تجدّد السجال بين الحكومتين الأميركيّة والمصريّة حول ملف الحريّات على خلفية اعتقال 33 ناشطًا من حركة 6 ابريل خلال هذا الاسبوع. ففي وقت تشدد ادارة اوباما على اهمية حرية التعبير في مصر، ترفض الحكومة المصريّة التدخّل في سياستها الداخليّة.
واشنطن، القاهرة: كرّرت الولايات المتحدة التي انتقدتها حليفتها مصر بسبب دفاعها عن حرية التعبير في هذا البلد، على دعواتها في هذا المجال.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي quot;يجب ان يمارس جميع الافراد حرياتهم الاساسية بحرية (...) يجب ان يتمكن كل المصريين من القيام بدور حقيقي في عملية سياسيّة مفتوحة وشفافةquot;.
وقد اتهمت السلطات المصرية الجمعة الولايات المتحدة بـquot;التدخلquot; في الشؤون الداخلية المصرية بعدما اعربت واشنطن عن قلقها لاعتقال ناشطين سياسيين ارادوا التظاهر للمطالبة بإصلاحات.
ولم يتطرق كراولي الى الانتقادات الرسمية المصرية خلال رده على سؤال لمجموعة من الناشطين المصريين في مجال حقوق الانسان طلبوا مساعدة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بهذا الخصوص.
وأكّد ان الدفاع عن الحريات quot;هو عنصر مركزي في سياستنا. وهو ايضًا في مصلحة مصر على المدى الطويلquot; ولهذا السبب quot;سنواصل الدفاع عن انتخابات حرة في مصر وسنواصل قول هذا الامر للحكومة المصريةquot;.
وكانت مصر قد رفضت الانتقادات التي وجهتها إليها الولايات المتحدة بشأن اعتقال السلطات الامنية للعشرات من المتظاهرين المطالبين باصلاحات دستورية في وقت مبكر من الاسبوع الجاري. حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية قال إن الموقف الاميركي quot;بلا مبررquot; وquot;لا تقبل به مصرquot;، معتبرًا أنه quot;تناول مسائل سياسية داخلية مصريةquot;.
وقال زكي quot;ملاحظات الولايات المتحدة انتقلت، دون مبرر واضح، من الحديث عن الاعتقالات الى مسألة سياسية مصرية داخلية في نمط غير مألوف لا تقبله مصرquot;.
وكانت السلطات الامنية المصرية قد اعتقلت الثلاثاء 33 ناشطًا من حركة 6 ابريل وسط القاهرة، إلا أن النائب العام افرج عنهم في اليوم التالي بعد تحقيقات قصيرة. وقال زكيquot; المصريين لا يقبلون ان تتحدث حكومات اجنبية بالنيابة عنهمquot;.
يشار الى ان الحكومة المصرية حساسة للغاية حول التقارير الخارجية بشأن مطالب المعارضة باجراء اصلاحات سياسية تتيح انتخابات رئاسية شفافة العام المقبل.
وقد نظمت مظاهرات الثلاثاء من قبل حركة 6 ابريل التي تدعم محمد البرادعي المرشح غير الرسمي للرئاسة المصرية والرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتأسست حركة 6 ابريل في العام 2008 بعد ان دعت الى اضراب عام احتجاجًا على ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.
وشهدت الحركة نشاطًا منذ عدة أشهر لدعم مطالب البرادعي الذي دعا إلى اصلاح دستوري في مصر يتيح اجراء انتخابات رئاسية حرة وغير مقيدة العام المقبل.
كما أصبحت الحركة هي النواة الرئيسة quot;للجمعية الوطنية من أجل التغييرquot; التي تأسست لدعم البرادعي فور عودته إلى مصر في فبراير/ شباط الماضي.
التعليقات