أجرت إيلاف تحقيقًا حول الحوزة العلمية في النجف تحدثت فيه عن طريقة التدريس فيها والتي تنفرد فيها منذ تأسيسها إضافة إلى رفض آيات الله تحويلها إلى أكاديمية واستلام الاموال من الحكومة العراقية.

النجف: تنفرد الحوزة العلمية في النجف بطريقة تدريس فريدة من نوعها منذ تأسيسها قبل مئات السنين، وبتمويل ذاتي. وعلى الرغممن تزايد إعداد مدارسها بعد العام 2003 وسقوط النظام السابق إلا أن المراجع الأربعة الرئيسين في النجف وهم آيات الله السيد علي السيستاني، والسيد محمد سعيد الحكيم، الشيخ بشير النجفي، و الشيخ محمد اسحاق الفياضquot;، يرفضون تحويل الدراسة إلى أكاديمية، والحوزة مؤسساتية ناهيك على تأكيدهم رفض استلام أي مبالغ مالية من الحكومة العراقية، على الرغم من الإغراءات التي قدمت لهم من جهات مسؤولة في الدولة.

طريقة التدريس

إنالطريقة المتبعة للتدريس في الحوزة العلمية بصورة عامة هي نفسها المتبعة في جميع مراكز الشيعة- وإن اختلفت بعض الشيء في زماننا الحالي - وهي ليست على شاكلة الطرق المتبعة في الأنظمة التربوية التي نألفها هذه الأيام. فهي دراسة لا تعتمد على أساس نظام الصفوف وهي فردية تتم على شكل حلقات تمارس اليوم كما بدأت منذ عهد الشيخ الطوسي، في العام (1056) حين نزح إلى مدينة النجف الأشرف من بغداد كبيرُ علماء الشيعة في ذلك العهد، الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، إثر فتنة طائفية أثارها السلجوقيون مع بداية حكمهم في العراق. فكان ارتحال الشيخ الطوسي إلى النجف، بداية عهد جديد في حياة هذه المدينة التي أخذت منذ ذلك العهد تتحول من مدينة ومزار إلى جامعة كبرى.

وليس هناك نظام للامتحانات أو لمنح الشهادات كما هو متعارف عليه اليوم في الكثير من المدارس الحديثة، وإنما يترك للطالب اختيار الكتاب الذي يريد دراسته، والأستاذ الذي يتلقى من علومه، وحتى مكان الدرس وزمانه فيتم الاتفاق عليه بين التلميذ والأستاذ. ولقد شهدت الحوزة العلمية خلال العقود الأربعة الماضية دعواتٍ لتطوير هذه الطرق في التدريس فيما وجدنا في المقابل إصرارًا على ضرورة إبقاء الأسلوب في الدراسة كما هو. وبين هذا الاتجاه وذاك وقف فريق يدعو إلى الجمع بين الأسلوبين.

المراجع ترفض تغيير الدراسة في الحوزة

ويرفض مراجع النجف الاربعة الرؤساء والذين يتزعمون الحوزة العلمية المطالبات الخارجية الى تحويل الدراسة الحوزوية الى اكاديمية مؤسساتية، وان تكون هنالك خزينة اموال واحدة للحوزة وهي التي من مسؤوليتها الانفاق على الطلبة وانشاء المدارس.

ويؤكد الاستاذ في الحوزة العلمية والمقرب من المراجع السيد نصير البكاء ان quot;المرجعية وفي مقدمتهم المرجع السيستاني، والحكيم يرفضون رفضًا قاطعًا نظرية التجديد في الحوزة العلميةquot;، واضاف البكاء في تصريح خصلـ quot;ايلافquot; انهم quot;يرون أن الحوزة يجب ان تبقى كما اسسها العلامة الطوسي ولا يتم التغير حتى ظهور الامام المهدي المنتظر (الامام الثاني عشر الغائب لدى الشيعة) وهو يغير ما يجب تغييرهquot;، مشيرًا إلى أنّ quot;هذه الدراسة تعتبر حرة وتعطي الطالب مميزات كبيرة للوصول الى العلم، وهي المتبعة الان في التدريس في اكبر الجامعات الغربيةquot;.

