دورية للجيش اليمني في صنعاء

هاجممسلحون مكتبين أمنيين في جنوب اليمن مما أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة سقط خلالهاخمسة قتلى على الاقل، وقد حمَّلت الحكومة مسؤولية الهجومين المتزامنين لمنظمة القاعدة التي شنت مؤخرا عدة هجمات على القوات الحكومية في البلاد.

صنعاء: قالت الشرطة اليمنية إن مسلحين ملثمين على دراجات نارية هاجموا الاربعاء مقري الامن والمخابرات في زنجبار، كبرى مدن محافظة ابين جنوب اليمن، ما ادى الى سقوط خمسة قتلى على الاقل بعد ثلاثة اسابيع من هجوم نفذه تنظيم القاعدة على مبنى المخابرات في عدن (جنوب).

وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس ان المسلحين الذين كانوا على متن دراجات نارية شنوا الهجومين على المبنيين الواقعين في منطقتين مختلفتين من زنجبار، كبرى مدن المحافظة، مستخدمين قنابل واسلحة رشاشة وقاذفات صواريخ مضادة للدروع (آر بي جي).

وقالت التقارير إن المسلحين استخدموا كافة أنواع الأسلحة، من قنابل ورشاشات وقاذفات صواريخ آر بي ج، في الهجومين المتزامنين على كل من وكالة الأمن العام ومكتب الوكالة الأمنية التي تدير الأمن السياسي في المدينة.

ونقلت التقارير عن شهود عيان في زنجيبار قولهم لوكالة رويترز للأنباء إنهم شاهدوا خمس جثث على الأقل ملقاة على قارعة الطريق القريب من موقع الهجومين.

وأضافوا قائلين إن المسلحين وصلوا على متن دراجاتهم النارية، وقاموا على الفور بمهاجمة المقرين المذكورين بالقنابل والصواريخ والرشاشات.

وصرح مصدر في اجهزة الامن في ابين لوكالة فرانس برس ان ثلاثة شرطيين قتلوا، احدهم من عناصر المخابرات، وجرح 11 آخرون بينهم شرطيتان، في الهجومين.

كما قتل اثنان من المهاجمين وجرح ثالث في اشتباكات مع قوى الامن، كما اضاف المصدر نفسه، الذي قال ان المهاجمين نجحوا في انتشال احدى جثتي القتيلين اضافة الى الجريح.

واكد متحدث باسم وزارة الداخلية مقتل مهاجمين واعتقال سبعة اخرين هم quot;مشبوهون من القاعدةquot;.

وفي وقت سابق صرح مسؤول امني لوكالة فرانس برس quot;يبدو ان القاعدة مسؤولة عن الهجومquot;، موضحا ان حوالى عشرين مسلحا على دراجات نارية شاركوا في الهجومين بينهم خمسة هاجموا مقر المخابرات.

وضربت قوات الامن طوقا امنيا على المنطقة التي وقع فيها الهجومان حوالى الساعة 8,00 (5,00 ت غ) واغلقت الشوارع الرئيسية المؤدية اليهما في المدينة.

وقال الشهود ان بعض المهاجمين فروا باتجاه جعار، القرية الواقعة على بعد حوالى 15 كيلومترا شمال زنجبار وتعد معقلا للاسلاميين المتطرفين في جنوب اليمن.

وحجزت قوات الامن، التي انتشرت باعداد كبيرة في المدينة، سيارة للمتمردين عثرت فيها على قنابل واحزمة ناسفة وبزات عسكرية واقنعة، كما ذكرت وزارة الدفاع على موقعها الالكتروني.

واضافت الوزارة ان المهاجمين استخدموا مدرسة للبنات قريبة من مقر اجهزة الاستخبارات لشن هجمات على مسؤولين كبار فيها، مؤكدة ان محاولتهم باءت بالفشل.

وهي المرة الثانية خلال ايام التي يشن فيها مسلحون على متن دراجات نارية هجمات دامية في زنجبار. وفي الاول من تموز/يوليو اطلق مسلح يقود دراجة نارية النار على quot;المقدم في الامن السياسي بمحافظة ابين صالح امذيب (..) خلال تواجده في سوق مدينة زنجبار (كبرى مدن المحافظة) فارداه قتيلا على الفور ولاذ بالفرارquot;، بحسب مصدر رسمي.

