الخرطوم: هددت حركة العدل والمساواة، الاكثر تسلحا بين الجماعات المتمردة في دارفور، الاحد بالانسحاب من مباحثات السلام مع السلطات السودانية بسبب المعارك التي تدور في هذه المنطقة الواقعة غرب السودان.
الا ان اثنين من كبار مسؤولي الحركة ادليا بتصريحات متناقضة بشان مشاركة الحركة في عملية السلام هذه.
فقد قال المتحدث باسم العدل والمساواة احمد حسين ادم لوكالة فرانس برس ان quot;الحكومة انهت ميدانيا وقف اطلاق النار بعدوانها المستمرquot; على مواقع الحركة.
واضاف ان quot;العدوان انهى عملية السلام وسنجرى تقييما للوضع في الوقت الذي تشن فيه حرب شاملة ضدناquot;.
الا ان كبير مفاوضي العدل والمساواة في مفاوضات الدوحة احمد تقد لسان قال الاحد لفرانس برس quot;لم نقرر بعد ما اذا كنا سننسحب من عملية الدوحةquot;.
واعتبر احمد حسين ادم ان هجوم الجيش quot;محاولة لفرض حل عسكريquot; للنزاع مؤكدا ان مقاتلي حركته quot;قادرون على المقاومةquot;.
وجرت معارك عنيفة في الايام الاخيرة بين القوات السودانية وعناصر العدل والمساواة في جبل مون معقل التمرد في غرب دارفور المتاخم للحدود التشادية وفقا لعدة مصادر.
من جانبه قال كمال سايكي رئيس الاتصالات في قوة حفظ السلام المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور لفرانس برس quot;تلقينا اشارات بخسائر (بشرية) لكن ليس لدينا المزيد من الايضاحاتquot;.
في المقابل نفي المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد اي اشتراك للقوات الحكومية في اشتباكات بمنطقة جبل مون.
من جانبه قال جبريل باسولي كبير وسطاء الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور في اتصال هاتفي مع فرانس برس quot;اذا صح حدوث معارك فانه سيكون امرا مؤسفا لكن ذلك يجب ان يصب في صالح تبني اتفاق لوقف اطلاق النارquot; وليس العكس.
واوضح باسولي ان حركة التمرد والسلطات السودانية اجرتا مباحثات بشان quot;بروتوكول تطبيق وقف اطلاق النارquot; لكن الجانبين لم يوقعا على هذا النص.
وكانت حركة العدل والمساواة وقعت في شباط/فبراير الماضي في الدوحة اتفاقا لوقف اطلاق النار مرفق باتفاق سياسي كان يفترض ان يؤدي الى سلام دائم مع الخرطوم قبل 15 اذار/مارس.
ونظرا لعدم احترام هذا الموعد يتوقع مبدئيا ان يستانف الجانبان المباحثات في نهاية ايار/مايو الحالي بعد تشكيل حكومة سودانية جديدة.
وتشعر حركة العدل والمساواة ايضا بالاستياء لمشاركة حركة التحرير والعدالة، التي تضم نحو عشر مجموعات متمردة صغيرة في دارفور، في مفاوضات الدوحة.
وقال باسولي الذي سيتوجه مطلع الاسبوع المقبل الى الدوحة ان quot;حركة العدل والمساواة تريد ان تكون الوحيدة على طاولة المفاوضات وتعارض فتح قنوات تفاوض اخرىquot; مضيفا quot;علينا معرفة ما اذا كان بامكان هاتين الحركتين تنسيق موقفيهماquot;.
وتشهد دارفور منذ 2003 نزاعات بين حركات مسلحة وبين القوات السودانية المدعومة من ميليشيات الجنجويد المحلية. وتقول الامم المتحدة ان هذه الحرب الاهلية اوقعت 300 الف قتيل وادت الى نزوح 2,7 مليون فيما تقول الخرطوم ان عدد القتلى لا يزيد عن عشرة الاف.
التعليقات