اعتبرت أكثر من عشرين منظمة غير حكومية الاربعاء أن تأخر الاستعدادات للاستفتاء حول استقلال جنوب السوان مثير للقلق ودعت الدول الكبرى الى التدخل لتجنب العودة الحرب الاهلية.
الخرطوم: من المقرر ان يختار السودانيون الجنوبيون في كانون الثاني/يناير المقبل من خلال استفتاء شعبي ما اذا كانوا يريدون الاستقلال ام البقاء ضمن السودان الموحد. وسيجري استفتاء اخر في نفس الوقت في منطقة ابيي الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب ليقرر سكانها ما اذا كانوا يريدون الانضمام الى الشمال او الجنوب.
ويعتبر هذان الاستفتاءان حجر الزاوية في اتفاق السلام الشامل الذي تم توقيعه في العام 2005 بين الحكومة السودانية والمتمردون الجنوبيون السابقون والذي انهى حربا اهلية استمرت 21 عاما.
وقال مدير المركز الافريقي لدراسات السلام والعدالة عثمان حميدة في بيان ان quot;اتفاق السلام السامل ابقي شمال وجنوب السودان موحدين وانهى واحدا من اكثر النزاعات دموية في القرن العشرين ولكن اذا لم يجر استفتاء يحظى بالمصداقية فان هذا يهدد بعودة الحرب في البلادquot;.
ووقع هذا المركز مع 23 منظمة غير حكومية اخرى على تقرير بعنوان quot;اعادة تأكيد التزام ضامني اتفاق السلام الشامل السوداني. ومن بين المنظمات الاخرى الموقعة quot;سيف دافورquot; وquot;غلوبال ويتنسquot; وquot;ريفوجييز انترناشونالquot;.
واعتبرت المنظمات في تقريرها المشترك الذي صدر الاربعاء ان quot;استفتاءي الجنوب وابيي هما اهم حدثين يشهدهما السودان منذ استقلاله في العام 1956 . غير ان ضعف مستوى الاعداد (لهما) مثير للقلقquot;.
ويحق للجنوبيين المقيمين في الشمال او في الخارج المشاركة في الاستفتاء ولكن يبقى السؤال من هو الجنوبي وكيف يمكن اثبات ذلك؟. وتثور نفس التساؤلات بشأن منطقة ابيي الحساسة الواقعة في وسط السودان بين شماله وجنوبه والتي لم يتم بعد تشكيل لجنة لتنظيم الاستفتاء فيها.
وتدعو منظمات الاغاثة الانسانية والمنظمات الحقوقية في تقريرها quot;ضامنيquot; الاتفاق، ومن بينهم الامم المتحدة والجامعة العربية ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الافريقي، الى quot;التحرك بشكل عاجلquot; حتى يتسنى تنظيم استفتاء يحظى بالمصداقية في الموعد المحدد.
واكدت المنظمات في تقريرها انه quot;اذا لم تبذل جهود دولية فورا، فان عملية السلام ستتعثر والتوتر يمكن ان يعود مجددا، وفي اسوأ السيناريوهات يمكن ان يعود الطرفان الى الحربquot;. وتشير المنظمات الى ان حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير والمتمردين الجنوبيين السابقين من الحركة الشعبية لتحرير السودان quot;لايريدان على ما يبدة العودة الى الى الحرب ولكن الطرفين يستعدان مع ذلك لهذا الاحتمالquot;.
وطالبت المنظمات المجتمع الدولي الى تقويم الوضع السوداني بشكل quot;شاملquot; والا يقتصر اهتمامها على استفتاء الجنوب وتشير الى ان الوضع مازال هشا في دافور حيث تدور حرب اهلية منذ قرابة سبع سنوات.
التعليقات