أكّد الدكتور حنا عيسى الوكيل المساعد للشؤون المسيحية في وزارة الاوقاف الفلسطينية أن هجرة المسيحيين من الأراضي الفلسطينية في الآونة الأخيرة أصبحت ظاهرة مقلقة، ولاسيّما عندما تتحدث اخر المؤشرات إلى أن 600 مسيحي من القدس والضفة وغزة يهاجرون البلاد سنويًّا.
الدكتور حنا عيسى |
القدس: شرعت اسرائيل في اتباع سياسة جديدة تستهدف ابعاد الفلسطينيين الذين يقيمون في الضفة الغربية ومدينة القدس وهم من سكان قطاع غزة كذلك الامر بالنسبة إلى الاشخاص الذين يقيمون في مدينة القدس وهم من الضفة الغربية او يحملون هوية فلسطينية ومتزوجون من مدينة القدس. وبحسب ما ذكرت الصحف العبرية فإن عقوبة من يتم القاء القبض عليه تصل الى السجن 7 سنوات.
وفي اطار مشابه وقريب حذر عدد من المهتمين بقضايا المواطنين المسيحيين وبخاصة في مدينة القدس من استمرار تنامي الهجرة في صفوف المسيحيين الفلسطينيين وبخاصة من سكان القدس ولدوافع واسباب تعود في معظمها الى دوافع اقتصادية واجتماعية وسياسية، وإن هذه الهجرة المتزايدة تكون غالبًا بين الشباب والمثقفين وتكون في معظمها هجرة دائمة الى الولايات المتحدة الاميركية واوروبا ودول الخليج العربي.
quot;الخوف من سيطرة الكنيسة الغربيةquot;
وفي لقاء خاص مع إيلاف قال الدكتور حنا عيسى الوكيل المساعد للشؤون المسيحية في وزارة الاوقاف الفلسطينية، إنّ هجرة المسيحيين من الاراضي الفلسطينية وبخاصة من مدينة القدس في الاونة الاخيرة اصبحت ظاهرة مقلقة، ولاسيما عندما تتحدث اخر المؤشرات والارقام الدقيقة الى ان 600 مسيحي من القدس والضفة وغزة يهاجرون البلاد سنويًا للاقامة الدائمة في دول اميركا واوروبا والخليج العربي، مشيرًا الى انه كان عدد المسيحيين الفلسطينيين قبل العام 1948 اكثر من الآن، وهذا بسبب استمرار هجرتهم، منوّهًا الى أن هجرة المسيحيين لم تقتصر على الفلسطينيين بل على المقيمين في منطقة الشرق الاوسط من المسيحيين منذ منتصف القرن الماضي وحتى يومنا هذا. ولكن الهجرة من فلسطين هي بنسب اعلى وبصورة مستمرة ومتواصلة، وابرز اهداف الهجرة تكون لاسباب اقتصادية،ولا سيّما أنّ المسيحيين في معظمهم لا يفضلون العيش في المدينة على القرى ولا يحبذون العمل في الزراعة ولذا تجدهم يهاجرون البلاد في حال عدم توفر فرص العمل في المجال التعليمي والمهن الاخرى، مشدّدًا على ان استمرار الهجرة هذه تشكل خطورة على الترابط الاجتماعي وعلى ثقافة المسيحيين وعلى وجودهم بشكل عام في فلسطين.
واضاف عيسى ان عدد المسيحيين في القدس يقدر الان بـ 10 الاف بينما كان في الماضي اكثر من 50 الفًا، مؤكدًا ان فلسطين ارض المسيح وهذا يؤثر على انتمائهم الوطني والديني واللغة والعادات والتقاليد عندما يتركون وطنهم ويهاجرون كما وان وجودهم في فلسطين هو لتعزيز الوجود المسيحي الفلسطيني الشرقي وهجرتهم تساهم في ترسيخ الوجود المسيحي الغربي والذين هم ليسوا فلسطينيين بل يونانيون ولغتهم ليست عربية. وحول دور الكنيسة في الحد من الهجرة، اشار عيسى quot;للاسف ان دور الكنسية منوط بالجانب الديني والقائدي وبعض النشاطات الاجتماعية والانسانية، ولا تعمل الكنيسة بدورها في وقف نزيف الهجرة المسيحية من فلسطين. وقال عيسى ان استمرار هجرة المسيحيين تعني تفريغ الاراضي المقدسة من المسيحيين الشرقيين.
إحصاءات حول أعداد المسيحيين
واضاف عيسى انه في الفترة بين سنة 1967 -1993 غادر الضفة الغربية وقطاع غزة نحو 13000 مهاجر مسيحي منهم 8000 في الضفة الغربية و 5000 في قطاع غزة.
أما اليوم يغادر مناطق الضفة وقطاع غزة نحو 600 شخص سنويًا. اما عدد المغتربين من منطقة بيت لحم هو نحو 100000 بينما عدد المغتربين في بيت جالا في تشيلي يصل إلى 25000، ونحو 2000-3000 مسيحي غادروها في السنوات 1967-1970. وخلص عيسى الى القول : هناك إحصائية تشير إلى أن عدد المسيحيين في بعض البلدان العربية حاليا هي على سبيل الذكر لا الحصر كالتالي: السودان ومصر( 12 مليون)
العراق (500000 إلى 600000)، الأردن (140000- 165000)، وسوريا ( ما يقارب المليونين).
التعليقات