يواجه زعيما حزبي العمال والمحافظين بقيادة رئيس الوزراء غوردن براون وديفيد كاميرون على التوالي تحديا من نكولاس كليغ زعيم حزب الأحرار الديمقراطيين حسب فيلم quot;الملكةquot; التي لعبت بطولته هيلين ميرين تدعو الملكة البريطانية توني بلير الذي يركع عند قدميها كي يصبح رئيسا للوزراء ويشكل حكومة باسمها.
كانت السنة 1997 وكان توني بلير الحقيقي قد فاز للتو في انتخابات عام 1997 بفوز ساحق. لكن الأمور مختلفة اليوم. فالبريطانيون قد توجهوا إلى صناديق الاقتراع بنوايا مختلفة عن سابقاتها ضمن سباق متقارب لم يشهد البلد له مثيلا خلال حياة جيل بأكمله أما النتيجة النهائية فهي بعيدة عن تحديدها بشكل نهائي.
وإذا كانت المملكة المتحدة لا تمتلك دستورا فإن التقاليد فيها تقول إنه في حال فوز حزب بأكثر من نصف مقاعد مجلس النواب فإن الملكة تدعو زعيمه لتعينه بشكل رسمي رئيسا للوزراء.
لكن إذا لم يتمكن أي حزب من الفوز بهذه النسبة من المقاعد فإن الملكة اليزابيث الثانية قادرة على لعب دور اكثر مركزية مما كان عليه الوضع في الانتخابات النيابية السابقة.
تطرح صحيفة واشنطن بوست هذا السؤال على لسان قرائها: ما دور الملكة في السياسة البريطانية؟ الملكة هي رئيسة الدولة في المملكة المتحدة لكن مثلما كتب على موقع العائلة المالكة البريطانية الانترنتي تظل quot;محايدة بشكل كبير من ناحية القضايا السياسية وهي غير قادرة على التصويت أو خوض الانتخاباتquot;.
ومع ذلك، فهي لها أدوار رسمية عديدة منها حل الحكومة بشكل رسمي وتعيين رؤساء الوزراء. وهذه إجراءات شكلية على صعيد التطبيق. فهي لا تمتلك أي صلاحيات أو إجراءات على رئيس وزرائها حسبما قال روبرت هيزل الخبير الدستوري في جامعة كوليج لندن لمراسل صحيفة واشنطن بوست.
لكن عند وقوع البرلمان المعلق يكون على حكومة الأقلية أن تحكم لوحدها أو مع تحالف من الأحزاب يتكون من تنظيمين أو أكثر.تتجنب الملكة عمليات الشد بين الأحزاب فالامر متوقف على الأخيرة من يريد حكم البلد. فغوردن براون عليه أن يضع مصلحة الوطن أولا وباعتباره quot;مستشارا دستوريا عليه أن يتخلى عن الفوائد السياسية الخاصة بحزبه وأن ينصحها أين هو ميزان القوى الحقيقي.
هناك تقليد يؤكد أن الملكة الأ تكون طرفا في قضية سياسية مثيرة للجدلquot;. لكن ماذا سيحدث لو لم تتفق الأحزاب على من يمتلك حظوظا أفضل لتشكيل الحكومة؟ وفق هذا السيناريو سيكون بإمكان الملكة أن تستخدم quot;قوتها الاحتياطquot; بالتدخل.
فالملكة في هذه الحالة ستكون قادرة على الدعوة لانتخابات جديدة. وفي حالة هزيمة براون بالبرلمان ثم هزم كاميرون بعده فإن الملكة ستدعو إلى انتخابات جديدة.
وهي بذلك ستستخدم القوى الاحتياط الموجودة تحت خدمة الشعب البريطاني. وماذا لو فاز كاميرون في الانتخابات؟ لن يكون هناك رئيس وزراء جديد إذا لم يستقل غوردن براون. وحتى في حالة حصول حزب العمال على الموقع الثاني فإن براون سيستمر بالسلطة quot;باعتباره راعيا مع سلطات محدودة؟ غير أنه على الأكثر سيقدم براون استقالة ليفسح المجال لخصمه كاميرون بالحكم.
التعليقات