دكار: يدق اطفال حفاة في ملابس رثة يجوبون شوارع العاصمة السنغالية دكار التي تتناثر فيها القمامة نوافذ السيارات ويلاحقون مرتادي الاسواق املا في الحصول على بضع عملات معدنية او كوب من الارز. وليس منظر الصغار وهم يشحذون بغريب على دولة تكافح فقرا متأصلا لكن في السنغال الواقعة بغرب افريقيا هناك فرق.

ويشير تقرير نشرته منظمة هيومان رايتس ووتش يوم الخميس الى أن هؤلاء الاطفال تلاميذ في نظام مدارس تحفيظ القران يجبرهم المدرسون على طلب الاحسان بالضرب المبرح. وقال مات ويلز كاتب التقرير quot;هناك 50 الف طفل على الاقل في مدارس تحفيظ القران الداخلية في الحضر يعيشون في ظروف أقرب الى العبودية.quot; وتابع قائلا عن التلاميذ quot;نتحدث عن مشكلة خطيرة هنا في السنغال والاعداد تزيد كل يوم.quot;

ويبعث ما وصل اليه التقرير على القلق في دولة يغلب على سكانها المسلمون ويبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة وتوجد بها مدارس تحفيظ القران منذ قرون مما يضع السنغال على قائمة للدول التي تعاني من مشكلة اجبار الاطفال على التسول مثل باكستان والهند وألبانيا.

وكانت حكومة السنغال قد أقرت قوانين في الاعوام الاخيرة استهدفت المشكلة لكن التقرير نقل عن مسؤول حكومي طلب عدم نشر اسمه قوله ان الحكومة تباطأت في تطبيقها وسط مخاوف من رد فعل عنيف يقوده الزعماء الدينيون الذين يتمتعون بنفوذ سياسي ويستفيدون من التسول. وقال ويلز من منظمة هيومان رايتس ووتش quot;كان هناك شعور بأن التطرق لهذه المسألة شديد الحساسية لكن هذا التقرير يسعى لتخطي هذا.quot; وصرح وزير الشؤون الدينية السنغالي محمد بامبا نديايي بأن الدولة تبحث عن حلول لمشكلة اجبار الاطفال على التسول. وأضاف قائلا بالهاتف لرويترز quot;لا نؤيد فكرة القاء الاطفال في الشوارع هكذا.quot;

ولا يستطيع سليمان أن يتذكر عمره لكنه يعلم أنه أجبر على التسول لثماني سنوات كطالب في مدرسة لتحفيظ القران في دكار وكان مدرسه يضربه بشكل متكرر قبل أن يلجأ لدار للايواء هذا الاسبوع. وقال quot;كان يضربني بسلك كهربائي. كان جمع المال صعبا جدا.quot;

ويعهد أولياء الامور بابنائهم لمدارس تحفيظ القران منذ قرون وينتظرون أن يحصل الابناء على الطعام والمأوى ويحفظوا القران مقابل عملهم في مزارع خلال موسم الحصاد. لكن التسول القسري بدأ يظهر في نظام مدارس تحفيظ القران بالسنغال في السبعينات حين دفع تراجع الزراعة المدارس الى الانتقال للمدن وكان يطلب من التلاميذ التسول لتغطية تكاليف المدرسة الداخلية.

ويقول ويلز انه منذ ذلك الحين تبنت مدارس تحفيظ القران الحضرية في السنغال التسول القسري حيث يجني الزعماء الدينيون 100 الف دولار في العام في الوقت الذي خفضوا فيه ساعات الدراسة. وقال ويلز quot;في دولة يعيش فيها الناس في العموم على دولارين في اليوم هذا مبلغ هائل.quot; وقالت المنظمة ان الكثير من تلاميذ هذه المدارس بالبلاد ويقدرون بمئات الالاف يجبرون على الخروج للشوارع للتسول لثماني ساعات في اليوم ويحصلون على حصص بسيطة من الاموال والسكر والارز التي تجمع. واذا عادوا بخفي حنين يضربون.

وقال ويلز quot;يؤخذ الطفل الى غرفة ويخلع له المدرس او طالب كبير قميصه ويضرب عادة بوحشية.quot; وأضاف quot;خلق هذا تركة من أطفال الشوارع في السنغال. بسبب الانتهاكات الصارخة التي يتعرضون لها على أيدي المدرسين يهربون بأعداد ضخمة.quot; ويقول عثمان سونكو الذي يدير مأوى امبراطورية الاطفال في دكار ان أولياء الامور احيانا يرفضون استعادة ابنائهم لانهم لا يصدقون أن رجال الدين يمارسون انتهاكات.

ويقول ويلز انه في حين ان تسول الاطفال القسري يوجد في أجزاء أخرى من المنطقة فان المشكلة اكثر وضوحا في السنغال لشيوع التصدق لاسباب دينية وثقافية. لهذا السبب يتم تهريب الكثير من الاطفال من غينيا بيساو وغينيا وجامبيا للعمل بالتسول لحساب مدارس تحفيظ القران في دكار.

وأضاف ويلز quot;هناك أشخاص في السنغال تمثل الزكاة بالنسبة لهم وفقا لتعاليم الدين الاسلامي أهمية كبيرة وبالتالي أصبح من السهل على هؤلاء الزعماء الدينيين عديمي الضمير تحقيق مكاسب هائلة من وراء الاطفال.quot; وناشدت هيومان رايتس ووتش حكومة السنغال اتخاذ اجراءات صارمة لمكافحة التسول القسري.