تحدث رئيس كتلة التحالف الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي للمرة الأولى عن وجود مؤامرة داخل حزبه، مشيرًا إلى أن خلايا نائمة عملت داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وان تلك الخلايا تتلقى أوامرها من نائب الأمين العام، وبشأن تشكيل الحكومة العراقية القادمة أكد فؤاد معصوم أن التحالف الوطني الكردستاني يقف على مسافة واحدة جميع الكتل، مؤكدًا أن لا مفاوضات حقيقية لتشكيل الحكومة.
وصف فؤاد معصوم، رئيس كتلة التحالف الوطني الكردستاني في مجلس النواب العراقي وعضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، انشقاق أعضاء في حزب الاتحاد الوطني بـquot;المؤامرةquot; وذلك في تصريحات هي الأولى حول هذه القضية. ووصف قادة حركة التغيير الكردية بالمنشقين. وقال فؤاد معصوم المعروف بهدوئه وقلة تصريحاته quot;ان أعضاء من حزب الاتحاد الوطني انشقوا بشكل سري وان ذلك الانشقاق هو مؤامرة كانت تهدف الى توجيه ضربة كبيرة للاتحاد الكردستاني, لكنها لم تنجح في الإطاحة بالحزب او زعيمه.
هنا تفاصيل الحوار مع رئيس كتلة التحالف الوطني في مجلس النواب
-ما هو موقفكم من حركة التعيير. هل تشعرون بالخطر القادم منها؟
-لا خطر في الموضوع. كل ما في الأمر ان كثيرًا من أعضاء التغير, كانوا أفرادا مسؤولين في حزب الاتحاد الوطني. واحدهم كان نائب الأمين العام للحزب. وما حدث أن الجماعة دخلوا بشكل سري للانتخابات. دون ان يعلموا أحدا. لم نكن نعلم ان هناك خلايا نائمة في حزب الاتحاد الوطني.
-تقصد ان مؤامرة حصلت داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني؟
-يمكن قول ذلك. لم تكن هناك خلافات معلنة. ولم يبد او يسجل الأعضاء الذين انشقوا أي اعتراضات مسبقة. ولم يثيروا مشكلة. اغلب الذين انشقوا همقادة في حزب الاتحاد. لم نكن نعلم ان هناك خلايا نائمة داخل الحزب بانتظار تلقي الأوامر. وان تلك الخلايا تتلقى أوامرها من نائب الأمين العام . الجماعة كانوا يرتبون لكل شيء بشكل خفي وسري وهم داخل حزب الاتحاد. لكن لا يجب إعطاء الأمر أكثر من حجمه.
-هل تقصد ان مؤامرة حصلت في حزب الاتحاد من قبل أعضائه؟
-لم نكن نعلم ان هناك خلايا نائمة موجودة في حزب الاتحاد الوطني. وانهم كانوا بانتظار الأوامر. واتضح ان النية كانت مبيتة لتوجيه ضربة كبيرة للاتحاد. خصوصًا أنهم لم يعلنوا سابقًا اعتراضًا على منهاج او أفراد الحزب بشكل عملي او علني او منهجي. لم يعطوا أي علامات استياء من وضع ما, لكنهم مع ذلك انشقوا . ثم دخلوا الانتخابات بشكل خفي دون ان يعلنوا انشقاقهم .
-لكن حركة تغيير المعارضة قوية وهزمت او اكتسحت حزب الرئيس طالباني في السليمانية خلال الانتخابات الاخيرة؟
- من قال ذلك. هذا كلام غير دقيق. ليس الأمر بهد الحجم كل ما حصل عليه جماعة التغيير هو 8 مقاعد في برلمان العراق و25 مقعدًا في برلمان كردستان فهل هذا يعني انه هزموا الاتحاد وزعيمه؟. لا احد طبعًا يستطيع اكتساح شعبية الاتحاد الوطنية او زعيمه جلال الطالباني خصوصا وان حزبنا عضو في النظام الاشتراكي العالمي. وشخصية جلال الطالباني معروفة للجميع يكفي انه يعتبر احد رموز الحركة التحريرية ليس في العراق بل عالميا أيضا. جلال الطالباني يتمتع بشعبية كبيرة وله مكانة كبيرة في قلوب شعبة لن يستطيع احد مهما كان التغلب عليها او محوها.
- الانشقاق ما غايته هل هو خطوة للقضاء على حزب الاتحاد؟
- كما يبدوا فأنهم كانوا يقصدون توجيه ضربة كبيرة للاتحاد. لكن لان للاتحاد شعبية وخصوصا طالباني فان الامر لم ينجح. لم نكن نعلم ان هناك خلايا نائمة في حزب الاتحاد تنتظر الأوامر للتحرك. الجماعة الذين انشقوا كانوا أعضاء ومسؤولين في حزب الاتحاد كما أسلفت. لكنهم لم يثيروا قبل انشقاقهم أي مشكلة. لم تكن بيننا وبينهم مشاكل مسبقة او معلنة. فهم لم يعترضوا على شيء من ميثاق الحزب او المنهاج الداخلي. او غيره. لكنهم بالمقابل رتبوا امر الانشقاق بسرية .
