يسقط أعداد كبيرة من جنود حلف شمال الأطلسي في أفغانستان وكان الأسبوع الماضي صعبا على تلك القوات.

قندهار: مع ميل الشمس الى المغيب وقف جنود معسكر ناتان سميث في قندهار خاشعين في حديقة تحفها بعض الزهور، حزنا على مقتل احد رفاقهم في سياق الخسائر الجسيمة التي يتعرض لها الحلف الاطلسي في افغانستان مع فقد 23 جنديا في ثلاثة ايام فقط.
وقال اللفتانت كولونيل جوي بوسبوليتا، اعلى عسكري كندي رتبة في المعسكر، امام الجنود quot;كان اسبوعا صعبا، لقد تلقينا ضربات عديدة. غير انني اؤكد لكم اننا لن ندع هؤلاء السفلة ينتصرونquot; في الحرب.

واحاط باللفتانت مئات من العسكريين والمدنيين الذين قدموا للترحم على روح الرقيب مارتن غودريو مهندس المعارك الكندي البالغ من العمر 35 عاما الذي قتل الاحد في انفجار قنبلة يدوية الصنع جنوب قندهار، الولاية التي شهدت ولادة حركة طالبان.
وقال مايك خبير ازالة الالغام الكندي الذي فضل عدم كشف لقب عائلته quot;لقد سبق وعملت معه (القتيل) كان يقوم بعمل جيد جدا وكان ينزل الى الميدان كل يومquot;.

واضاف مايك الذي كان من حوله شبان كنديون واميركيون بلباسهم العسكري لا تفوق اعمارهم العشرين quot;كان ينهض من نومه كل يوم مثل الجميع. ولا احد يعرف ما ينتظرهquot;.
وتابع quot;ان هذا الحداد مهم لكن مجلس العزاء الحقيقي سنقيمه لاحقا عند العودة الى الديار لانه يتعين علينا ببساطة ان نركز على مهمتناquot;. ثم تقدم لتحية صورة الفقيد التي لون اطارها بالاسود.

وبعد ان فقدت خمسة من جنودها الاحد في افغانستان، عاشت القوات الدولية الاثنين احد اكثر ايام المعارك دموية منذ نحو عامين حيث سقط في صفوفها عشرة عسكريين (سبعة اميركيين واستراليان وفرنسي). وقتل ثلاثة جنود آخرين الثلاثاء في الجنوب واليوم الاربعاء قتل خمسة.
ويسقط ما معدله جندي الى جنديين من جنود الاطلسي يوميا في افغانستان منذ عام.

وبين قتلى الايام الاخيرة ايضا متعاقد خاص اميركي، قضى في الهجوم على مركز اقليمي لتدريب الشرطة الافغانية غير بعيد من المعسكر. وكان من المقرر ان يعود الى زوجته وطفليه بعد عشرة ايام.

واشار جندي الى زميل للقتيل وقف مطاطا الراس quot;كان افضل اصدقائهquot;.

وقال ايلي غيرهارد المهندس في الجيش الاميركي الذي قدم للترحم على زميله الكندي quot;من المهم عدم نسيان ما يجري خلف هذه الاسوارquot;.وللتذكير بهذا الواقع استهدف المعسكر مساء الاثنين بثلاث قذائف. ولم يصب اي منها هدفه غير ان اطلاق نار دوى ليلا لاكثر من ربع ساعة.

وعلاوة على الخطر المحدق فان ايلي يعتبر ان الاخطر هو النسيان والتغير الذي يحصل مع موت كل عسكري. وقال في لهجة متحدية quot;حاولوا ان تعطوني اسماء ثلاثة جنود قتلوا في الاشهر الستة الاخيرةquot;.واعرب الجنرال بين هودجيز اعلى ضابط بين العسكريين الاميركيين من جهته عن خشيته من ان تؤدي خسائر الايام الاخيرة الثقيلة الى زيادة ضعف الدعم الشعبي للحرب على افغانستان.

واوضح quot;حين نفقد خمسة رجال في يوم واحد فهذا يجذب الانتباه. والاميركيون مثل باقي شعوب باقي دول التحالف، اظهروا انهم على استعداد لدفع الثمن اذا كان الامر يستحق. غير ان ذلك لن يستمر الى الابدquot;.