Barack Obama, King Abdullah

إستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في البيت الابيض في وقت يسعى فيه لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط قدمًا ولزيادة الضغط على ايران بسبب برنامجها النووي، كما ركز الاجتماع على السياسة الاميركية في افغانستان اثر اقالة الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال قائد القوات الدولية في افغانستان وجهود الامن القومي لدى البلدين بما يشمل الحملة ضد تنظيم القاعدة.

واشنطن: تباحث الرئيس الاميركي باراك اوباما والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء أمس الثلاثاء بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط وايران وافغانستان، كما اعلن الرئيس الاميركي في ختام لقائهما في واشنطن، متحدثًا عن quot;علاقات وثيقةquot; بين البلدين.

وقال اوباما بعد غداء عمل واجتماع مع العاهل السعودي في البيت الابيض quot;تحدثنا عن مصلحتنا المشتركة في العمل معا من اجل محاربة المتطرفين الذين يلجأون الى العنف. كما بحثنا جملة من المواضيع الاستراتيجية وبعضها على صلة بافغانستان وباكستان وايران ومساعيها لتطوير اسلحة نوويةquot;.

واضاف quot;بحثنا عملية السلام في الشرق الاوسط واهمية احراز تقدم مهم وشجاع لكي نضمن للفلسطينيين وطنًا يعيش جنبًا الى جنب مع دولة اسرائيلية مزدهرة وآمنةquot;.

وقال اوباما متوجهًا الى العاهل السعودي البالغ من العمر 86 عامًا واحد ابرز حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط quot;نحن نشكركم على نصائحكم ونتمنى ان نعمل معًا من اجل تعزيز العلاقات الوثيقة بين بلديناquot;. واللقاء هو الثالث بين الجانبين منذ تاريخ تنصيب اوباما في بداية 2009.

واسهم اللقاء الاول في 3 حزيران/يونيو 2009 في الرياض والخطاب الذي القاه اوباما في اليوم التالي في جامعة القاهرة وتوجه فيه الى العالم الاسلامي في ردم الهوة التي كانت قائمة بين البلدين في عهد ادارة جورج بوش.

Barack Obama, King Abdullah

وقال العاهل السعودي بدوره بلهجة دبلوماسية ان العلاقات الاميركية السعودية quot;تعززت وتوسعت وتعمقت خلال العقود السبعة الاخيرة، ونحن نشكركم على مساهمتكمquot; في تحقيق ذلك. ولم يتطرق الجانبان علانية امام الصحافيين الى طلب الرياض تعزيز ترسانتها امام التهديد الايراني عبر شراء 72 طائرة مقاتلة من طراز quot;اف 15 ايغلquot;.

وعلى الرغم من اقرار السعوديين بضرورة لعب واشنطن دورا في القضايا الاقليمية الرئيسية، الا انهم يبدون مزيدًا من التحفظات ازاء معالجة الجانب الاميركي لملفي ايران وافغانستان، كما انهم يخشون من تراجع التزام اوباما بالتوصل الى سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين بسبب تعنت اسرائيل كما يقول محللون.

Barack Obama, King Abdullah

وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل انتقد علنا في شباط/فبراير الماضي فرض عقوبات جديدة على ايران. ولم يوضح الامير سعود موقف بلاده حول البديل من العقوبات، الا ان السعوديين لطالما اعتقدوا بان التوصل الى حل للقضية الفلسطينية سيساهم في حل المشاكل الاقليمية الاخرى بما في ذلك التهديد الذي تمثله ايران بالنسبة لدول الخليج.

ويزور العاهل السعودي البيت الابيض قبل اسبوع من اللقاء المرتقب بين اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اثر قرار اسرائيل السماح بدخول بعض السلع quot;المدنيةquot; الى قطاع غزة بعد عملية الكوماندوس الاسرائيلية على الاسطول الانساني الدولي الذي كان متجها الى القطاع.

وكان المدير السابق للمخابرات السعودية وسفير المملكة السابق في لندن وواشنطن الامير تركي الفيصل اعتبر في ايار/مايو ان الاميركيين quot;غير قادرينquot; على حل مشاكل افغانستان كما انه يتعين على واشنطن quot;الا تعتقد بانها قادرة على حل مشاكل افغانستان بالسبل العسكريةquot;.

وتبدي الرياض كذلك قلقًا من سياسة تنويع مصادر الطاقة الاميركية التي قد تؤدي الى خفض مشتريات النفط السعودي. والتقى اوباما الثلاثاء مع 23 من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين لحثهم على اقرار قانون الطاقة والمناخ هذه السنة بهدف الاتجاه اكثر نحو الطاقة المتجددة.

من جانب اخر، قد تساهم هذه القمة في تعزيز فرص التوصل الى صفقات تسلح جديدة تعزز قدرات الرياض الدفاعية مقابل ايران، بما في ذلك تيسير صفقة لبيع السعودية 72 مقاتلة من طراز اف 15 quot;ايغلquot; والتي تواجه صعوبات مستمرة، بحسب مصادر من دوائر الصناعات الدفاعية.