وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى عاصمة تشاد بعدإعلان السلطات التشادية التزامها بقرار الاتحاد الافريقي عدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في شأن مذكرة التوقيف الصادرة بحق الزعيم السوداني لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في إقليم دارفور. وفور وصوله، قال البشير إن quot;وجوده في نجامينا يؤكد تصميم البلدين على طي صفحة الخلافات التي كانت بينهما ودخول مرحلة جديدة من تاريخ البلدين بما يخدم مصلحة الشعبينquot;.
نجامينا: قالت تشاد يوم الاربعاء إنها لن تلقي القبض على الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي وصل الى البلاد في وقت سابق في الزيارة الأولى لدولة كاملة العضوية في المحكمة الجنائية الدولية التي تطلب القبض عليه بتهمة ارتكاب جرائم ابادة جماعية.
وقال وزير الداخلية والامن التشادي أحمد محمد بشير لرويترز quot;لسنا ملزمين بالقبض على عمر حسن البشير... جاء لحضور (اجتماع قمة دول الساحل والصحراء) وسيعود الى بلده سالمًاquot;. ودعت المحكمة وبعض جماعات حقوق الانسان تشاد الى اعتقال البشير بعد وصوله الى نجامينا. كما ذكّرت الولايات المتحدة تشاد بـquot;واجباتهاquot; حيال المحكمة الجنائية الدولية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان quot;تشاد موقعة على نظام روما وبالتالي عليها واجباتquot;.
من جهته، أكد الرئيس السوداني عمر البشير الاربعاء للصحافيين في العاصمة التشادية انه يزور نجامينا بهدف quot;طي الصفحة بعد الخلافاتquot; التي اندلعت مع تشاد.
وقال البشير في تصريح مقتضب للصحافيين في مطار العاصمة التشادية حيث كان في استقباله نظيره التشادي ادريس ديبي ان quot;وجودي في نجامينا يظهر تصميمنا على طي الصفحة بعد الخلافات بين بلديناquot;.
واضاف quot;نحن في مرحلة جديدة من تاريخ بلدينا، لمصلحة شعبيناquot;.
وبعد خمس سنوات من النزاع عبر حركات متمردة ناشطة في كلا البلدين، بدأ السودان وتشاد عملية تقارب بهدف تطبيع العلاقات ووقعا منتصف كانون الثاني/يناير في نجامينا اتفاقًا مذيلاً ببروتوكول لتأمين الحدود.
هذا وغاب السفير الفرنسي والقائمة باعمال السفارة الاميركية في تشاد عن استقبال الرئيس السوداني عمر البشير الذي وصل بعد ظهر الاربعاء الى نجامينا، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وكان السفير الفرنسي برونو فوشيه والقائمة بالاعمال الاميركية سو بريمر - في غياب السفير في تشاد لويس نيغرو-، حاضرين في المطار لدى وصول الرئيسين شريف الشيخ احمد (الصومال) واحمد عبد الله سامبي (جزر القمر) اللذين سبقا البشير الى العاصمة التشادية.
ولدى وصول الرئيس السوداني، لم يكن السفيران الفرنسي والاميركي موجودين على المدرج. وردًّا على سؤال لوكالة فراسن برس، اكد مسؤول في الرئاسة التشادية غيابهما عن استقبال البشير.
وقال هذا المسؤول quot;لم يفاجئنا هذا الامرquot;، من دون اي تعليقات اخرى.
البشير وسلفاكير قبيل مغادرة السودان |
واضافة الى الرؤساء السوداني والصومالي والقمري، يتوقع وصول رؤساء اخرين الى نجامينا للمشاركة في القمة الثانية عشرة لمجموعة دول الساحل والصحراء (سين-صاد، 28 دولة) التي تعقد يومي الخميس والجمعة بحسب البرنامج الرسمي. وقد وصل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الى تشاد الثلاثاء لحضور القمة.
وفي اذار/مارس 2009 اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور (غرب السودان) المحاذي لتشاد والذي يشهد حربًا اهلية معقدة منذ سبعة اعوام. وقد اصدرت المحكمة الجنائية الدولية في تموز/يوليو مذكرة توقيف ثانية ضد البشير بتهمة ارتكاب جرائم ابادة.
في غضون ذلك، اعرب عبد الواحد نور زعيم جيش تحرير السودان، احد ابرز حركات التمرد في دارفور، الاربعاء عن حزنه لاستقبال تشاد للرئيس السوداني عمر البشير رغم مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.
وقال عبد الواحد نور في اتصال هاتفي مع فرانس برس quot;انه اكثر الايام حزنا بالنسبة لسكان دارفور والشعب السوداني والعدالةquot;.
واضاف عبد الواحد نور المقيم في المنفى في باريس quot;هذا يبرهن ان المجتمع الدولي لا يأبه بدارفور، في حين ان مذكرة المحكمة الجنائية الدولية واضحة في اتهاماتها. لقد صدرت مذكرة توقيف بحق البشير بتهمة الابادةquot;.
وقال عبد الواحد نور quot;لا بد ان البشير حصل على ضوء اخضر للتوجه الى تشاد (..) انا لا اتهم اي بلد بعينه، ولكني اطلب من المجتمع الدولي عدم ترك المحكمة الجنائية بمفردهاquot;.
ووصل الرئيس البشير بعد الظهر الى نجامينا للمشاركة في قمة دول الساحل والصحراء الخميس. وكان في استقباله نظيره التشادي ادريس ديبي اتنو.
والزيارة هي الاولى التي يقوم به البشير الى بلد يعترف بالمحكمة الجنائية الدولية، كما افاد مسؤولون سودانيون، منذ صدور مذكرة التوقيف الاولى بحقه في 2009.
ووقعت تشاد وثيقة روما التي أسست المحكمة الجنائية الدولية وهي نظريًا مطالبة بتوقيف المشتبه بهم الذين تلاحقهم المحكمة لدى مرورهم باراضيها.
ولكن تشاد اعلنت التزامها بموقف الاتحاد الافريقي عدم التعاون مع مذكرة الجنائية الدولية بحق البشير، كما اكد وزير الخارجية التشادي موسى فقي محمد لفرانس برس قبل وصول البشير.
وسيشارك الرئيس السوداني في قمة رؤساء دول مجموعة الساحل والصحراء (سين صاد) التي تفتتح الخميس في نجامينا.
وقرر الاتحاد الافريقي عدم التعاون مع المحكمة الجنائية بعد اصدارها في 2009 المذكرة الأولى لتوقيف بحق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور، وهو موقف لم يتغير اثر اصدار المحكمة مذكرة ثانية الاسبوع الماضي اضافت الى التهم الاولى تهمة الابادة.
واكدت فرنسا اخيرًا انها تدعم المحكمة الجنائية الدولية وانها quot;ملتزمة بحزم في مكافحة الافلات من العقاب عن اكثر الجرائم خطورة في دارفورquot;.
وتوصي الولايات المتحدة الرئيس السوداني بتقديم نفسه الى المحكمة الجنائية الدولية. وقد شاركت الولايات المتحدة في المفاوضات التي افضت الى معاهدة روما لكنها لا تعترف بسلطة المحكمة.
التعليقات