كابول: غادر الرئيس الاميركي باراك أوباما كابول مساء الاحد بعد زيارة قصيرة مفاجئة الى افغانستان تعهد خلالها بالانتصار على طالبان. وقضى أوباما تقريبا خمس ساعات على الاراضي الافغانية في اول زيارة الى هذا البلد كرئيس الولايات المتحدة قبل ان يغادرها متوجها الى واشنطن على متن الطائرة الرئاسية اير فورس وان.

والتقى أوباما في كابول نظيره الافغاني حامد كرزاي وطلب منه بذل المزيد من الجهود في مكافحة الفساد في افغانستان. كما زار أوباما القوات الاميركية المنتشرة في البلاد وشكر الجنود على جهودهم في مكافحة طالبان ومقاتلي القاعدة.

ووصل أوباما الاحد الى كابول في زيارة مفاجئة هي الاولى له الى افغانستان منذ تسلمه مهامه. وبعد دقائق من هبوط طائرته الرئاسية الضخمة في قاعدة باغرام مع حلول الليل، استقل أوباما مروحية نقلته الى القصر الرئاسي في كابول. وعقد أوباما وكرزاي خلوة قبل ان يجتمعا باعضاء الحكومة الافغانية.

وفي ختام هذا اللقاء اعلن الرئيس الاميركي ان الولايات المتحدة ترحب بquot;التقدمquot; الذي حققته الحكومة الافغانية الا انها تريد المزيد من الجهود في مجال مكافحة المخدرات والفساد. وقال أوباما في تصريح صحافي quot;ان الاميركيين يرحبون بالتقدم الذي حصلquot; قبل ان يطالب كرزاي بquot;مواصلة التقدمquot; في مجالي مكافحة الفساد واقامة دولة القانون.

واوضح انه اراد القيام بهذه الزيارة المفاجئة الى افغانستان لشكر الجنود الاميركيين على quot;الجهود الضخمةquot; التي يقومون بها، وعلى quot;التضحيات الهائلةquot; التي يقدمونها. من جهته شكر كرزاي دافعي الضرائب الاميركيين على المساعدة التي يقدمونها للمساهمة في اعادة اعمار افغانستان وquot;لاعادة بناءquot; المؤسسات المدنية في افغانستان.

واعلن المتحدث باسم البيت الابيض ان كرزاي سيزور البيت الابيض في الثاني عشر من ايار/مايو المقبل. واحيطت زيارة أوباما بالسرية لدواع امنية. وقد غادر الرئيس منتجع كامب ديفيد من دون اعلان في وقت متأخر ليل السبت واستقل الطائرة الرئاسية في رحلة مباشرة من دون توقف استغرقت الليل بطوله.

وحطت الطائرة في قاعدة باغرام العسكرية شمال كابول وكان في استقبال الرئيس قائد القوات الاميركية الجنرال ستانلي ماكريستال والسفير الاميركي في افغانستان كارل ايكنبيري. واوضح مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي الجنرال جيمس جونز ان أوباما اراد لقاء الرئيس الافغاني لكي يبحث واياه الاهداف التي وضعتها الحكومة الافغانية نصب عينيها من اجل تحقيق الاستقرار في البلاد.

واضاف الجنرال جونز للصحافيين الذين رافقوا أوباما على متن الطائرة الرئاسية، ان الرئيس الاميركي يريد لفت نظر نظيره الافغاني الى انه quot;عمليا ومنذ اليوم الاول من ولايته الثانية لم تلق بعض المسائل الاهتمامquot; الذي تستحق.

ومن هذه المسائل اورد المستشار الرئاسي على سبيل المثال quot;نظام تعيين (في المناصب الحكومية) مرتكز الى الكفاءة، ومكافحة الفساد ومكافحة مهربي المخدرات التي تعتبر المحرك الاقتصادي للمتمردينquot;. واوضح جونز انه من المتوقع ان يبحث الرئيسان ايضا المصالحة مع بعض الفصائل المتمردة حيث تعد حكومة كابول من يلقون السلاح من المتمردين بتأمين العمل والمال لهم لحثهم على ترك طالبان.

من جهته اعلن مسؤول كبير في البيت الابيض طلب عدم الكشف عن هويته ان أوباما قام ايضا بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر quot;لتفقد القوات وتقييم الوضع الميداني مباشرة مع الجنرال ستانلي ماكريستالquot;. وكان أوباما قام بزيارة الى افغانستان عام 2008 عندما كان سناتورا ومرشحا للرئاسة.

ووعد في حينه بسحب القوات الاميركية من العراق والتركيز على الحرب في افغانستان لضرب القاعدة. وبعد وصوله الى البيت الابيض في كانون الثاني/يناير 2009 سارع أوباما الى اتخاذ قرار سحب القوات الاميركية من العراق قبل ان يعلن في كانون الاول/ديسمبر الماضي ارسال نحو 30 الف جندي اضافي الى افغانستان.

ويعلق أوباما آمالا كبيرة على هذه التعزيزات للامساك بالوضع في افغانستان وربما التمكن من سحب القوات الاميركية ابتداء من صيف 2011. الا انه يدرك انه لتحقيق هذا الامر لا بد من تعزيز وتقوية قوات الامن الافغانية. ومن المتوقع ان يصل عدد القوات الاميركية مع قوات الحلف الاطلسي في افغانستان الى نحو 150 الف جندي في آب/اغسطس المقبل.