ويرى الشيخ علي بشير النجفي، نجل المرجع الشيعي بشير النجفي ان الدراسة الحوزوية تترك للطالب quot;حرية الاختيار بالنسبة للزمان والمكان والاستاذquot;. وقال في تصريح لـquot;ايلافquot; ان quot;الدراسة في الحوزة تختلف عن الدراسة في الاكاديميات والكليات الاخرىquot;، وتضم مدينة النجف عشرات الحوزات العلمية التي يطلق عليها جامعة النجف او الحوزة العلمية في النجف. وأسلوب الدراسة في هذه الحوزات هو quot;التعليم الحرquot;.

ويؤكد quot;ان اماكن التدريس عادة ما تكون في المساجد مثل quot;مسجد الهنديquot; وquot;مسجد السبزواريquot; وquot;مسجد التركquot; بالاضافة الى الحسينيات والمدارس مثل مدرسة quot;القوامquot;، لكنها باتت في منازل المراجع حاليًاquot;. ويقول ان منازل المراجع الشيعية تحولت quot;في الآونة الاخيرة، الى ساحة للتدريسquot; عازيًا ذلك الى quot;الوضع الأمني الذي يمر به البلدquot;. ويتابع النجفي ان الحوزة quot;تدرس الفقه والشريعة واصول الدين وفق أئمة الشيعة الاثني عشرية، ومبدأ الاجتهاد من خلال تدريسها النصوص القرآنية والاحاديث المنقولة عن النبي محمد والائمة واستنباط الاحكام الشرعيه من خلالهاquot;.

الدراسة في الحوزة مفتوحة

اما نهاية هذه الدراسة فهي مفتوحة، هناك من يمضي اكثر من ثلاثين عاما من الدراسة الحوزوية وهو ما يزال في مرحلة بحث الخارج، وهناك من يمضي خمسين عاما من حياته دارسا في الحوزة؛ فالموضوع يعتمد اولا واخيرا على جهد واجتهاد الطالب واستعادده للتقدم في هذه الدراسة الصعبة، ولم تضع الحوزة اية شروط تتعلق بمذهب الدارس سواء كان شيعيا او سنيا، ذلك ان مناهج الدراسة الحوزوية متعددة ومتشعبة وتتناول الفقه الشيعي والسني، لهذا نرى ان المجتهدين من رجال الدين الشيعة لهم المام كبير في المذاهب السنية الاربعة وبقية الفرق الاسلامية او تلك المنشقة عن الاسلام، على انه من المهم ان نعرف انه ليس هناك منهج محدد ومعمم على الحوزات العلمية، بل ان لكل استاذ منهجه وتصوره وأسلوب تدريسه.

ولا تمنح حوزة النجف العلمية أية شهادة سواء كانت بكلوريوس او ماجستير او دكتوراه او بروفيسور، وكل ما هناك أن الطالب يحصل على اعتراف مكتوب من قبل أستاذه يرشحه فيه بالعبور الى المرحلة اللاحقة او انه أنهى مرحلته الدراسية الحالية، كأن يكون أنهى دراسة المقدمات، ومثلما اوضحنا انه ليست هناك فترة زمنية محددة لنهاية اي مرحلة.

وليست هناك احصائية دقيقة لعدد طلاب الحوزة انما هناك تقديرات تشير الى ان اعدادهم تبلغ حوالى 6 الاف طالب من عراقيين وعرب وباكستانيين وهنود وقليل من الايرانيين موزعين على مدارس ومساجد النجف. يشار الى ان الحوزة واحدة لكن المتعدد هو مكاتب المرجعيات والاساتذة الذين يلقون المحاضرات من خلال انتمائهم الى المراجع عن طريق اخذ العلم منه.

