قادت معلومات استخبارية الى إحباط مخطط لتنظيم القاعدة في بلاد وادي الرافدين تهدف الى مهاجمة مرقد الامام علي بن ابي طالب في النجف. وتكشف هذه المعلومات سر الايقاف المتزامن لاربعة مطارات الاسبوع الماضي لدواع أمنية لم يكشف عنها، كما انها تتزامن مع تحذيرات اميركية.

ضريح الامام علي في النجف

لندن: كشف مصدر في جهاز مكافحة الارهاب العراقي عن احباط عملية يعد لها تنظيم القاعدة في بلاد وادي الرافدين تهدف الى تفجير قبة ضريح الإمام علي بن ابي طالب في مدينة النجف بطائرة تقلع من مطار المدينة في حادث مشابه لأحداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) العام 2001 في الولايات المتحدة الاميركية التي تسببت في تدمير برجي التجارة العالمي في نيويورك ومقتل آلاف الاشخاص، واشار الى شن حملة اعتقالات في صفوف ضباط امن مطار بغداد الدولي .

وقال مصدر رفيع المستوى في جهاز مكافحة الإرهاب المرتبط برئيس الوزراء نوري المالكي ان معلومات استخبارية مؤكدة قادت الى إحباط مخطط لمهاجمة مرقد الامام علي بن ابي طالب في النجف بطائرة تقلع من مطار النجف حيث قررت السلطات الأمنية على الفور إغلاق المطار بشكل كامل وايقاف الرحلات فيه حتى إشعار آخر . ونقلت صحيفة quot;العالمquot; البغدادية اليومية في عددها الصادر الاربعاء عن مصدر في جهاز المخابرات طلب عدم كشف هويته لحساسية الموضوع قوله ان المعلومات الاستخبارية اشارت الى ان تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين يقترب بشكل كبير من تنفيذ عملية نوعية باسلوب جديد في العراقquot;. واضاف ان quot;الاجهزة الامنية تابعت خيوط هذه المعلومات لتكتشف ان القاعدة تخطط لتفجير قبة الامام علي او ساحة بين الحرمين في كربلاء بطائرة مدنية يتم اختطافها من مطار النجفquot;.

واضاف ان هذه المعلومات تكشف سر الايقاف المتزامن لاربعة مطارات في النجف وبغداد والبصرة والكويت الاسبوع الماضي لدواع أمنية لم يكشف عنها. كما انها تتزامن مع تحذيرات اطلقتها جهات اميركية الاسبوع الماضي تفترض ان المسلحين quot;يبحثون عن هدف كبيرquot; خلال الفترة الانتقالية والفراغ الامني الحالي بين الحكومة المنتهية ولايتها والحكومة المقبلة. و قال الاميركيون انهم يخشون حصول امر مشابه لعملية سامراء حين تم تفجير مرقد الامامين العسكريين مطلع عام 2006 مما قد يؤجج النزاع الاهالي ثانية. لكن الاطراف العراقية تؤكد ان اي حادث كبير ليس من شأنه تكرار سيناريو الحرب الاهلية ثانية لأن العراقيين quot;فهموا الدرسquot; رغم ان ذلك لا يعني ان القاعدة ستتردد في اختيار اهداف نوعية حين تتاح لها الفرصة.

ويقول الاميركيون في تحذيرات اطلقها مسؤولون عبر وسائل الاعلام ان الفترة المثالية لتصعيد الهجمات هي فراغ السلطة الحالي المشابه لفترة عام 2006 التي شهدت مرحلة انتقال من حكومة ابراهيم الجعفري الى حكومة المالكي.

وكشف المصدر ان المعلومات الاستخبارية أكدت ان مخطط القاعدة كان يقضي بأن تقوم مجموعة مزودة باسلحة خفيفة بالاستيلاء على إحدى الطائرات العراقية فور اقلاعها من مطار النجف واستبدال قائدها بشخص مدرب يقودها نحو قبة الإمام علي في النجف او ساحة بين الحرمين في كربلاء . وقال ان اختيار طائرة عراقية من قبل القاعدة مرتبط بضعف الاجراءات الامنية المفروضة على الطائرات العراقية بعكس الطائرات التي تتبع شركات ودولا اخرى حيث مستويات الحماية العالية . وبناء على هذه المعلومات شنت قوة تابعة لجهاز مكافحة الارهاب حملة اعتقالات بين صفوف ضباط مطار بغداد الدولي في العاصمة أخيرا.

