ادت نتائج الانتخابات السودانية الاخيرة الى زيادة المخاوف على مستقبل وحدة السودان وذلك بعد حصول الرئيس عمر حسن البشير على نسبة ضئيلة من اصوات الجنوبيين قدرت بحوالي 10 في المائة من اجمالي عدد المصوتين.
الخرطوم: رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها حملة الرئيس البشير للحصول على دعم كبير من الجنوبيين وبالرغم من اعلان الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب سحب مرشحها للرئاسة ياسر عرمان الذي كان ابرز منافسي البشير فان نتائج الانتخابات اظهرت حصول البشير على 695ر295 الف صوت فقط في حين حصل منافسه المنسحب عرمان على قرابة المليوني صوت.
كما فشل حزب الرئيس البشير بالفوز باي بمنصب للحكام في الولايات الجنوبية العشر التي حصدتها الحركة الشعبية التي فازت ايضا بولاية شمالية هي ولاية النيل الازرق وتامل ايضا بالحصول على ولاية اخرى وهي ولاية جنوب كردفان التي ارجئ فيها التصويت لمدة شهرين.
ويري كثير من المراقبين هنا ان نتيجة التصويت في الانتخابات الرئاسية اظهرت ان الناخبين في الجنوب ملتفون بقوة حول الحركة الشعبية ولا يرون المستقبل مع البشير الامر الذي سيلقي بظلال سالبة على مستقبل الوحدة في الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل بموجب اتفاق السلام المبرم عام 2005.
وحاول وزير الدولة بوزارة الاعلام كمال عبيد احد كبار قادة حزب المؤتمر الوطني التقليل من المخاوف بشان هذه النسبة الضئيلة وقال ان الناس عندما صوتوا في الانتخابات فانهم منحوا اصواتهم من منطلقات خاصة للمرشحين الذين يرون انهم سيحققون تطلعاتهم بيد ان الوضع يختلف عندما يذهبون للاقتراع على تقرير المصير.
ويزيد من المخاوف ايضا ان تشكيل البشير لحكومته الجديدة يحتاج لشهر من الان ما سيؤخر معالجة الكثير من القضايا العالقة بين شريكي السلام بشان التفاصيل الخاصة بترتيبات اجراء الاستفتاء وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والترتيبات الخاصة بمنطقة (ابيي) النفطية.
ويعتقد المراقبون ان كل هذه المعطيات ربما تجعل من الصعب تقديم مشروعات تصب لصالح خيار الوحدة مع العلم بان طرفي اتفاق السلام اقرا من قبل بان ما انجز من مشروعات تنموية خلال السنوات الانتقالية المحددة بموجب الاتفاق وهي ست سنوات غير كاف لاقناع سكان الجنوب بالتصويت لصالح الوحدة.
التعليقات