تمويل الحوزة من الخمس والتبرعات

تعتمد الحوزة العلمية في النجف بتمويلها من ضريبة quot;الخمسquot; بالدرجة الاولى فعلى كل فرد مسلم شيعي بالغ وجوب تخميس امواله سنويا ويدفع خمسها الى المرجع المقلد، وتليها quot;اموال الزكاة والتبرعات والاوقافquot;. ورغم مطالبة بعض علماء الدين وطلاب الحوزة الدينية في النجف الحكومة والوقف الشيعي بصرف رواتب شهرية لطلاب الحوزات في النجف وكربلاء وبغداد، اعتبرت المرجعية ذلك quot;خطاً أحمراًquot;، مؤكدة ان المؤسسة الدينية يجب ان تبقى بعيدة كل البعد عن الحكومة وسطوة الدولة.

وأكد مصدر قريب من مكتب المرجع علي السيستاني لـ quot;ايلاف quot; ان quot;المرجعية لم تأخذ اموالاً من أي حكومة طوال تاريخهاquot;، لافتاً الى انه عرض على المرجعية مراراً تلقي الأموال لكنها أبت دائماً ان تقبل ولو ديناراً واحداًquot;. وأوضح ان quot;المرجعية والحوزة العلمية، وكي تحرصا على المحافظة على الاستقلالية، تتحفظان عن قبول الأموال والرواتب من الدولة، ولهما مصادرهما الشرعية في توزيع الرواتب على الطلاب والأساتذةquot;.

من جانبه قال الشيخ علي النجفي، نجل المرجع الديني بشير النجفي ان quot;للمرجعية مصادرها الخاصة من الخمس والزكاة والتبرعات والأموال العامة توزع من خلالها الرواتب والمساعداتquot;. واضاف ان quot;أخذ الأموال من الدولة بحجة الرواتب خط أحمر لا يمكن قبولهquot;، مشيراً الى ان quot;المرجعية تدعو المسؤوليالى توزيع الثروة بصورة عادلة على الشعبquot;.

وكان محمد الجبوري، مدير مكتب الشيخ قاسم الطائي، ذكر في بيان ان الطائي تلقى quot;1600 رسالة من طلاب العلوم الدينية في النجف حول دعوة الحكومة والوقف الشيعي صرف رواتب للطلابquot;. وأضاف: quot;قدمنا هذه الطلبات الى الوقف الشيعي ونحن بانتظار الجوابquot;. وتابع: quot;لو نفذ هذا الأمر فسيساعد على تحسين الحال المعيشية لطلاب الحوزةquot;، ودعا الحكومة quot;الى توفير الحياة الكريمة لطلاب العلوم الدينية، من تخصيص رواتب شهرية واعطائهم قطع أراض سكنية وسلف بناءquot;.

ويستلم طلبة العلوم الدينية رواتب شهرية، ومساعدات من جميع مكاتب المراجع الاربعة الرئيسين وآخرين مثل المرجع الشيخ محمد اليعفوبي والشيخ صالح الطائي والسيد محمد تقي المدرسي والسيد صادق الشيرازي وغيرهم. وأدى افتتاح مكتب وممثل لمرشد الجمهورية الايرانية اية الله السيد علي خامنئي في النجف عام 2004 ودفعه رواتبا لجميع طلبة حوزة النجف بمبالغ طائلة تعادل اضعاف ما يدفعه لهم المراجع في النجف الى قيام المرجع السيستاني بزيادة مرتبات الطلبة الى الضعف خوفًا من تحولهم الى تقليد خامنئي.

المرجعية عند الشيعة

المرجعية الدينية عند الشيعة الإمامية، كيان فقهي كبير يحتل في الحياة السياسية والدينية مساحة واسعة جدًا يرتبط بها الشيعة بأوثق العلاقات وأمتنها، وتكتسب تعليمات المرجعية بالنسبة للفرد الشيعي صفة الأمر والحكم الشرعي الملزم دينياً، الذي لا يجوز التخلف عنه ومخالفته.