وتقع محافظة ابين على تخوم محافظة عدن حيث قتل احد عشر شخصا بينهم سبعة من افراد قوى الامن في هجوم على مقر المخابرات في 19 حزيران/يونيو تبناه لاحقا تنظيم القاعدة مؤكدا ان حصيلته كانت ضعف الحصيلة الرسمية.

كما نفى التنظيم ما اعلنته صنعاء من اعتقال العقل المدبر للهجوم.

وقال تنظيم quot;قاعدة الجهاد في جزيرة العربquot;، الفرع اليمني لتنظيم القاعدة، في بيان الاحد ان quot;كتائب الشهيد جميل العنبري (...) قامت في 19 حزيران/يونيو 2010 باقتحام مبنى الامن السياسي بعدن وكانت الحصيلة مقتل ما لا يقل عن 24 من ضباط وجنود ومجندات الامن السياسيquot;.

واوضح البيان ان قتلى الهجوم هم quot;15 ضابطا من ذوي الرتب العالية وست مجندات تابعات للامن السياسيquot; اضافة الى quot;حراسة البوابةquot;.

وتوعد التنظيم ايضا برد quot;كارثيquot; على غارة شنتها القوات الحكومية على منطقة جبلية نائية في كانون الاول/ديسمبر وقتل فيها بحسب صنعاء 34 من عناصر القاعدة.

وقال مصطفى علاني من مركز الخليج للابحاث في دبي لرويترز ان هناك تغيرا كبيرا في سياسة القاعدة وأن البلاد تدخل مرحلة مواجهة حقيقية بين قوات الامن والقاعدة.

ويمثل ذلك تحولا في اساليب القاعدة في اليمن التي يبدو الان انها تستهدف الحكومة بحماس أكبر بعد أن كانت تركز من قبل على أهداف غربية.

وتابع علاني أن جهود القاعدة تأتي ردا على تصعيد حملة حكومية على الجماعات المتشددة زادت كثافتها منذ هجوم يونيو في عدن وعلى التنسيق المتزايد بين قوات الامن اليمنية والولايات المتحدة.

واضافة الى تنظيم القاعدة، يشهد جنوب اليمن احتجاجات شعبية مدفوعة بالحراك الجنوبي، الذي تطالب بعض مكوناته بتحويل البلاد الى جمهورية فدرالية، في حين يطالب آخرون بانفصال الجنوب عن صنعاء واعادة الوضع الى ما كان عليه قبل 1900 حين كان الجنوب دولة مستقلة عاصمته عدن.

ويؤكد عدد من سكان الجنوب انهم يتعرضون للتمييز وانهم لا يستفيدون من برامج التنمية الاقتصادية.

غير ان قادة الاحتجاجات الجنوبيين يؤكدون ان لا علاقة لهم بالقاعدة، كما تتهمهم السلطات اليمنية بذلك.

وفي الاشهر الماضية كثف اليمن، الذي يعتبر ملجأ للمجموعات المتطرفة، محاربته لتنظيم القاعدة الذي اعلن مسؤوليته عن هجمات ضد بعثات دبلوماسية غربية ومنشآت نفطية وسياح.

جاء ذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان وزارة الدفاع اليمنية بأن السلطات المختصة ألقت القبض على ثمانية أشخاص يُشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، منهم سعودي هارب، وهم جميعا متهمون بالتآمر لشن هجمات على منشآت أمنية.

وجاء احتجاز المشتبه بهم الثمانية بعد أيام فقط من اعتقال شخصين آخرين يُشتبه بانتمائهما لنفس الخلية، وذلك بعد مداهمة منزل بمحافظة حضرموت مما أدى لاندلاع اشتباكات لقي خلالها ثلاثة جنود حتفهم.

وذكرت وكالات الأنباء أن الخلية التي نجحت قوات الأمن اليمنية بتفكيكها كانت تعد لهجمات ضد مواقع للقوى الأمنية وضد منشآت حيوية.

وكان جنديان قُتلا في الاشتباكات التي ترافقت مع القبض على الرجلين في حضرموت. كما عُثر على أحزمة ناسفة في المنزل الذي كان يستخدمه المشتبه بهم كمكان للاجتماع.