تجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجهات أخرى تحقيقات حول حصول إيران على معدات متطورة تستخدم في تخصيب اليورانيوم عبر وسيط صيني في شنغهاي في وقت أعلن فيه علي أكبر صالحي عزم بلاده بناء 10 منشآت نووية جديدة.

طهران، فيينا: أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية علي أكبر صالحي عزم بلاده بناء 10 منشآت نووية جديدة في غضون ستة أشهر دون الإفصاح عن التفاصيل. وحسب بيان نقله التلفزيون الايراني أعلنت طهران أنها ستبدأ بإنشاء منشأة واحدة أو منشأتين نوويتين إذا وافق الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وأوضح صالحي أن إيران ستقوم بانشاء منشآت نووية جديدة في مناطق مختلفة من البلاد في النصف الأول من السنة الايرانية الجديدة التي بدأت في 21 مارس الماضي وقال إن النية هي لانشاء عشرة منشآت وقد تم تحديد أماكنها.

إلى ذلك تجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووكالات الاستخبارات الغربية تحقيقات حول شركة ايرانية استوردت صمامات وأجهزة لقياس الفراغ تستخدم في عملية تخصيب اليورانيوم، وفق ما ذكرت صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; أمس السبت.

وذكرت وول ستريت جورنال أن السلطات في الغرب تحقق فيما اذا كانت شركة ايرانية قد حصلت على صمامات ومقاييس فراغ تستخدم في تخصيب اليورانيوم من خلال وكيل لشركة صينية. وظهر التقرير في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة للحصول على دعم الصين لفرض جولة جديدة من العقوبات بهدف منع ايران من تطوير أسلحة نووية. وتقول ايران ان أنشطتها النووية سلمية ومشروعة. ويمكن أن يمثل شراء هذه المعدات خرقا لعقوبات التصدير. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي في فيينا قوله ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأجهزة المخابرات الغربية تجري تحقيقات في الامر.

وأثير التحقيق بسبب بريد الكتروني أرسل في 14 يناير كانون الثاني للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقالت الصحيفة ان البريد الالكتروني زعم أن شركة ايرانية هي جويدان مهر توس حصلت على الصمامات فرنسية الصنع عبر وسيط يمثل مؤسسة تشيجيانج اوهاي تريد وهي شركة فرعية تابعة لمجموعة ينج تشو ومقرها في الصين.

وأبلغ مسؤولون غربيون الصحيفة أن جويدان مهر توس تعمل منذ العام الماضي للحصول على مواد نووية لصالح شركة ايرانية هي كالايي الكتريك كو المشاركة في تطوير وأبحاث الطرد المركزي وهو جزء من النشاط الايراني الهادف لاكتساب القدرة على التخصيب.

وكالايي مدرجة في قائمة وزارة الخزانة الأميركية لمكافحة الانتشار. وتحظر الوزارة التجارة مع أشخاص وشركات وكيانات معينة بهدف منع انتشار الاسلحة النووية. وشركة جويدان مهر توس والمؤسسة الصينية غير مدرجتين في القائمة. ولم تؤكد متحدثة باسم وزارة الخزانة التقرير.

وقالت المتحدثة quot;تعمل وزارة الخزانة بنشاط يوميا بشأن عشرات القضايا... التي تتعلق بمئات الاهداف المحتملة التي لم يتم تحديدها لكن التعليق على أي تحقيق بعينه أو (أهداف) لم يتم تحديدها من شأنه أن يهدد سلامة وفعالية ما نقوم بهquot;.

وقال دبلوماسي بارز في فيينا ان الكثير من الصمامات المستخدمة في منشآت تخصيب اليورانيوم مفروض عليها قيود تصديرية. وأضاف الدبلوماسي quot;هناك حاجة لاعداد كبيرة منها على الاقل بالالوف من أجل منشآت مثل نطنزquot; في اشارة الى منشأة التخصيب الايرانية الرئيسة.

وقالت وول ستريت جورنال ان من غير المعروف كم عدد الصمامات التي يزعم أن جويدان مهر توس حصلت عليها أو مدى أهميتها في النشاط النووي الايراني. وأضافت أن الجهة المصنعة وهي كي.دي فالفز ديسكوت كانت مملوكة في السابق لشركة تيكو انترناشونال الأميركية. وقالت الشركتان انهما لم يتم الاتصال بهما من قبل المحققين ولم تعرفا كيف يمكن أن تكون المواد قد وصلت لايران.

وعلى صعيد متصل، رفض الرئيس الايراني الدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة من جديد بالتواصل دبلوماسيا مع ايران للتغلب على المواجهة النووية قائلا انه لا يرى تغييرا في سياسة واشنطن العدائية.

وقال أحمدي نجاد متحدثا أثناء تدشين مصنع يوم أمس السبت ان الرسالة التي وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء الاحتفالات بالسنة الايرانية الجديدة الشهر الماضي تضمنت quot;ثلاث أو أربع كلمات معسولةquot; ولكن لم يكن هناك جديد في الفحوى. وتابع أحمدي نجاد في كلمة أذاعها التلفزيون quot;يقولون 'مددنا يدنا للشعب الايراني الا أن الحكومة الايرانية والشعب الايراني قاما بردها'.. أي يد مدت لنا؟quot;

وتساءل quot;ماذا تغير؟ هل رفعت عقوباتكم؟ هل توقفت البرامج الدعائية المناوئة؟ هل خفّ الضغط؟ هل غيّرتكم موقفكم في العراق وأفغانستان وفلسطين؟quot; وكان أوباما أشار بعد توليه الرئاسة في أكتوبر تشرين الاول الماضي الى أنه يمكن أن يتواصل مع ايران quot;اذا أرخت قبضتهاquot;. ولكنه يحث القوى العالمية على دعم عقوبات جديدة تفرضها الامم المتحدة على ايران متهما طهران برفض المفاتحات الدبلوماسية في ما يتعلق ببرنامجها النووي الذي تقول واشنطن انه يهدف الى تصنيع قنبلة نووية.

وقال أحمدي نجاد ان ايران ستتكيف بسهولة مع أي عقوبات جديدة على واردات الوقود مضيفا أن مثل هذه الاجراءات ستساعد فقط على تقوية عزم شعبه. واستطرد quot;يجب أن تعلموا أنه كلما زاد عداؤكم زاد الدافع لدى شعبنا.. سيتضاعف.quot; وتابع quot;يقولون 'نريد فرض عقوبات على الوقود'. لم لا تفعلون ذلك.. كلما أسرعتم كان أفضل.quot;

ووجه أحمدي نجاد رسالة أيضا لاسرائيل التي تحث على اتخاذ اجراء دولي صارم لوقف البرنامج النووي الايراني والتي لم تستبعد امكانية اللجوء لاجراء عسكري ضد ما تعتبره تهديدا لوجودها.

وفي اشارة الى الضربات الجوية الاسرائيلية في وقت متأخر من مساء يوم الخميس على قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) قال أحمدي نجاد quot;أحذر مرة أخرى زعماء قوى العجرفة وأنصار النظام الصهيوني ألا يرتكبوا خطأ جديدا في الشرق الاوسط.. مهاجمة غزة سيكلفكم الكثير.quot;