أسامة مهدي من لندن: أعلن التيار الصدري بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إنه سيقدم إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق مرشحاً عنه لرئاسة الحكومة الجديدة وذلك بعد فوزه في استفتائه على المنصب من بين شخصيات اخرى عديدة.
وقال صلاح العبيدي القيادي في كتلة الاحرار التي مثلت التيار الصدري في الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من الشهر الماضي خلال مؤتمر صحافي اليوم ان الكتلة وهي احد مكونات الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم ستطرح اسم الجعفري مرشحا عنها الى الائتلاف وبقية الكتل السياسية لتولي رئاسة الحكومة العراقية الجديدة التي تجري حوارات حاليا بين القوى السياسية لتشكيلها.
وأضاف أن الاستفتاء ونتائجه هما خطوة تبنتها كتلة الأحرار في محاولة لمعرفة رأي الشارع العراقي بخصوص المرشحين وما يمكن أن تتبناه الكتلة بناء على رأي الشعب العراقي. ويعتقد مراقبون ان ترشيح الصدريين للجعفري يأتي نكاية بالمالكي الذي يحتفظ بعلاقات سيئة معهم حيث كان قد فصل الجعفري قبل يومين من قيادة حزب الدعوة الاسلامية ويتولى رئاسة الحكومة الحالية بدلا عنه.
وفي وقت سابق اليوم اعلن التيار الصدري فوز رئيس الوزراء السابق زعيم تيار الاصلاح الوطني ابراهيم الجعفري في استفتائه على منصب رئيس الحكومة المقبل الذي اجراه في انحاء العراق يومي الجمعة والسبت الماضيين. وقال ان الجعفري حصل على 24 بالمائة من الاصوات وجاء بعده جعفر محمد باقر الصدر القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي بحصوله على نسبة 23 بالمائة من الاصوات.
واشار الى حصول قصي السهيل القيادي في كتلة الاحرار التي خاضت الانتخابات الاخيرة عن التيار الصدري على 17 بالمائة والمالكي على 10 بالمائة واياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق زعيم القائمة العراقية الفائزة في الانتخابات على 9 بالمائة وبهاء الاعرجي القيادي في التيار الصدري على خمسة بالمائة واحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي على 3 بالمائة وعادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية القيادي في الائتلاف الوطني العراقي على 2 بالمائة ورافع العيساوي نائب رئيس الوزراء القيادي في القائمة العراقية على 2 بالمائة فيما توزعت الخمسة بالمائة الباقية على اخرين.
واشار إلى أن عدد المشاركين في الاستفتاء بلغ مليونا و400 و28 ألف مصوت، وشاركت في الاستفتاء 4000 فرقة جوالة، أما عدد العاملين في 860 مركزا ثابتا فبلغ 4000 عامل فيما بلغت نسبة النساء المشاركات في الاستفتاء 27%quot;.
وشغل الجعفري منصب رئاسة الوزراء بين عامي 2005 و2006 حين خلفه في المنصب المالكي في ايار (مايو) عام 2006 وهما ينتميان الى حزب الدعوة الاسلامية الذي خاض الانتخابات العامة انذاك ضمن الائتلاف الوطني العراقي قبل ان ينفصل الجعفري عن الحزب الذي خاض به المالكي بعد توليه زعامته انتخابات مجالس المحافظات اتي جرت مطلع العام الماضي وحقق فيها نتائج متقدمة.
وقد اشرفت على الاستفتاء لجنة عليا شكلتها الهيئة السياسية للتيار الصدري ساعدتها في ذلك لجان فرعية في مختلف المناطق العراقية حيث تم توزيع صناديق الاقتراع على المساجد والمقاهي والمناطق العامة وكذلك استمارات تحمل اسماء 5 مرشحين اضافة الى حقل سادس يمكن ان يكتب المصوت من يراه اهلا لتولي رئاسة الحكومة من غير المرشحين الاصليين. كما قامت المئات من الفرق التابعة للتيار الصدري بجولات على المنازل والاماكن العامة مثل المقاهي والاسواق والاندية لاستفتاء الموجودين فيها.
