تتعرض الانتخابات الرئاسية في السودان لموجة انتقادات كبيرة من الغرب، وسط اتهاماتبأفتقادها للنزاهة.

القاهرة: هاجمت الصحف الاجنبية الانتخابات السودانية واعتبرتها تفقتد للمصداقة الأمر الذي يجعل أهداف الرئيس الحالي عمر البشير في مهب الريح.

وفي تقرير مطول لها حول الانتخابت السودانية التي بدأ التصويت فيها اليوم، كتبت صحيفة التايمز اللندنية تحت عنوان quot;الانتخابات المخزية لن تخفف على الدولة التي تعاني الجوع والوحشيةquot;. وأوضحت في البداية أن تلك الانتخابات التعددية التي ستشهدها البلاد، بدءا ً من اليوم وحتى يوم الثلاثاء المقبل، لا تمت بصلة للسلام أو الديمقراطية، مثلما كان يحلم كثيرون ممن عانوا ويلات الحروب الأهلية الدموية على مدار سنوات.

وفي تأكيد من جانبها على استحالة إجراء تلك الانتخابات في أجواء تكتنفها النزاهة والشفافية، مضت الصحيفة لتقول إن تواصل أعمال القتال في الجزء الغربي من إقليم درافور، قد أدى هذا الأسبوع إلى إنسحاب مراقبو الانتخابات التابعون للاتحاد الأوروبي، بسبب مخاوف أمنية. وفي الجنوب الذي يعاني من حالة شديدة من الفقر، أودت نوعية الاشتباكات التي وقعت هناك على مدار العام المنقضي بحياة ألفي شخص على الأقل، بمعدل يزيد في العدد عما شهده إقليم دارفور خلال نفس المدة الزمنية.

وفيما يتعلق بالشمال، تنقل الصحيفة عن محللين، وناشطين، وسياسيين ينتمون لأحزاب معارضة، ادعاءاتهم بأن الرئيس، عمر البشير، 66 عاما ً، قد استعان بالتزوير وسياسات الترهيب، لضمان تحقيق الفوز. وتتابع الصحيفة حديثها في هذا السياق بالتأكيد على أن الأيام المخزية الأخيرة التي سبقت أول انتخابات تعددية تشهدها البلاد منذ 24 عاما ً قد كشفت عن انقسامات غير قابلة للتثبيت في أكبر دول القارة السمراء.

وتعليقا ً من جانبها على إعلان بعض الأحزاب عن مقاطعتها للانتخابات، قالت الصحيفة إن ذلك سوف يضمن الفوز بصورة أكيدة لحزب المؤتمر الوطني الذي يترأسه عمر البشير، وإن كان هذا الانتصار سيكون انتصارا ً أجوفا ً. ثم تمضي لتقول إن البشير إذ يأمل في أن يساعده تحقيق فوز مدوي في انتخابات ذات مصداقية على إصلاح سمعته، وإضفاء الشرعية على حكمه، وتحدي العدالة العالمية، بعد أن اتهمته المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي بارتكاب جرائم حرب في دارفور. بيد أن الصحيفة ترى أن تحقيق الفوز في انتخابات بلا مصداقية لن يحقق أي من تلك الأمور.

وتنقل هنا عن ليبين نيلسون مورو، الأستاذ في مركز دراسات السلام والتنمية في جامعة جوبا في الجنوب، قوله :quot; لن يحصل البشير على الشرعية التي يتوق إليها من تلك الانتخاباتquot;. وفي مقابل الانتقادت من مراقبو الانتخابات الدوليين وناشطي حقوق الانسان، يؤكد البشير على أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة ونظيفة ومثالية. ثم تعاود مورو لتختم في سياق حديثها مع الصحيفة بالقول :quot; إننا بحاجة للحصول على الجنوب أولا ً، ثم سيكون بوسعنا تحقيق التنمية والحكم والانتخابات السليمة. نحن فقراء، ولم ننعم بفوائد السلام بعد، ولم تقدمها الحكومة، لكن لا مشكلة، فسوف ننتظر لتقرير مصيرناquot;.