للمرجعية الدينية تأثير كبير على حركة الواقع الإسلامي الذي يتحرك فيه الناس في أوضاعهم العامة، وذلك من خلال الموقع المميز الذي يتميزون به في ثقافتهم، وقداستهم، ومواقفهم، وعلاقاتهم، التي تنفتح على أكثر من جهة وأكثر من واقع.

ولعل قيمة المرجعية الشيعية الدينية الفقهية أنها تمتد في عناصرها التاريخية إلى عُهدة الإمامة في مضمونها القيادي الشامل، الذي يتسع للفتوى، وللسياسة، وللحرب، والسلم، وللجوانب الإقتصادية في الحقوق الشرعية، وغير ذلك لتنفتح المسألة على موقع النيابة عن الإمام المهديquot; الامام الثاني عشر الغائب لدى الشيعة ويظهر في آخر الزمان ليملأ الارض قسطا وعدلا بعد ما تمتلأ ظلما وجوراquot;.

كما ان المرجعية لا تورث لابن او لأخ او لابن عم، وللشيعة طريقتهم الخاصة في انتخاب المرجع الديني الذي يتصدى لشؤون التقليد، وهذا لا يتم عن طريق ترشيح المرجع لنفسه والفوز عبر صناديق الاقتراع. لانتخاب المرجع لدى الشيعية اسلوب مفتوح للجميع، والعملية تتم عندما يرشح العلماء رجل دين مجتهدا ومرجعا ليتصدى للمرجعية استنادا الى عدد مقلديه.
يتسم تاريخ المسلمين الشيعة بظاهرة تعدد المراجع الكبار. وتقوم المرجعية على مبدأ quot;الأعلميةquot; الذي يقضي بأن يكون المرجع هو quot;العارف بأهل زمانه الذي لا تهجم عليه اللوابسquot; حسب ما ورد في حديث منسوب للإمام جعفر الصادق.

وقبل وقت طويل كانت المرجعيات الشيعية الكبيرة في العالم موزعة في ثلاثة مواقع هي:

.. إيران حيث يتولى السيد علي خامنئي منصب الولي الفقيه والمرجع الشيعي في آن معا.
.. العراق حيث يتولى المرجعية الشيعية السيد علي السيستاني من مقره في مدينة النجف المقدسة.
.. لبنان حيث يتولى المرجعية الشيعية السيد محمد حسين فضل الله منذ عام 1994.

دور المرجعية في الأوضاع العراقية

اظهر المرجع السيستاني الدور الكبير في ادارة العراق ورسم صورة خارطة العراق السياسية بعد عام 2003، ويرى المراقب من اعلاميين وسياسيين ان quot;شارع الرسول امام مرقد الامام علي الذي يكون فيه منزل السيستانيquot;، لا يخلو يوم الا وكانت هنالك سيارات لمسؤولين محليين ودوليين تقف فيه، وهذا يدل على الشأن الكبير الذي يلعبه هذا الرجل في العراق.

ورغم اعلان المتحدث الرسمي باسم السيستاني حامد الخفاف بعدم تدخل المرجعية في تشكيل الائتلافات لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، لكن هنالك مصادر موثوقة من داخل مكتب المرجع السيستاني ومراجع اخرين تؤكد لـquot;ايلافquot; ان المرجعية quot;على اتصال دائم ليلاً ونهارًا بأقطاب الحكومة كافة وهي بحكم المشورة والنصيحة تملي عليهم ما تريدquot;، وتشير إلى quot;ان السيستاني هو من طلب منهم تشكيل حكومة من الائتلافين الشيعيين quot;الوطني، ودولة القانونquot;، مع ائتلاف الكردستاني بمشاركة القائمة العراقيةquot;.

