في قلب قندهار مهد حركة طالبان قررت ماغولا وفارانازي القتال، وخلافا لرأي اسرتيهما والمجتمع اصبحتا من النساء النادرات اللواتي التحقن بقوات الشرطة.
قندهار: روت السيدتان اللتان اضطرتا الى استخدام اسمين مستعارين قصتهما بعيدا من الانظار، في معسكر للحلف الاطلسي حيت يتلقيان التدريب.
وقالت ماغولا بفخر quot;لا يحبذ والداي ان اعمل في الشرطة لكنني سعيدة بخدمة وطنيquot;، هي التي تخلع البرقع كل صباح في مكتبها لترتدي البدلة الزرقاء.
وهذه سيرة خارجة عن المألوف في بلاد يتعذر على نسائها العمل. ففي قندهار (جنوب) لا يضم سلك الشرطة اكثر من عشرين امرأة من بين الف شرطي.
وترملت ماغولا في اثناء حكم طالبان (1996-2001)، وهي تقر بالحاجة الى الراتب لاطعام عائلتها. ولديها 12 طفلا، من بينهم ستة ما زالوا على عاتقها.
وفي اطار قوى الامن، يفتح هذا الوجود الانثوي ابوابا لا يمكن الرجال دخولها.
وقالت زميلتها في السلك فارانازي quot;عند تفتيش احد المنازل لا يمكن الشرطيين الدخول اولاquot; اذا لم يكن في المنزل سوى نسائه.
وتتولى فارانازي وزميلاتها اللواتي يغطين شعرهن بحجاب او غطاء خاص طرق الباب ثم تحييد النساء قبل بدء العملية. كما انهن الوحيدات اللواتي يسمح لهن بتفتيش النساء.
وقالت فارانازي quot;في احدى المرات، كنا نبحث عن سلاح في منزل واشتبهنا في ان يكون الرجل اعطاه لزوجته. ذهبت اليها وقلت لها +ساصفعك ان لم تقري بمكان المسدس+ واعترفت بانها خبأته في قدرquot;.
لكن المجازفات كبيرة في هذه البلاد التي تمزقها الحرب.
وقالت ماغولا ان quot;عناصر طالبان يغتالون الناس، يتم اغتيال شخص او اثنين يومياquot; في قندهار. وتستهدف هجمات المتمردين الشرطة الافغانية بانتظام.
وقتل ثلاثة انتحاريين الاثنين حاولوا مهاجمة احد مراكز تدريب الشرطة في قندهار.
وفي اليوم السابق قتل شرطي في انفجار عبوة يدوية الصنع على الحدود بين كبرى مدن الجنوب الافغاني وولاية بنجواي.
ونجت احدى الشرطيات من هجوم بعبوة على مقر الشرطة في وسط المدينة. وروت اخرى انها تعرضت للملاحقة مرارا في الشوارع اخيرا.
وبالاضافة الى المخاطر التي تواجههما في الخارج، تصطدم ماغولا وفارانازي بمعارضة عائلتيهما اللتين ترفضان ان تعملا او تخشيان على حياتيهما. اما جيرانهما، فيجهلون تماما ما تفعلان.
وقالت فارانازي quot;احد اشقائي يعمل في السجنquot;. وتابعت quot;طلب مني ان اوقف العمل لحساب الشرطة. امسكت بيده وقلت له انني ساعمل الى جانبهم حتى مماتيquot;.
وتذكرت حقبة حكم طالبان في افغانستان، واصفة اياها بانها quot;كانت قاسية جداquot;. وعلقت quot;لم يحبذوا مشاهدة النساء خارج المنزل. كنا نضرب بالعصاquot;.
وتابعت، quot;نرجو من الله اليوم ان يطردهم من الولاية. لكن الامر بيدهquot;.
غير ان ماغولا بدت اكثر تصميما، معتبرة ان السماح لطالبان بالعودة الى السلطة ليس واردا على الاطلاق.
وقالت quot;كل يوم اخاله يوم مماتي. لكنني لا اريد الموت قبل ان اقتل احد عناصر طالبانquot;.
التعليقات