تأكيد اعتقال مندوبي عرب اسرائيل وعضو الكنيست المفرج عنها ستفضح ما حصل على متن مرمرة.

تل أبيب: فيما شل الإضراب العام كافة القرى والبلدات العربية في إسرائيل، أكدت مصادر رسمية إسرائيلية اقتياد رئيس لجنة المتابعة العليا للعرب في إسرائيل، محمد زيدان، والشيخين رائد صلاح وحماد أوب دعيبس إلى محكمة الصلح في بئر السبع لتمديد فترة اعتقالهم. في المقابل أعلنت عضو الكنيست حنين زعبي، التي تم الإفراج عنها بعد التحقيق معها، أنها ستعقد اليوم مؤتمرًا صحافيًا تروي فيه تسلسل الأمور على متن السفينة التركية مرمرة.

وتعتزم حنين زعبي تقديم رواية مناهضة للإدعاء الإسرائيلي بأن المتضامنين الأجانب على متن السفن اعتدوا على الجنود الإسرائيليين. وقالت مصادر في حزب التجمع الوطني لإيلاف إن السلطات الإسرائيلية أفرجت عن النائبة حنين زعبي في ساعات الصباح الباكر، فيما تعرض عضو الكنيست جمال زحالقة أمس إلى محاولات لاعتداء عليه في ميناء أشدود عندما وصل ومعه العشرات من أنصار التجمع لاستقبال النائبة حنين زغبي.

وأعلنت إسرائيل عن اعتقال 480 متضامنًا كانوا على متن السفن والزج بهم في سجن ألاه في النقب، واحتمال إلحاق 130 آخرين إلى السجن، مع ترحيل نحو 45 متضامنًا إلى بلادهم. وفيما تسعى إسرائيل الآن إلى تكثيف نشاطها الإعلامي لتقليل الأضرار التي لحقت بها أمس، مع بث الصور المختلفة تركز الدعاية الإسرائيلية اليوم، على بث التصوير الذي قام به الجيش الإسرائيلي خلال عملية اقتحام السفن مع التركيز على قيام المتضامنين برمي أحد الجنود من على متن السفينة إلى عرض البحر.

ويرى المراقبون أن المؤتمر الصحافي الذي ستعقده عضو الكنيست حنين زعبي سيكتب أهمية بالغة لكون زعبي أولى من يفرج عنها من بين المتضامنين (بفعل حصانتها البرلمانية) وبالتالي فإنها ستكون أول من سيسرد رواية المتضامنين على متن السفينة.

إسرائيليًا تعالت أصوات صحافية انتقدت أداء الجيش الإسرائيلي وسلاح البحرية واعتبرت أن الجيش الإسرائيلي فشل فشلاً ذريعًا في أدائه للمهمة. فقد طالب الصحافي والمحلل رؤبين بيدهوتسر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك بالاستقالة من منصبه على ضوء نتائج العملية، فيما انتقد محللون آخرون فشل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في جمع معلومات كافية ودقيقة عن هوية المتضامنين الأجانب، وعما بحوزتهم.

وركزت الصحافة الإسرائيلية على ما اعترفت بأنه فشل إعلامي ذريع لإسرائيل في مواجهة انتصار ساحق للعالم العربي وللمتضامنين وتساءلت الصحف لماذا لم يكن بمقدور الحكومة اتخاذ سياسة أخرى كان يمكن لها أن تفرغ البالون الإعلامي للمتظاهرين من الهواء بدلاً من الوقوع في مطب إعلامي كان واضحًا أنها ستخرج مهزومة منه.

إلى ذلك ركزت الصحف اليوم على مستقبل العلاقات الإسرائيلية التركية، والخسائر التي ستحفل بإسرائيل من جراء التدهور في العلاقات بين البلدين وخاصة إلغاء تركيا لعقود شراء أسلحة من إسرائيل بنحو مليار دولار، ناهيك عن مخاطر دفع تركيا باتجاه أحضان العالم العربي.

رون بن يشاي: إسرائيل ستدفع ثمنًا سياسيًا باهظًا

من جهته، قال المحلل العسكري في يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي، الذي رافق الجنود الإسرائيليين خلال عملية الاقتحام والسيطرة على السفن، إنه ستكون لهذه القضية تداعيات كثيرة وليس فقط على المكانة الدولية لإسرائيل أو على صعيد العلاقات الثنائية مع تركيا وإنما أيضا على مدى شرعية إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه صواريخ القسام في غزة. فالتجربة تثبت أنه كلما وقع خلل في عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي فإن إسرائيل ستضطر لدفع ثمن سياسي باهظ.

ومضى بن يشاي يقول في مقالة خاصة: بقي أن نأمل بألا يكون هذا الثمن رفع الحصار عن القطاع دون ضمانات بعدم إدخال الأسلحة بعيدة المدى للقطاع وقبل الإفراج عن غلعاد شاليط. لا يمكن لإسرائيل أن توافق بأن تفرض عليها حماس مواصلة تسليح القطاع بواسطة نشطاء يتظاهرون بأنهم نشطاء سلام.

إلداد يقترح اعتماد قبضة مشددة ضد النشطاء في بلعين

من جهته دعا عضو الكنيست اليمين، أريه إلداد خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن الإسرائيلية اليوم، الحكومة الإسرائيلية إلى اعتماد سياسة متشددة تجاه النشطاء والمتضامنين الأجانب الذين يتظاهرون في كل من نعلين ونحالين ضد الجدار الإسرائيلي الفاصل، وضد الجمعيات الأهلية الناشطة في صفوف العرب في إسرائيل. وقال إلداد إن على إسرائيل أن تدرك أن هذه الجمعيات وهؤلاء النشطاء يشكلون رأس الحربة للمنظمات الإرهابية.