حق تقرير المصير للشعب الكردي في سورية أين أصبح هذا الطرح على ارض الواقع ؟

bull;الطرح ما زال قائمًا فهو ليس وليد حيثيات متسرعة وعرضية وانما حصيلة تفكير عميق في الكيفية التي يتم بها بناء سورية المستقبل القوية بكل مكوناتها التي ينبغي ان تكون عامل قوة لها وليس عامل ضعف.

bull;الكثير من المشاريع التمييزية ضد الكرد كانت في الفترة التي تلت انقلاب 16 تشرين الثاني 1970 وقد كان للدكتور رفعت الأسد دور مميّز في الحكم حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي، الا يلقي هذا ظلالاً من الشك على موقف التجمع القومي الموحد من القضية الكردية ، باعتباره موقفًا تكتيكيًّا يحاول استثمار الورقة الكردية في صراعه على السلطة؟

bull;أولا أود تصحيح أمر وهو أن الدكتور رفعت الأسد ليس طرفًا في أي صراع مزعوم على السلطة في سورية. فللقائد رؤيته الفكرية ومقاربته السياسية القائمة على مبادئ العدل والسلام والحرية وبالتالي فان من باب تشويه الحقائق إقحامه في أي صراع من هذا النوع وهو الذي ترك السلطة منذ أكثر من ربع قرن من الزمن.ليس ما تقوله دقيقًا خصوصًا على مستوى موقف الدكتور رفعت الأسد من المسالة الكردية ذلك ان هذا الموقف كان على الدوام ميالا إلى تفهم عدد كبير من مطالب الإخوة الأكراد خاصة أنها تندرج ضمن مسالة احترام حقوق مكونات الشعب السوري والإخوة الأكراد يعرفون ذلك تمامًا لكن لا يمكن إنكار أن الأمور تغيرت بصورة سلبية تمامًا منذ مغادرة الدكتور رفعت لسورية إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من تدهور غير مسبوق.

حدثت صدامات عنيفة بين المحتفلين الأكراد بالنوروز والسلطات السورية في مدينة الرقة أدت إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى كيف تقيم ذلك ؟

نحن ندين استخدام العنف ضد المحتفلين الأكراد لان من حقهم الطبيعي الاحتفال بأعيادهم القومية كما هو الحق لكافة مكونات الشعب السوري الاحتفال بأعيادهم الخاصة ونطالب الجهات المسؤولة بفتح تحقيق فوري بالحادث وتقديم الجناة لمحاكمة علنية كي يكونوا عبرة لغيرهم.

bull;أصدر الرئيس السوري المرسوم التشريعي رقم 49 والذي بموجبه منع الكرد في سورية من البيع والشراء والقيام بالأعمال التجارية بالمنطقة كيف تنظر إلى هذا المرسوم؟

bull;كل إجراء لا يصب في مصلحة المواطن السوري بغض النظر عن مكان تواجده وانتمائه الخصوصي غير مقبول مبدئيًا وسياسيًا. وهذا يعني ضرورة تمكين الإخوة الأكراد من كامل حقوقهم باعتبارهم مواطنين سوريين ولا يمكن القبول بأي تضييق على هذه الحقوق.

المحور الإيراني

bull;كيف تقيم العلاقات الإيرانية السورية ؟

bull;انها في رأيي علاقات غير متكافئة يؤدي فيها النظام السوري دور التابع وذلك على عكس ما كانت عليه تلك العلاقات في السابق حيث التوازن هو السمة الغالبة عليها.

bull;هل تعتقد بان المجتمع الدولي موفق في رهانه على قدرته على انتزاع سورية من براثن النفوذ الإيراني؟

bull;الرهان الحقيقي هو الرهان على الشعب السوري ولو أتيحت له فرصة التعبير بحرية عن موقفه لما تردد في التنديد بعلاقات التبعية ولدافع عن مقومات السيادة الوطنية والمصالح القومية العليا على اعتبار ان هذا الشعب مكون أساسي من مكونات الأمة.

bull;برأيك هل هناك احتمال بان تدخل سورية حربًا قد تنشب بين إسرائيل وإيران بسبب الملف النووي الإيراني؟

bull;ينبغي اولاً الانتباه الى ان الملف النووي هو ملف ايراني وليس ملفا سوريا، وينبغي ثانيًا استحضار ان الحروب لا تندلع هكذا بصورة مفاجئة كما ان الدخول في غمارها يتطلب حسابات استراتيجية دقيقة، لذلك يمكن القول ان السؤال في حد ذاته لا يجد له مبررًا على ارض الواقع. وللتذكير فإن سورية تعرضت مرارًا لعدوان اسرائيلي الا ان النظام لم يتحرك لصد العدوان وكان في كل مرة يقول ويكرر العبارة التي مفادها أنه هو الذي سيختار الرد المناسب في الوقت المناسب. وربما يعود السبب في ذلك الى الشعور بنوع من الضعف لغياب جبهة داخلية متينة تقوي الجانب السوري وهي مشروطة بانجاز المصالحة الوطنية الشاملة.

bull;لماذا تدعم إيران بعض الحركات المسلحة في العالم العربي ولمصلحة من؟

bull;لتعزيز نفوذها في المنطقة بطبيعة الحال ولمراكمة الأوراق السياسية والميدانية تحسبا لأوقات التفاوض مع الغرب وهذا ما يدل عليه حرص القيادة الإيرانية على ان تكون جزءًا من المنظومة الأمنية في الشرق الأوسط وهذا ما تحاول التوصل اليه من خلال العمل على ربط التفاوض حول برنامجها النووي بمطارحة القضايا الإستراتيجية الأخرى في أفغانستان والعراق والشرق الأوسط عموما.