-مؤتمر الحزب المنعقد الان في كردستان لمناقشة ماذا؟ هل تباحثتم خطر الانشقاقات، وإحداث تغييرات في حزب الاتحاد؟
- المؤتمر ضرورة لأنه يجب مناقشة النظام الداخلي,و إعادة النظر في النظام الداخلي للحزب وهذا أمر طبيعي كل حزب يقوم به. وإعادة النظر في ميثاق او منهاج الحزب فمثلا هناك فقرات تفيد بمقارعة النظام الفاشستي. ألان سقط النظام فلا بد من تشكيل نظام جديد ليكون أكثر معاصرة ومواكبة للحالة العالمية الجديدة. من خلال المؤثمر ستتم معالجة الكثير من القضايا
-ماذا عن شعبية جلال الطالباني-ما هو حجم الضرر الذي لحق بها؟
- القائمة العراقية أكدوا ان الرئيس جلال طالباني هو مرشحهم. وغيرهم فعل الشيء ذاته. الطالباني يحتفظ بجماهيرية وشعبيته . و لا يؤثر في ذلك أمر جماعة منشقة . خصوصًا انه من رموز الحركة التحريرية. ليس في العراق او كردستان فقط إنما عالميًا.
-غالبًا ما يظهر الطالباني متعبا متكئا على عكاز-هل تراه قادرا على تعقيدات الوضع العراقي لاربع سنوات اخرى اذا ما تم التجديد لولايته؟
-هذا طبيعي كل إنسان طبيعي يمر بوعكات او مرض أو الم وما شابه. بالنسبة للرئيس طالباني فاستعانته بالعكاز بسبب الم في ركبته, وسيجري عملية ما ان يتفرغ قليلاً ويتاح له الوقت . وينتهي الألم. لكن صحته جيدة بشكل عام, وإنما يشكو من الم في الركبة فقط ومن لا يشكو من ذلك؟ . صحة الرئيس طالباني ممتازة. وهو يقوم بالعديد من النشاطات اليومية يحسد عليه لنشاطه وحيويته وتفرده.
-اغتيال الصحافي سردست عثمان اثار لغطًا حول الحريات الصحفية في كردستان؟
- أولا هو ليس صحافيًا بل كان طالبا في الجامعة . وحسب ما عرفت فانه يكتب في موقع على الانترنت . وركز كل جهده للهجوم على الاتحاد الكردستاني. وعملية اغتياله تم شجبها واستنكارها بشدة. وطبعًا نحن لا علاقة لنا بالأمر ولسنا متهمين بشيء . وحسب علمي فهو ليس من حزب التغيير لكنهم أرادوا استغلال اغتياله إعلاميًا وهذا ما حصل.
-بخصوص الحقائب الوزارية هناك كلام عن اتفاقات بحصولكم او اشتراطكم الحصول على ربع الوزارات؟
- لا صحة لكل الكلام الذي ينشر او يتم تداوله. وهي مجرد إشاعات وكلام لا معني له. انما عند الدخول في مفاوضات لتشكيل الحكومة لابد من مراعاة وجود السنة والشيعة والأكراد وهذا من الثوابت. طبعًا يتم كل شيء وفق الاستحقاق الانتخابي
. -في لقاء سابق معك قلت ان مفاوضات تشكيل الحكومة الجدية لم تبدأ حتى الآن؟
-نعم لا توجد مفاوضات جدية . او تحركاً فعليًا حتى الآن . المباحثات الجدية تستلزم انتظار المصادقة على نتائج الانتخابات. ومعرفة من سيشكل الحكومة.
-من هو الاقرب لكم كتلبة quot;العراقيةquot; ام الائتلاف الوطني ام دولة القانون؟
-ليس هناك من هو اقرب الينا . الجميع مقرب الينا. ونحن على مسافة واحدة من الجميع. من يكلف بتشكيل الحكومة سندخل معه.
-لكن ماذا عن علاقتكم الخاصة واتفاقاتكم مع الائتلاف الوطني ؟
-علاقتنا جيدة مع الجميع .
-هل لديكم اعتراض على شخصية معينة لتولي رئاسة الحكومة؟
- لا اعتراض لدينا على أي احد.
-هل فشلت في الحصول على الاصوات المطلوبة لدخولك البرلمان فاستعنت بالمقعد التعويضي؟
- أنا حصلت على 25 ألف و 987 صوتًا،لكني تنازلت لسيدة عن أصواتي. السيدة حصلت على 8 آلاف صوت فقط وتنازلت لها عن اصواتي لتدخل البرلمان . لست وحدي نحن ثلاثة فعلنا الشيء ذاته مع 3 سيدات.
-بخصوص التوافق في توزيع الوزارات هل سيستمر الأمر كما في الدورة السابقة وزارات سنية بالكامل، وشيعية بالمطلق، وكردية بمجملها؟
- ستوزع الوزارات وفق الاستحقاق الانتخابي . بالتأكيد ستكون التوافقية موجودة لكن ليست كالسابق. بمعنى لن تشمل التوافقية الوزير والفراش. كما حدث قبل أربع سنوات عندما يكون فراشًا سنيًا يقابل فراشًا شيعيًا او كرديًاـ وزير كردي مقابل وزير سني. وهكذا, . بالتأكيد تبقى التوافقية,انما ليست بصيغتها قبل اربع سنوات.
-الا ترى ان الديمقراطية التوافقية ستسود الوضع العراقي ولن تتحقق الديمقراطية ابدًا في البلد؟
-في دولة مثل العراق وبسبب ظروف القمع والدكتاتورية ثم الإرهاب لاحقًا فإن الأمر سيحتاج إلى وقت لبناء وضع سياسي متين. ربما ستبقى الديمقراطية التوافقية لأعوام قادمة إلا ان حدتها ستخف بمرور الوقت. الأمر يتطلب مزيدًا من الوقت.
التعليقات