تتكررالاعتداءات على الطلاب العرب عمومًا والسعوديين خصوصًا في دول الاغتراب. وقد وجد براين شويتزر حاكم ولاية مونتانا الاميركية نفسه اخيرًا يقدم الاعتذار لطلاب سعوديين تعرضوا لاعتداءات عنصرية عديدة، وقد دعا المسؤول الاميركي الطلاب إلى نشر ثقافة بلدهم من اجل التصدي لتلك الإعتداءات.

الرياض: بعد تكرار الاعتذارات وتقرب المسؤولين في دول متعدّدةمن طلاب البعثات العربية وخصوصًا السعودية، بدأت التساؤلات تثار حول مغزى الاعتذارات وكثافتها في هذه الأيام، وسط ما يقال إنها أتت بالتوازي مع تزايد حالات الحوادث العنصرية ضد الطلاب العرب وخصوصًا السعوديين في دول غربية عديدة.

وكان آخر جلسات الاعتذار، اجتماع حاكم مونتانا براين شويتزر الذي اجتمع يوم الخميس الماضي مع مجموعة من الطلاب السعوديين في جامعة مونتانا بعد الشكاوى التي قدمها الطلاب في الولاية الاميركية عن الاعتداءات والسرقات، إضافة إلى التهديداتالتي يتعرضون لها لأسباب عنصرية خُتمت بتعرض أربعة طلاب سعوديين الشهر الماضي للضرب في جامعة مونتانا ،اثنان منهم سيتم نقلهما إلى جامعات في ولايات أخرى السنة القادمة.

وقدم الحاكم اعتذاره عما حصل للطلاب السعوديين وافتتح حديثه الودي الذي استمر لمدة ساعة بتحية الدين الإسلامي quot;السلام عليكمquot; ثم ذكر تجربته في السعودية عندما مكث فيها لمدة سبع سنوات وعمل في مجال المشاريع الزراعية حيث قال إنه وعلى الرغم من مصادفة بعض الأشخاص الذين عاملوه معاملة سيئة، إلا أن الأغلبية رحّبوا به وكانوا ودودين معه، وبيّن أن بعض الأشخاص العنصريين لا يعكسون وجهات نظر الأغلبية في مونتانا.

ودعا الطلاب السعوديين الى أن يستمروا بالتحدث مع الناس في أميركا عن ثقافة بلدهم وأن يذكروا تجاربهم الإيجابية للشعب السعودي عندما يعودون إلى موطنهم.

وفي الفترة نفسها كانت محكمة نوسا في أستراليا يوم الأربعاء الماضي فرضت غرامة مقدارها 600دولار على سائح (22عامًا) ضرب أمير سعودي(22عامًا) يدرس اللغة الانكليزية،إضافة إلى قيادة طائرة الهليكوبتر. وذكر المعتدي أنه ضرب الطالب السعودي بعد أن شكت له صديقاته من مضايقة شبان لهن فتوجه إلى المكان المذكور ووجد الطالب السعودي وضربه ظنًّا منه أنه الفاعل إلا أنه علم في ما بعد بأن الطالب ليس له ذنب.

وفيما تعد هاتين الحادثتين الأحدث في حالات الاعتداءات على الطلاب السعوديين في الخارج، يشير المهتمون إلى أن الاهتمام من قبل المسؤولين في الغرب واتخاذ الإجراءات اللازمة مع المعتدين تعد بادرة جيدة وقد تساعد في تقليل حوادث الاعتداءات المتزايدة، إضافة إلى أن تقديم صورة حسنة من قبل الأفراد السعوديين في الدول الغربية وتعريف الأجانب بحضارتهم ودينهم بصورة صحيحة له دور كبير في تقليلها.

ويبلغ عدد الطلاب السعوديين عشرات الآلاف حول العالم ومثلهم من دول خليجية وعربية أخرى، يتوزعون على دول مختلفة من العالم وبخاصة أميركا واستراليا ونيوزلندا وكذلك بريطانيا، ضمن برامج ابتعاث تقدمها حكومات الدول الخليجية ومن ضمنها السعودية للكثير من الشباب من الجنسين.

وتنشر الصحافة السعودية والغربية ما بين فترة وأخرى الى تقارير وأخبار حول حوادث مختلفة يتعرض لها بعض الطلاب إلا أن ابرزها تفاعلاً في الداخل السعودي هو ما يتعلق بالاعتداءات العنصرية، في حين أن بعض الأخبار والتقارير الأخرى التي تتحدث عن جرائم وجنح ارتكبها سعوديون لا تحظى بالقدر نفسهمن الأهمية لديهم.