دعا الرئيس التركي عبدالله غول في حديث صحافي نشر اليوم الى مواصلة الجهود الدبلوماسية لايجاد صيغة مناسبة لحل ازمة الملف النووي الإيراني مؤكدا حرص تركيا وسعيها الى ترسيخ الامن والاستقرار فى المنطقة .

القاهرة: جاء ذلك فى حوار للرئيس التركي مع صحيفة quot;الاهرامquot; القاهرية فى عددها الصادر اليوم مع بدء زيارة الرئيس غول لمصر والتى يلتقي خلالها مع الرئيس حسني مبارك لبحث تطورات الاوضاع في المنطقة . واشار غول الى ان تركيا تبذل أقصى جهودها لتجنيب المنطقة ويلات حرب جديدة تؤثر على فرص السلام والاستقرار فى منطقة الخليج لافتا فى هذا الاطار الى التداعيات الامنية والاقتصادية للمشهد العراقي على المنطقة.

وقال ان تركيا لا تريد حربا جديدة في المنطقة ولا تؤيد بأى شكل من الأشكال امتلاك اي دولة من دول الاقليم للاسلحة النووية وكذلك الشرق الاوسط بما فيها الدول التى تمتلك هذه الاسلحة حاليا. واوضح غول ان بلاده تعمل على حل هذه القضية بالطرق الدبلوماسية بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية والدول دائمة العضوية فى مجلس الامن ومجموعة فيينا معربا عن امله في ان يتم التوصل الى حل دبلوماسي لهذا الملف.

وحول الازمة الراهنة بين تركيا واسرائيل بعد مهاجمة قوات اسرائيلية مؤخرا لسفن المساعدات الانسانية الى غزة quot;أسطول الحريةquot; قال غول ان الحكومة الاسرائيلية ارتكبت خطأ فادحا وعليها أن تصححه وهى تعلم كيف تصحح ذلك.

وشدد على ان تركيا لن تنسى أو تتناسى ما حدث غير أنه قال اذا طلب احد من تركيا أمرا يتعلق بدفع جهود السلام فلن تتأخر فى سبيل التوصل إلى حل للنزاع فى الشرق الأوسط. واعتبر الرئيس التركى فى حواره مع صحيفة quot;الاهرامquot; ان الدول العربية قامت بخطوة مهمة باعتماد مبادرة السلام العربية بشرط اعتراف اسرائيل بحقوق الفلسطينيين فى اقامة دولتهم المستقلة .

وحول الرغبة التركية بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي أبدى غول تفهمه للتردد الاوروبي مشيرا الى ان هناك تداعيات معينة ستحدث فى حال انضمام تركيا للاتحاد منها ضخامة عدد سكان تركيا واحتلالها المرتبة السادسة اقتصاديا على المستوى الاوروبي مشيرا الى انه اذا تم قبول أنقرة عضوا كاملا فى الاتحاد فسوف تكون القوة التصويتية الثانية بعد المانيا.

وأكد غول عزم تركيا الاستمرار فى طريقها من أجل الحصول على عضوية الاتحاد واستكمال المعايير الاوروبية ومنها الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان والشفافية مثمنا مواقف الدول العربية والاسلامية الشقيقة المساندة لتركيا في مسيرتها لتحقيق هذا الهدف.

واوضح ان الدول الاوروبية تعي دور تركيا الهام على المسرح الدولى مشيرا الى علاقات تركيا العميقة والاستراتيجية مع الولايات المتحدة علاوة على علاقاتها القوية مع روسيا ودول الشرق الاوسط. واشار غول فى هذا الاطار الى التطور الذى تشهده العلاقات المصرية -التركية في الوقت الحالي مضيفا ان البلدين يرتبطان بعلاقات وثيقة عبر التاريخ ويعملان حاليا على تنمية وتطوير هذه العلاقات وتوسيع نطاق التعاون بينهما.

ويجري الرئيس التركي عبدالله غول خلال زيارته لمصر التي تستمر يومين مباحثات مع الرئيس حسني مبارك تتركز حول العلاقات بين مصر وتركيا وآخر التطورات فى منطقة الشرق الاوسط اضافة الى عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.