الفاتيكان: يحتفل البابا بنديكتوس السادس عشر الاثنين وسط اجواء من التوتر على خلفية فضائح التحرش الجنسي بالاطفال التي تهز الكنيسة الكاثوليكية، بمرور خمسة اعوام على حبريته شابتها ازمات متكررة مع المسلمين واليهود والاوساط السياسية وحتى التقدميين في الكنيسة الكاثوليكية.

وقال الخبير في شؤون الفاتيكان ماركو بوليتي quot;لم نشهد يوما في عهدنا المعاصر ولاية بابوية تخللتها ازمات دورية باتت دائمةquot;، مشددا على ان فضيحة التحرش الجنسي بالاطفال هي الاخطر quot;لان السلطات الكنسية غطت الجرائم التي ارتكبها كهنةquot;.

واضاف الصحافي في صحيفة quot;ال فاتوquot; اليسارية quot;ليست خطايا معزولة بل خطيئة كبرى هي الصمتquot;، مشيرا الى ان البابا وجه شخصيا quot;كلاما قاسياquot; منتقدا هذا الصمت quot;في رسالته الى الايرلنديينquot;. وتابع quot;بسبب العديد من خياراته التي سببت ازمات، احدث البابا شرخا في العالم الكاثوليكي واصبحت الكنسية الكاثوليكية اليوم مقسومة حتى وان لم يكن ذلك الامر يظهر جلياquot;.

واوضح ان quot;البابوية فقدت قدرتها في جذب الرأي العام والتأثير عليه كما كانت عليه في عهد البابا يوحنا بولس الثانيquot;. من جهته قال جون آلن من quot;ناشونال كاثوليك ريبورترquot; انه quot;في مجال quot;ادارة الاعمالquot; تواجه السلطة البابوية الحالية ازمات متعاقبةquot;.

وشهدت السنوات الخمس ازمات متتالية، بدءا بتصريحات البابا في ريغنسبورغ في ايلول/سبتمبر 2006 التي ربط فيها الاسلام بالعنف ما اثار غضبا عارما في العالم الاسلامي، وانتهاء بآخر تصريحات واعظ القصر الرسولي التي اثارت ازمة مع اليهود ومثليي الجنس والسياسيين.

وما زاد الامور سوءا هو مضي الفاتيكان قدما في مسيرة تطويب البابا بيوس الثاني عشر، المتهم بالتزام الصمت حيال محرقة اليهود، وكذلك التصريحات التي ادلى بها البابا بنديكتوس السادس عشر في اوشفيتز في ايار/مايو 2006 وحمل فيها quot;مجموعة مجرمينquot; مسؤولية جرائم النازية ليعفي الشعب الالماني الذي ينتمي اليه من اي مسؤولية.

واثار البابا، الذي يحتفل الجمعة بعيد ميلاده ال83، جدلا داخل الكنيسة الكاثوليكية من خلال قراره في تموز/يوليو 2007 باحياء القداس باللاتينية او برفعه الحرم الكنسي في كانون الثاني/يناير 2009 عن اربعة اساقفة من اخوية سانت بيوس العاشر الكهنوتية وهي حركة منشقة تتسم بquot;معارضتها للحداثةquot; ورفضها للتعددية الدينية.

وكان احد هؤلاء الاساقفة الاربعة وهو الاسقف ريتشارد وليامسون انكر وجود غرف الغاز ما اثار جدلا. واحدث البابا ازمة جديدة في آذار/مارس 2009 بسبب تصريحاته حول الواقي الذكري الذي quot;يفاقمquot; مشكلة مرض الايدز. وقال بوليتي quot;انها المرة الاولى التي تنتقد فيها حكومات غربية رسميا البابا وحتى ان البرلمان البلجيكي اطلق مذكرة ضد الفاتيكانquot;.

وقال آلن انه على صعيد العقيدة يوجه البابا بنديكتوس السادس عشر quot;كلمة عميقة وواقعيةquot; وان حبريته على هذا الصعيد quot;مؤثرة جداquot;. واضاف quot;هناك سخرية كبيرة لان البابا ينجح في كل ما يعتبره مهما لكنه لا يرى حقا الفوضى التي تعم ولايته البابويةquot;. وقال بوليتي من ناحيته quot;يبدو ان البابا بنديكتوس السادس عشر يركز على الكتابة والتأليف بدلا من توجيه الفاتيكان على طريق واضح المعالم كما كانت الحال مع البابا الراحل يوحنا بولس الثانيquot;.