دعت منظمة العفو الدولية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى التحقيق في عمليات تعذيب بمعتقلات سرية وتقديم المسؤولين عن ارتكاب أي انتهاكات فيها إلى العدالة واعلان نتائج التحقيق على الرأي العام في وقت اضرب محامو محافظة نينوى الشمالية عن العمل احتجاجا على اعتقال مواطنين من المحافظة في هذه المعتقلات، بينما طالبت السلطات من وصفتهم بالمغرر بهم في تنظيم القاعدة الى تسليم انفسهم مؤكدة انها ستضمن لهم حسن التعامل وسلامة التحقيق ومحاكمة عادلة.
لندن: دعت منظمة العفو الدولية السلطات العراقية إلى فتح تحقيق في تقارير quot;بأن قوات الأمن قد قامت بتعذيب مئات من المعتقلين السنّة في سجن سري في بغدادquot;. وأعربت المنظمة عن قلقها حيال تصريحات لرئيس الوزراء نوري المالكي بأنه لا علم له بالانتهاكات التي ترتكب في السجن الذي تعهد بإغلاقه. وتعليقاً على الكشف عن السجن السري قالت حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو في بيان صحافي إن quot;وجود سجون سرية يشير إلى أنه من المسموح به للوحدات العسكرية في العراق بانتهاك حقوق الإنسان دون رادع.quot;
واشارت الى ان ادعاء رئيس الوزراء المالكي بأنه لا علم له بالانتهاكات لا يمكن أن يعفي السلطات من مسؤولياتها وعلى هذه السلطات واجب في أن تتأكد من سلامة المعتقلينquot;. واوضحت ان مفتشي وزارة حقوق الإنسان العراقية اكدوا ان اكثر من 100 معتقل من المعتقلين البالغ عددهم 431 قد تعرضوا للتعذيب بالصدمات الكهربائية وبالخنق بأكياس بلاستيكية وبالضرب .. فيما اكد السجناء وفاة رجل واحد في كانون الثاني (يناير) الماضي نتيجة للتعذيب.
وكانت قوات عراقية في محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد) قد اعتقلت السجناء في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. واضافت ان قوات الأمن العراقية حصلت على مذكرة قضائية بترحيل الرجال إلى بغداد حيث احتجزوا انفرادياً في مرفق سري للاعتقال في مطار المثنى القديم بوسط بغداد الذي يديره quot;لواء بغدادquot; وهو وحدة من القوات الخاصة تتبع بصورة مباشرة مكتب المالكي. وانكشف مكان وجود هؤلاء المعتقلين الشهر الماضي عندما أثار أقارب الرجال المختفين بواعث قلق بشأنهم.
وقالت صحراوي إن quot;حكومة المالكي قد دأبت بصورة متكررة على التعهد بالتحقيق في حوادث التعذيب وغيره من صنوف الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان على أيدي قوات الأمن العراقية بيد أنه لم يتم نشر حصيلة مثل هذه التحقيقات أبداً على الملأ quot;. وشارت الى ان quot;هذا قد ادى إلى تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب المتفشية على نطاق واسع ولكن على العراق هذه المرة التحقيق في مزاعم التعذيب على نحو واف وتقديم المسؤولين عن ارتكاب أي انتهاكات إلى ساحة العدالة.quot;
واوضحت منظمة العفو في تقريرها ان مسؤولين عراقيين ذكروا أنه قد أفرج عن 75 سجيناً من السجن السري هذا بينما جرى ترحيل 275 غيرهم إلى سجون عادية.. وقالت انه quot;سبق ذلك في 2005 أن وُجد 168 من المعتقلين في ظروف يائسة في مرفق سري عراقي للاعتقال في حي الجادرية في بغداد ولم تُنشر أبداً على الملء نتائج تحقيق بوشر به في الحادثة بعد فترة وجيزة من الكشف عن المرفق السري كما لم يقدم أي شخص إلى ساحة العدالة بالعلاقة مع ما ارتكب من انتهاكات في هذا السجن.
وقد نظم العشرات من محاميي محافظة نينوى اليوم اعتصاما داخل محكمة استئناف نينوى احتجاجا على اكتشاف السجن السري . واضرب المعتصمون عن العمل واجلوا جميع قضاياهم و طالبوا باعادة المعتقلين الى محافظة نينوى لاجراء التحقيقات معهم من قبل المحاكم المختصة في المحافظة . من جانبه قال محافظ نينوى اثيل النجيفي أن المحافظة سترفع دعوة قضائية ضد المتورطين بتعذيب السجناء في السجن السري داعيا نقابة المحامين في المحافظة الى تشكيل لجنة لمتابعة مصير المعتقلين بأسرع وقت ممكن .
وقالت صحيفة لوس انجلس تايمز الاميركية هذا الاسبوع ان المئات من الرجال قد تم اخفاؤهم في سجن سري يقع في بغداد يديره المكتب العسكري المرتبط بالمالكي حيث تعرض السجناء للتعذيب الدوري قبل ان تتمكن وزارة حقوق الانسان من الحصول على اذن لدخوله وفقا لما قاله مسؤولون عراقيون. واشارت الى ان الكشف عن السجن قد تسبب بزيادة التوترات في هذه اللحظات الحساسة جدا في العراق في وقت تنسحب فيه القوات الاميركية ويتفاوض فيه القادة السياسيون لتشكيل حكومة جديدة.