وقالت كتلة الاحرار ان الاستفتاء جرى لاختيار واحد من خمسة مرشحين اقترحهم الصدر لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة التي يجري التفاوض حاليا لتشكيلها هم نوري المالكي (رئيس الوزراء الحالي) وإياد علاوي (زعيم القائمة العراقية الفائزة في الانتخابات) وعادل عبد المهدي (نائب رئيس الجمهورية) وإبراهيم الجعفري (رئيس الوزراء السابق زعيم تيار الاصلاح ضمن الائتلاف العراقي) ومحمد باقر الصدر نجل المرجع الشيعي مؤسس حزب الدعوة آية الله السيد محمد باقر الصدر الذي نفذ النظام السابق مطلع نيسان (ابريل) عام 1980 حكم الاعدام به وبشقيقته بنت الهدى وهو صهر مقتدى الصدر المتزوج من شقيقته.
وعلى الرغم من ان نتيجة الاستفتاء لن تكون ملزمة الا انها ستعطي مؤشرا للشخصية التي يمكن ان يرشحها التيار الصدري لتولي رئاسة الحكومة المقبلة. وجاء الاستفتاء اثر توجيه مقتدى الصدر رسالة الاسبوع الماضي الى لجنة الانتخابات في التيار التي كانت قد اشرفت في وقت سابق على الانتخابات الداخلية لاختيار مرشحي التيارالى الانتخابات التشريعية الاخيرة. معروف أن الصدر يرفض التجديد لولاية المالكي الذي يلقي عليه مسؤولية محاربة التيار الصدري ومواجهة عناصره في جيش المهدي بعمليات عسكرية منذ عام 2007 في عدد من المحافظات العراقية الامر الذي ادى الى مصرع العشرات منهم اضافة الى اعتقال وسجن المئات بينهم محكومون بالإعدام.
ومن جهته قال القيادي البارز في التيار الصدري والمرشح الفائز في الانتخابات التشريعية الاخيرة بهاء الاعرجي في تصريح صحافي ان الهدف من اجراء الاستفتاء هو الاسراع في تشكيل الحكومة من خلال الاتفاق على الشخص المناسب الذي سيتولى مهمة رئاسة مجلس الوزراء المقبل. واشار الى ان مقتدى الصدر وتيار الاحرار التابع للتيار الصدري يجدان ضرورة ملحة في اشراك الجماهير في موضوع اختيار رئيس الوزراء المقبل.
واضاف quot;نحن نشعر ان اختيار رئيس الحكومة المقبل قد يستغرق وقتا طويلا لذلك قررنا اجراء استفتاء شعبي وحددنا خمسة مرشحين لاختيار المرشح المناسب لتسنم منصب رئيس الوزراء المقبلquot;.. واوضح قائلا quot;ان من سيفوز في هذا الاستفتاء سيكون مرشحنا لرئاسة الحكومةquot;.
وتأتي مبادرة التيار الصدري هذه ادراكا منه للثقل السياسي الذي اصبح يمثله على الساحة السياسية والذي افرزته الانتخابات الاخيرة حيث حصل على 38 مقعدا برلمانيا من بين مقاعد الائتلاف الوطني البالغة 70 مقعدا التي حل بها في المركز الثالث بعد ائتلاف قائمة العراقية التي حصلت على 91 مقعدا تليها قائمة ائتلاف دولة القانون التي حصلت على 89 مقعدا بينما احتل التحالف الكردستاني المرتبة الرابعة بحصوله على 43 مقعداثم وقائمة التوافق على ستة مقاعد وقائمة التغيير الكردية المعارضة على ثمانية مقاعد والاتحاد الإسلامي الكردستاني على 4 مقاعد ووحدة العراق على 4 والجماعة الإسلامية على مقعدين.
التعليقات