مسلح حوثي في شارع رئيس في وسط صعدة

في الوقت الذي قتل 49 شخصا على الاقل في مواجهات مسلحة خلال الايام الاربعة الماضية في شمال اليمن معقل المتمردين الحوثيين الزيديين ما يعكس تصاعدا للتوتر، قرر البرلمان اليمني استدعاء وزيري الدفاع والداخلية إثر تصاعد المواجهات.

صنعاء: قرر البرلمان اليمني استدعاء وزيري الدفاع والداخلية إثر تصاعد المواجهات بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة شمال البلاد، وأسفرت عن مقتل أكثر من 40 شخصا وجرح العشرات منذ السبت الماضي.

فقد أكد رئيس البرلمان اليمني اللواء يحيى راعي في جلسة أمس نية البرلمان استدعاء وزيري الدفاع والداخلية ورئيس اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ النقاط الست، لمناقشة الأوضاع في الشمال عقب تجدد الاشتباكات مع جماعة الحوثي.

وفي هذا الإطار أعلن برلمانيون من محافظة صعدة عقب الجلسة تعليق عضويتهم إذا لم تتم الاستجابة إلى مطالبهم بإنهاء حصار يتعرض له النائب صغير عزيز -أحد نواب كتلة حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم- من قبل الحوثيين في مديرية حرف سفيان شمال اليمن، كما وقع العشرات من البرلمانيين اليمنيين على مذكرة لمساندة كتلة صعدة في مطالبها.

وكانت افادت مصادر قبلية الخميس ان عشرين شخصا قتلوا في مواجهات خلال الليل بين الحوثيين من جهة والقبائل الموالية للحكومة والجيش من جهة اخرى في منطقة حرف سفيان (شمال) التي تشهد اعمال عنف منذ ايام.

وذكرت المصادر ان اشتباكات ليلية عنيفة دارت في العمشية شمال حرف سفيان بين الحوثيين وقبائل بن عزيز في مواقع المدائن والزعلة والمسحاط واللبدة والسمسرة واستخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة.

وبحسب المصادر، قتل عشرون شخصا من الجانبين خلال الاشتباكات، وذكر احد المصادر ان الحوثيين كانوا quot;يحاولون خلالها السيطرة على مواقع وتضييق الحصار على قرى (قبائل) بن عزيزquot;.

هذا وقال مسؤولون في اليمن ان مسلحين قتلوا خمسة جنود يمنيين على الاقل الخميس في كمين نصب لقافلتهم العسكرية جنوب البلاد، وقال المسؤول في محافظة شبوة جنوبي اليمن ان بصمات تنظيم القاعدة واضحة الملامح في هذا الكمين.

واوضح المسؤول ان الكمين كان يستهدف القافلة العسكرية، ما اسفر عن مقتل خمسة جنود واصابة ستة آخرين. ونقل عن مصدر قبلي في المنطقة ان المواجهات quot;وقعت بين المسلحين الحوثيين وانصار الشيخ صغير عزيزquot;.

وتعتبر شبوة من أبرز معاقل تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي ينشط في اليمن.

وقد دخلت القوات اليمنية المرابطة في موقع الزعلة على الاقل الاشتباكات مع الحوثيين بحسب المصادر القبلية التي اكدت ان التوتر مستمر في المنطقة. وتشهد منطقة العمشية منذ خمسة ايام اشتباكات كثيفة كانت اسفرت حتى امس الاربعاء عن عشرات القتلى.

وكان مصدر قبلي اكد لوكالة فرانس برس ان المواجهات اندلعت قبل خمسة ايام في العمشية بين الحوثيين وانصار الشيخ صغير عزيز، وهو نائب في البرلمان فضلا عن كونه شيخ قبيلة، اسفرت عن مقتل عشرين من ابناء قبيلته، فيما اكد المتحدث باسم الحوثيين ان المواجهات اسفرت عن عشرين قتيلا ايضا من جهة المتمردين.

الا ان عبد السلام نفى لوكالة فرانس ان تكون المواجهات مع قبائل بن عزيز بل هي مع القوات اليمنية وتدور مع مواقع عسكرية. وقال المتحدث الحوثي عبد السلام إن الشيخ المقنعي قتل في مواجهات وليس في كمين مسلح، مشيرا إلى أن جماعته خسرت في هذه المواجهات ثلاثة من أفرادها.

وفي بيان صدر الاثنين الماضي، برر عبد السلام استخدام السلاح بقوله إنه رغم تحسن الأوضاع لا يزال الحوثيون يواجهون من وصفهم quot;بتجار حروب مسلحينquot;، داعيا الحكومة إلى وقف جميع الاعتداءات وعدم تأجيج الخلافات والصراعات القبلية.

وتعكس هذه المواجهات التي فشلت الوساطات القبلية حتى الساعة في وقفها، ارتفاعا كبيرا للتوتر في شمال اليمن وتهديدا لجهود ارساء الاستقرار بعد اكثر من خمسة اشهر على دخول اتفاق وقف اطلاق النار الهش حيز التنفيذ بين صنعاء والحوثيين.

وازدادت خلال الاسابيع الماضية المخاوف من quot;حرب سابعةquot; في شمال اليمن مع استمرار المواجهات المتنقلة والدامية بين المتمردين الحوثيين والقبائل الموالية للحكومة. الا ان كلا من الحكومة اليمنية والمتمردين رحبوا بتحرك قطري جديد لتثبيت الاستقرار والسلام في شمال اليمن.

واكد امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الثلاثاء في 13 تموز/يوليو من صنعاء ان بلاده تسعى إلى مساعدة اليمن على حل مشاكله خصوصا في الجنوب الذي يشهد حركة انفصالية متصاعدة وفي الشمال معقل التمرد الحوثي.

ويأتي تجدد العنف في اليمن بعد اسبوع من إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح استئناف قطر جهود الوساطة بين الحكومة والحوثيين في اطار اتفاق الهدنة المعقود. وكان المتمردون قد توصلوا الى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحكومة اليمنية في شهر فبراير/ شباط الماضي، الا ان المواجهات بينهم وبين مسلحي القبائل الموالين للحكومة ما زالت تقع من وقت لآخر في محافظة صعدة.