تهيمن حالة من الخوف على الشارع المصري في ما يتعلق باحتمالات تدخل الجيش في شؤون البلاد إذا تدهورت من جديد الحالة الصحية للرئيس حسني مبارك قبل إجراء الانتخابات. وفي هذا السياق يخشى البعض من انزلاق البلاد إلى حالة من الفوضى، وسط تباين أصوات المعارضة.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: مع مغادرة الرئيس حسني مبارك مستشفى هايدلبرغ في ألمانيا، وعودته السبت إلى البلاد بعد تماثله للشفاء من العملية الجراحية التي أجراها قبل نحو ثلاثة أسابيع، مازالت التداعيات الداخلية والخارجية المتعلقة بحالته الصحية، وربطها بالمستقبل السياسي الذي ينتظر البلاد خلال الفترة المقبلة، مع قرب موعد استحقاق الانتخابات الرئاسية المرتقبة العام القادم، مثار حديث الصحف ووسائل الإعلام الغربية.

وتسيطر حالة من الخوف في تلك الأثناء على الشارع المصري في ما يتعلق باحتمالات تدخل الجيش في شؤون البلاد إذا تدهورت من جديد الحالة الصحية للرئيس مبارك قبل إجراء الانتخابات. وتقول لوس أنجليس تايمز إن البعض يخشى من أن تنزلق البلاد إلى حالة من الفوضى، في حالة غياب الرئيس عن المشهد السياسي للبلاد.

وفي هذا السياق تنقل الصحيفة الاميركية راي جورج إسحاق، المعارض والمؤسس لحركة كفاية، الذي قال :quot;أُصَلِّي لينعم الرئيس بالصحة. وأتمنى ألا يحصل له شيء خلال الفترة ما بين الثلاثة والخمسة أشهر القادمة، لأن ذلك من شأنه أن يسمح للجيش بالتدخل في شؤون البلاد. أعترف أن مستقبلنا يكتنفه الغموض. وجميعنا في مأزق ولا نعرف ماذا سيحدث. وتقوم المعارضة الآن بوضع السيناريوهات الخاصة بما يمكنها أن تفعله إذا فقدنا هذا الرجل قبل أن نكون مستعدين للضغط في واقع الأمر على النظام من أجل التغييرquot;.

إلى هنا، تواصل الصحيفة حديثها بالتأكيد على أن أحزاب المعارضة لم تكن الوحيدة المعنية بالقلق بشأن حالة الرئيس الصحية، حيث تلفت إلى أن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم كان يقوم بتلميع صورة الابن الأصغر للرئيس، جمال، باعتباره الخليفة المحتمل. لكنها تعاود في الإطار نفسه لتقول إن الابن يواجه الكثير من الانتقادات، وأنه قد يكون من المبكر للغاية بالنسبة له أن يقوم باستدعاء الهيبة الضرورية للسيطرة على دولة بوليسية مترامية الأطراف تواجه مشكلات اقتصادية واجتماعية خطرة.

ثم تمضي لوس أنجليس تايمز لتشير إلى أن تمكن الرئيس مبارك من تحقيق حالة من التوازن بين السياسة، والجيش، ووكالات الاستخبارات، ساهم في المحافظة على الاستقرار، رغم الانتقادات التي تُوجه منذ فترة طويلة للحكومة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وارتفاع معدلات التضخم في البلاد. وتتابع بقولها quot; بدونه ( الرئيس مبارك )، أو إذا غادر الساحة بصورة مبكرة للغاية، يتساءل كثيرون عما إن كانت ستنزلق البلاد إلى موجة من الاحتجاجات وأعمال العنف التي قد تؤدي إلى اتخاذ إجراءات صارمة من جانب الجيش قبيل الانتخابات القادمةquot;. وهنا تعاود الصحيفة لتنقل عن إسحاق، قوله :quot; نخشى الفوضى. فإن حدث ذلك، فإنه سيتسبب في تدمير كل شيءquot;.

وفي جانب آخر، ترى الصحيفة أن عودة الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، إلى مصر اخيرا، أدت إلى اشتداد حدة المناورات السياسية في البلاد، رغم عدم أهليته لخوض الانتخابات المقبلة، بموجب مواد الدستور الحالية، التي يسعى لتعديلها. وحول قدرة البرادعي وأنصاره على ممارسة الضغوط لإحداث تلك التعديلات، قالت الصحيفة إن الحزب الوطني يفرض سيطرته على البرلمان، ومن غير المرجح أن يقوم بتمرير إصلاحات تعنى بتعريض هيمنته على السلطة للخطر. ويعاود إسحاق ليقول، متحدثا ً من مكتبه في القاهرة :quot; منذ فترة طويلة ولدينا خياران في مصر: الحزب الوطني الديمقراطي أو الإخوان المسلمين. أما البرادعي فيعطينا خيارا ً ثالثا ً. الناس لا تحب جمال مبارك. ولا يجب على المعارضة أن تفرط في تلك الفرصة. نحن على استعداد لدفع ثمن الحرية. والبرادعي رجل مخلص. ويريد أن يُحدِث تغييرا ً. والناس في مصر تؤمن به دوناً عن غيره من بعض الشخصيات الموجودة في أحزاب المعارضة الأخرى. ويمكننا أن نقول إنه الرمزquot;.

وفي الختام، تمضي الصحيفة لتنقل عن عماد جاد، من مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجة، قوله :quot; لن يُغيِّر مبارك من شيء لدى عودته. فأنا لا أعتقد أنه سيقوم بإدخال أي تغييرات على الدستور وقد يدعو لانتخابات مبكرةquot;. وتتابع الصحيفة بقولها إن تباين أصوات المعارضة وتاريخها الممزق يُصعِّب من حشدها تأييد الرأي العام. كما تلفت إلى أن الاختلافات الداخلية بين المحافظين والمعتدلين أدت إلى إضعاف جماعة الإخوان، وقد تصبح نتيجة لذلك أقل نشاطا على الصعيد السياسي.