ويدل هذا على ان مرجعية النجف، تشارك في الشأن السياسي حيث أثبت السيد السيستاني سيطرته على الشارع العراقي، اذ ارغم اميركا على القبول بالانتخابات العراقية الاولى، بعد سقوط نظام صدام، في الموعد الذي حدده وفرض كتابة الدستور، وكان المحرك الاساسي لتوحيد صفوف الاحزاب الشيعية المختلفة في الانتخابات الثانية، وبذل جهدًا كبيرًا في السنوات الاولى بعد سقوط النظام السابق بمنع الصدامات الطائفية التي خرجت عن السيطرة في السنة الثالثة الحالية، خصوصًا بعد تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء. كما دعم القوى الأمنية وألزم جميع مقلديه عدم مخالفة القانون وتألم كثيرًا - حسب ما قال مصدر مقرب من المرجعية العليا لـ quot;ايلافquot; ان quot;الاحداث في النجف والعمارة والديوانية، والبصرة وكربلاء حيث سقط عدد كبير من رجال الشرطة والحرس الوطني في اشتباكات داخلية مع مجاميع quot;جيش المهديquot; المحسوبة على الزعيم الشاب السيد مقتدى الصدر.

التنافس بين المراجع

أما الكلام عن منافسة الصدر لنفوذ المرجع السيستاني، فهو ينبع من عدم ادراك السياسة العراقية بدقة ولغة المرجعية المتبعة في النجف الاشرف حيث تنبع الحوزة العلمية. صحيح ان للمرجعية لغتها المعقدة وان اكثر الخبراء خبرة بالمرجعية يعدون اليوم مبتدئين امام ادراك المرجعية وحساباتها، الا ان المقارنة مع السيد السيستاني - الذي انقذ الصدر وتياره وquot;جيش المهديquot; من الفناء في منتصف 2004 بعودته من لندن اثناء معركة النجف - وموقعه المرجعي يدل عن جهل بالواقع العراقي.

وعلى الرغم من حصول تيار مقتدى الصدر بالانتخابات البرلمانية على 39 مقعدًا، يعاني الصدر اليوم من انقسام حاد داخل تياره السياسي ومن مجاميع quot;جيش المهديquot; والتي اصبح بعض منها يأتمر مباشرة اما بسياسات خارجية او بعمليات اجرامية وارهابية لا تقل سوءًا عن العمليات الارهابية، بينما لا يملك السيستاني اي ميليشيا ولا نائب ولا وزير يمثله - مع الاقرار بأنّ لا أحد يخالفه عندما يبدي رأياً او يتخذ قرارًا - وان عدم لقائه اي مسؤول اميركي او بريطاني لا يعود سببه كون هؤلاء كافرين او غير مسلمين، كما تعتقد الادارة الاميركية، بل يعود لسبب سياسي محض وان المرجعية العليا - حسب ماصرحت لـ quot;ايلافquot; مصادر مقربة منها -

فقد التقى السيستاني في السابق شخصيات مسيحية كثيرة، منها ممثل الامين العام للامم المتحدة سيرجيو دي ميلو وغسان سلامة ووفود اخرى من الكلدان والصابئة. وقالت مصادر مقربة من المرجعية العليا ان عددًا كبيرًا من الوزراء والشخصيات التي تمثل قوات الاحتلال لم تترك وسيلة الا واستعملتها عبر موفدين او عبر وسطاء عراقيين من بريطانيا واميركا واسبانيا وغيرها من الدول لفتح الحوار او لقاء السيد او من يمثله شخصيا لكن من دون جدوى لان موقفه لن يتغير ما دامت هناك قوات احتلال تمثلهم على ارض عراقية.

ويستمد السيستاني قوته من الحوزة العلمية ومن الشارع العراقي والاسلامي المؤيد له وهذا ما يدفعه الى الشعور بعبء المسؤولية والإمعان في التفكير والتريث في كل خطوة يتخذها، وهو يدرك ان في استطاعته تحريك الملايين من العراقيين في اتجاه يختاره، وهو الجالس على فراش متواضع في غرفة خالية من اي اثاث في منزله الواقع في زقاق ضيق متفرع من شارع الرسول حيث يستقبل يوميًا العامة كما يستقبل ايضًا الشخصيات والوزراء ورؤساء الوزراء.