وصفت أوساط سوريَّة الزيارة التِّي قام بها عمرو موسي إلى قطاع غزة المحاصر، بزيارة رفع العتب، بعد أن أكَّدت مصادر ديبلوماسيَّة لـquot;إبلافquot;أنَّ هذه الزيارة تمت بتحريض سوري شنَّه المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربيَّة يوسف الأحمد.

بيروت: أكد ديبلوماسي عربي بارز لـ quot;إيلافquot; ان زيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى قطاع غزة أمس وتفقد أحوالها تمت بـ quot;تحريضquot; من سوريا، عبَّر عنه مندوبها الدائم لدى الجامعة وسفيرها في مصر، يوسف الأحمد، خلال اجتماعي المندوبين التحضيريين اللذين انعقدا قبل التئام المجلس الوزاري العربي غداة ارتكاب اسرائيل مجزرتها على quot;اسطول الحريةquot; .

وأوضح الديبلوماسي العربي ممن شاركوا في اجتماعي المندوبين واجتماع وزراء الخارجية العرب ما عناه بكلمة quot;تحريضquot; فقال انه خلال مناقشة المندوبين للمقترحات المنوي رفعها الى الاجتماع الوزاري والمتعلقة بمواجهة الجريمة الاسرائيلية وكسر الحصار عن غزة، حصلت مشادة بين المندوب السوري ونظيره الاردني،بعد ان عرض الأول للخطوات التي يجب اتخاذها بهذا الشأن ومنها مبادرة الدول العربية التي تقيم علاقات مع اسرائيل الى تجميدها، ورفع الغطاء العربي عن المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية، والعمل بكل الوسائل لكسر الحصار عن غزة.

ورد الثاني بالتركيز على الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية دون غيره الأمر الذي اعترض عليه المندوب السوري معتبرًا كلام المندوب الأردني محاولة للهروب من الاستحقاقات المطلوبة لتعرية اسرائيل وادانتها ودورانًا في حلقة مفرغة .

وأفاد الديبلوماسي العربي انه حين حاول موسى التدخل لفض الخلاف بين الطرفين من دون ان يبدي رأيه في ما طرحه الاثنان بادره السفير الأحمد قائلاً : quot;ما بالك تلتزم الصمت ازاء ما جرى وأين تختفي تصريحاتك ومواقفك البطولية من القضية الفلسطينية التي نسمعها منك خارج الجلساتquot;؟ وتوجه المندوب السوري الى الأمين العام للجامعة بالسؤال التالي: quot;هل لنا ان نعرف منك لماذا لم تقم حتى الآن بزيارة قطاع غزة على غرار ما فعله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد الحرب الاسرائيلية عليها في العام 2008quot; .

وسارع موسى بالرد على سائله مستفسرًا اذا ما كان على استعداد لمرافقته في هذه الزيارة فأجابه السفير الأحمد بأنه سيكون في طليعة المشاركين في الوفد الذي سيذهب معه الى غزة .

وفيما لاحظ الديبلوماسي العربي ان موسى وخلال تلاوته البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد يوم الاربعاء قبل الماضي، لم يأت على ذكر زيارة غزة التي اعلن عنها بعد أيام ، إلا انه آثر التوجه اليها منفردًا خلافًا لما جرى التفاهم حوله بان يصحبه وفد كبير من مندوبي الدول العربية الممثلين لدى الجامعة العربية حتى تكون للزيارة وقعها وتأثيرها في معركة كسر الحصار على غزة .

هذا ووصفت أوساط سورية متابعة الزيارة السريعة التي قام بها الأمين العام للجامعة عمرو موسى الى غزة أمس والتي لم تتجاوز اثنتي عشرة ساعة بزيارة quot;رفع العتبquot; ولفتت الى انه كان من الأجدى الدعوة الى عقد اجتماع لمجلس الجامعة على أرض غزة نفسها مع مراعاة من يتعذر عليه حضوره على ان ينتدب من يمثله . وتساءلت هذه الاوساط quot;اذا كانت قضية دارفور استدعت عقد جلسة خاصة لمجلس الجامعة للبحث بشأنها الا يستحق الحصار المفروض على غزة جلسة مماثلة للوقوف الى جانبها ومد يد العون لها وهذا اضعف الايمان ؟ quot; .

من جهة أخرى، ذكر الديبلوماسي العربي ان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط كان حريصًا اثناء صياغة البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير على اضافة كلمة quot;الاسرائيليquot; الى عبارة quot;كسر الحصارquot; حين يؤتى على ذكرها حتى لا يفهم منها ان المقصود ايضًا فيها الجانب المصري .