ونقل تقرير داخلي لسفارة الولايات المتحدة عن وجدان ميخائيل ان السجناء اخبروها انه تم تقييدهم لثلاثة او اربع ساعات في احد الاوقات في حالة اجهاد او انهم تم اللواط بهم. وقال احد السجناء للوزيرة quot;انه كان يتم اغتصابه يوميا في حين اراها اخر ثيابه التحتية وكانت ملطخة بالدم كلياquot; وفق ما اوضحت المذكرة التي نشرتها الصحيفة. ونقلت المذكرة عن بعض المحتجزين وصفهم لابتزاز الحراس بالقول انهم كانوا يطلبون الف دولار من السجناء الذين كانوا يرغبون بالاتصال هاتفيا بعوائلهم.
السلطات العراقية تدعو عناصر القاعدة الى تسليم انفسهم
الى ذلك، دعت السلطات العراقية من وصفتهم بالمغرر بهم في تنظيم القاعدة الى تسليم انفسهم مؤكدة انها ستضمن لهم حسن التعامل وسلامة التحقيق ومحاكمة عادلة تتناسب وطبيعة الاعمال التي نفذوها.
وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان عبر وسائل الاعلام انه quot;بعد الضربة القاصمة التي وجهتها القوى الامنية لتنظيم القاعدة والتنظيمات الارهابية الاخرى وبعد انجاز العملية الامنية الكبرى التي كان من نتائجها مقتل رؤوس الارهاب والعدوان والتكفير ابو ايوب المصري وابو عمر البغدادي فاننا ندعو المغرر بهم ممن شاركوا او اشتركوا او ساهموا في تنظيم القاعدة الى تسليم انفسهم للسلطات المختصة في مناطقهمquot;.
واوضحت ان هذه الدعوة تاتي من ايماننا بان العودة والتراجع عن اذى الشعب العراقي يقع تحت نظرنا ودعمنا لانجاز التحقيق باسرع ما يمكن وبشفافية تتناسب مع اللجوء الطوعي لسلطة القانون والاستفادة من المواد القانونية التي تنص على تخفيف الاحكام والعقوبات للذين يسلمون انفسهم quot;. وحذرت بأن الاجهزة الامنية المختصة ستقوم بملاحقة كل من ورد اسمه في سلة المعلومات والادلة والاثباتات المنطقية التي تدل على تورط المتورطين . وشددت على ان الاجهزة الامنية quot;ستضرب بيد لاتعرف التردد كل اوكار الارهابquot; . وقالت انها ستمد يد العون والتقدير لكل من يدلي بمعلومات اضافية تساعد القوات الامنية على تحقيق الامن بما يضمن حق العراقيين في العيش بحرية واستقرار دائم بعيدا عن العنف والتطرفquot;.
وفي وقت سابق اليوم أعلنت السلطات العراقية إعتقال quot;والي بغدادquot; في تنظيم القاعدة الذي وصف بأنه quot;كنزquot; معلومات التنظيم التي تمكن القوات العراقيّة حاليًا من ملاحقة قادته وخلاياه وأشارت إلى أن القوات المسلحة قد وضعت في حال تأهب تحسبًا لعمليات إنتقاميّة يقوم بها تنظيم القاعدة وصدرت تعليمات لها باتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر.
وقال الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم إن السلطات العراقية تمكنت من اعتقال والي بغداد في تنظيم القاعدة واسمه مناف عبد الرحيم الراوي الملقب quot;فلاح أبو حيدرquot; ووصفه بانه كنز معلومات القاعدة ومفجر السفارات المصرية والألمانية والإيرانية. وأشار إلى أن الراوي من مواليد موسكو عام 1975 وانتمى لتنظيم القاعدة العام 2003 ونصبه قائد تنظيم القاعدة ابو عمر البغدادي واليًا على بغداد العام 2008. وأوضح ان مسرح عمليات الراوي الارهابية كانت في المناطق بين العاصمة ومحافظة الانبار (100 كم غرب بغداد).
وأضاف أن الراوي مسؤول عن عمليات التخطيط والتنفيذ لعمليات التفجير الدامية التي شهدتها بغداد خلال العامين الاخيرين.
وحول اجراءات القوات الامنية لمواجهة عمليات انتقام محتملة لمقتل قادتها قد تقوم بها القاعدة اكد عطا ان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي قد اصدر تعليمات الى الاجهزة الامنية بان تكون في اعلى حالات اليقظة والحذر لمواجهة اي تطورات امنية. واشار الى ان قتل واعتقال قادة القاعدة خلال الايام الاخيرة في عملية quot;وثبة الاسدquot; التي تم البدء بتنفيذها مؤخرًا قد اربكت التنظيم وخلاياه، مشيرًا إلى أن حالة من الهستيريا تسود عناصره حاليًا.
ويأتي الاعلان عن اعتقال والي بغداد اليوم بعد ايام قليلة من تأكيد السلطات العراقية والقوات الاميركية قتل كل من أبو أيوب المصري زعيم تنظيم القاعدة في العراق وأبو عمر البغدادي زعيم ما يعرف quot;بدولة العراق الإسلاميةquot;. وقال الملكي إن عملية عسكرية نفذتها قوات أمنية عراقية وأميركية في منطقة quot;الثرثارquot; شمالي بغداد استهدفت منزلاً كان البغدادي والمصري متواجدين فيه وأشار إلى أنهما حاولا الاختباء في حفرة داخل المنزل حيث عثرت القوات عليهما داخل الحفرة وقد فارقا الحياة.
التعليقات