bull;يشير بعض المراقبين إلى أن إيران قد وضعت يدها على مختلف مفاصل النظام في سورية وان الرئيس السوري حتى ان أراد قطع علاقاته مع إيران فلن يتمكن من ذلك ما هي وجهة نظركم حول هذا الموضوع ؟

bull;يمكن الحديث عن تعقيدات كثيرة في مجال العلاقات السورية الإيرانية غير ان المسالة ليست بهذه البساطة. ذلك ان قطع العلاقات بين النظامين شيء وإعادة التكافؤ إلى هذه العلاقات شيء آخر وهذا هو الأمر الأساسي في نظري وهو ممكن شريطة العودة الى الحاضنة العربية وتدشين مرحلة المصالحة الوطنية باعتبارها عامل قوة للوطن داخليًا وخارجيًا. اما بالنسبة إلى إيران، فإنّ أهم الشروط اللازمة للعلاقة والصداقة السورية الإيرانية في نظري هو أن تعلن إيران عن نواياها الحسنة الصادقة تجاه العالم العربي وان ترد بالإيجاب على الأيادي الممدودة إليها لإقامة علاقات حسن الجوار الحقيقية إلا أن سياسة إيران في المنطقة هي سياسة السيطرة والهيمنة والتوسع وخلق القلاقل.

المحور اللبناني

bull;كيف تنظر إلى زيارة الرئيس اللبناني سعد الحريري إلى دمشق ؟ وكيف ترى مستقبل العلاقات السورية اللبنانية؟

bull;الزيارة جاءت في سياق سياسي عربي عنوانه اعادة الاعتبار للمصالحة العربية العربية والحريري رئيس حكومة بلد شقيق لا يمكن تصور مصلحته خارج مصلحة سورية والعكس بالعكس اما مستقبل هذه العلاقات فرهين بمدى احترام التعامل الندي بين البلدين.

bull;هل تعتقد بان الصفحة الجديدة التي تفتح الآن بين لبنان وسورية قد تطوي معها ملف المحكمة الدولية ؟

bull;العلاقات السورية اللبنانية هي في الواقع علاقات دولتين تتمتعان بالسيادة واليهما يعود ضبط هذه العلاقات واتمنى ان تسود عقلية الإخوة والتعاون في معالجة كل القضايا ذات الاهتمام المشترك وتجاوز كل ما من شأنه اعاقة سيادة هذا الأسلوب.

bull;لماذا يهاجم حليف النظام في سورية رفعت علي عيد مصر والدور المصري باستمرار ويتهمها بالوقوف وراء الكثير من المشاكل في لبنان وخاصة طرابلس ؟

bull;اعتقد ان الدخول في تفاصيل القضايا اللبنانية من اختصاص اللبنانيين انفسهم خاصة وان مواقف التيارات السياسية هناك تعرف على الدوام حركية قد تبدو غير مفهومة من الخارج. لكن ما اعرفه هو ان لبنان الرسمي يثمن دائما الدور المصري في التعاطي مع قضاياه الرئيسة.

bull;ما هو نشاط التجمع القومي الموحد على المستوى اللبناني؟

bull;هناك اعضاء التجمع القومي الموحد في لبنان وهم عبارة عن جمعيات وتيارات واحزاب وشخصيات متعددة النشاطات والتوجهات لكن نشاطهم الاساسي هو نشاط سياسي مدني محض ومواقفهم يتم الاعلان عنها في كل المناسبات سواء عبر اللقاءات الثنائية مع مختلف فرقاء الساحة السياسية اللبنانية او من خلال البيانات والندوات الصحفية التي يتم عقدها بين الفينة والاخرى، علاوة على الجانب الخيري والانساني الذي يضطلع به الاعضاء انطلاقا من تقديراتهم الخاصة، على اعتبار ان التجمع القومي الموحد مظلة تسع كل المواقف والآراء البناءة ولا يسعى الى فرض اي موقف على اي كان وفي كل الاحوال فإن اللبنانيين هم الذين يقدرون مصلحة وطنهم ويتصرفون على اساسها في ظل الالتزام بمبادىء التجمع القومي الموحد الاساسية في العدل والسلام والحرية.

- النظام السوري يتحدث دائمًا عن تحرير الأراضي السورية المحتلة ولا يذكر منها سوى الجولان. هل لواء الاسكندرون لم يعد أرضًا سورية محتلة أم تنازل عنه؟

ملف الجولان وملف لواء اسكندرون ملف واحد من حيث خضوعهما للاحتلال، غير انهما متمايزان من حيث الشروط الموضوعية والذاتية. الملف الاول هو ملف صدرت في شأنه قرارات الشرعية الدولية والجميع يعرف ان اي سلام حقيقي لا يمكن ان يرى النور دون استعادة هضبة الجولان المحتلفة في عدوان 1967. أما بالنسبة إلى لواء الاسكندرون فمسألة اكثر تعقيدا لذلك فهي تتطلب مقاربة متميزة وخاصة ولا أحد يملك الحق في التنازل عن الحقوق الوطنية للشعب السوري خاصة اذا كانت حقوقًا سيادية.