مطار بغداد الدولي

وقالت مصادر مطلعة ان حملة الاعتقالات التي تعرض لها ضباط وموظفون في مطار بغداد على ايدي عناصر في جهاز مكافحة الارهاب مرتبطة بمعلومات تتعلق باختطاف احدى الطائرات. لكن هذه المصادر لم تكشف عن نوعية الصلة المزعومة. كما كشفت هذه المصادر ان عملية اغلاق مطار بغداد لست ساعات قبل ايام كانت ايضا على صلة بمحاولة اختطاف احدى الطائرات.

وشهد الاربعاء الماضي اغلاق مطار بغداد الدولي مدة ست ساعات بسبب مشكلة فنية في شبكة الرادار حسبما ذكرت مصادر في المطار كما تم تأجيل الرحلات القادمة والمغادرة للمطار حتى الساعة الثالثة مساء بالتوقيت المحلي. وبالرغم من ان متحدثا باسم وزارة النقل قال ان الاغلاق ليس له صلة بالامن فان مصادر أمنية اشارت الى ان هذا الاجراء اتخذ بسبب ورود معلومات عن امكانية محاولة مجموعة مسلحة السيطرة على رادار المطار.

ويخدم مطار بغداد الدولي شركة الخطوط الجوية العراقية المملوكة للدولة والخطوط الجوية الملكية الاردنية وطيران الخليج وطيران الشرق الاوسط وشركات طيران اخرى مع رحلات من والى عمان ودمشق وبيروت واسطنبول ومدن اخرى بالاضافة الى خطوط داخلية.

وتزامنا مع مطار بغداد تم إغلاق مطاري البصرة والنجف كما شهد مطار الكويت اجراءات استثنائية خلال الايام الماضية لأسباب مماثلة. وكانت وزارة النقل اعلنت منذ سبعة ايام إغلاق مطار النجف بسبب ما وصف بأنه إخلال بشروط السلامة من قبل الشركة الكويتية التي انشأته.

وقال خالد الجشعمي عضو مجلس محافظة النجف ان المجلس قرر الاضراب داخل مطار النجف احتجاجا على اغلاق المطار من قبل وزارة النقل دون اي انذار او عذر مقنع . واضاف ان quot;السبب الذي ابلغتنا به هو ان هناك تهديدات امنية يمكن ان تحدث داخل المطارquot;. واضاف متسائلا quot;اذا صح ذلك فلماذا لم يكن هناك تهديدات في المطارات الاخرى؟quot;. وطالب المجلس رئيس الوزراء بالتدخل لانهاء الازمة واعادة فتحه. وقال الجشعمي ان الاغلاق يتسبب بخسارة تبلغ مئة الف دولار يوميا .

يذكر ان المطار بني من الميزانية الاستثمارية المحلية لمحافظة النجف وتعاقد مجلس المحافظة مع شركة كويتية لادارته. وشكل مجلس المحافظة لجنة لمتابعة عملية اغلاق المطار والعمل على استقبال المرجعيات الدينية للضغط على الوزارة من اجل اعادة فتحه.

وكانت السلطات المحلية لمحافظة النجف بدأت اواخر عام 2006 العمل على توسيع مهبط عسكري للمروحيات وتحويله الى مطار مدني يساعد في الترويج للسياحة الدينية في المدينة التي تضم مرقد الامام علي وابرز الحوزات الدينية.

من جانبه اكد المتحدث باسم وزارة النقل عقيل كوثر ان اغلاق المطار تم بسبب مشاكل فنية تتعلق باجهزة السلامة . واوضح ان الشركة الكويتية المستثمرة كان يجب عليها توفير معدات خاصة باجراءات السلامة لكنه لم تقم بذلك رغم التحذيرات التي تقدم بها حتى مجلس محافظة النجف نفسه.

واشار المتحدث الى ان الشركة تتلكأ كذلك بالتزاماتها لذا تم اتخاذ قرار اغلاق المطار الذي اكد انه سوف يعاد فتحه متى تم الايفاء بالمتطلبات الخاصة بالسلامة والامن.

يذكر ان اول رحلة جوية من المطار الذي افتتح رسميا في تموز (يوليو) 2008 انطلقت الى السعودية.ويقع المطار الذي استخدمه الجيش العراقي السابق موقعا لهبوط المروحيات وعرف باسم quot;مطار الحمزةquot; على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرق النجف (160 كم جنوب بغداد) وتبلغ مساحته نحو 11 كلم مربعا، ويصل الى النجف عبر المطار 800 شخص يوميا غالبيتهم من البحرين وايران.