رأى محللون وسياسيون لبنانيون أن ما عرضه حسن نصر الله يستجوب فتح مسار جديد في التحقيق في قضية الحريري.

بيروت:بدا لبنان اليوم الثلاثاء منقسما حيال quot;المعطياتquot; التي عرضها الامين العام لحزب الله وتثبت برأيه ضلوع اسرائيل في اغتيال رفيق الحريري.

فقد رأى سياسيون ومحللون ان ما عرض يستلزم فتح مسار جديد في التحقيق الدولي في القضية، بينما اعتبر اخرون ان ما طرح لا يحمل اي جدية.
وقال القيادي في تيار المستقبل المنتمي الى الاكثرية النيابية مصطفى علوش لوكالة فرانس برس ان المؤتمر الصحافي المطول الذي عقده حسن نصر الله مساء الاثنين quot;يدخل في سياق الدفاع عن النفسquot;.

كما اعتبر مصدر قيادي في التيار الذي يقوده رئيس الوزراء سعد الحريري ان المؤتمر الصحافي عبارة عن quot;مجرد فيلم سينمائيquot;.
وكان علوش يشير في حديثه الى الحملة الاستباقية التي يقودها حزب الله ضد القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة الخاصة بلبنان التي تنظر في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق، والذي اكد نصر الله في وقت سابق انه سيتهم افرادا في الحزب.

وعرض الامين العام لحزب الله امس صورا قال ان الحزب اعترضها اثناء قيام طائرات استطلاع اسرائيلية بالتقاطها في اوقات مختلفة للطريق الذي كان يسلكه موكب الحريري قبل اغتياله في 14 شباط/فبراير 2005 في انفجار سيارة مفخخة في بيروت.
كما عرض صورا لرصد جوي اسرائيلي قبل يوم من الاغتيال وفي يوم التفجير.

وكتبت صحيفة quot;اللواءquot; اللبنانية اليوم ان quot;رد الفعل السريع من قبل الاكثرية لا توحي بانها اقتنعت بالمعطياتquot;.
وقال استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت هلال خشان لفرانس برس ان quot;المعطيات ليست مقنعة (...) ولا احد يمكنه ان ياخذ هذا الامر بجديةquot;.

ورأى منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار المتمثلة بالاكثرية النيابية فارس سعيد في حديث تلفزيوني ان الامين العام لحزب الله quot;لم يقنع احدا (...) نصر الله كان في وقت من الاوقات بمثابة تشي غيفارا العالمين العربي والاسلامي، لكن شيئا ما انكسر بالامسquot;.

وفي اسرائيل، ذكر مسؤول كبير طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس ان quot;العالم اجمع والدول الغربية واللبنانيين انفسهم يعرفون ان هذه الاتهامات سخيفةquot;.

وقبل عرض صور الرصد الاسرائيلي، تحدث نصر الله عن دور محتمل لعملاء اسرائيليين في قضية الحريري، مشيرا مرة الى تواجد quot;عميل لاسرائيل في موقع الاغتيال قبل يوم العملية يدعى غسان جرجس الجدquot;.
وشدد على ان quot;المعطياتquot; التي عرضها تشكل quot;قرائن ظنية وليست ادلة قطعية ويجب ان تفتح الباب امام آفاق جديدةquot; في التحقيق الدولي في القضية.

واعتبرت مديرة قسم العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت فاديا كيوان ان هذه المعطيات quot;بمثابة ادلة يجب ان تدفع المحكمة الدولية والحكومة على طرح تساؤلات جدية حول فرضية او احتمال تورط اسرائيلquot; في اغتيال الحريري.
واضافت quot;انا اتفق معه (نصر الله) حول فكرة ان اسرائيل قد تكون متورطة في الاغتيالاتquot;.

وشهد لبنان بعد مقتل الحريري موجة اغتيالات طالت سياسيين واعلاميين، الى جانب تفجيرات متنقلة.

وقلل مصدر قريب من الحكومة رفض الكشف عن هويته من اهمية ما عرضه نصر الله من دون ان يشكك في امكانية تورط اسرائيل بالفعل في الجريمة.

وقال لوكالة فرانس برس quot;ما قدمه حزب الله دليل ظرفي (...) نصر الله يحاول ان يطرح سيناريو يستند الى ان اسرائيل طرف مذنب، وقد يكون ذلك صحيحاquot;.
وتابع quot;لكن معيار التحقيق الدولي عال ويتجاوز اي شك، وما رايناه البارحة لا يرقى الى هذا المستوى ولا يرقى الى توقعيات كثيرينquot;.
ورغم ذلك، رات كيوان ان quot;المعطياتquot; التي طرحها الامين العام لحزب الله quot;لا تقدم ادلة قاطعة حول التورط الاسرائيلي، انما عناصر ادلة ذات صلة ليتم التحقيق فيها، وهو امر لم يحدث بعدquot;.

واعتبر النائب عن حزب الله نوار الساحلي اليوم ان quot;هذه المعطيات والحقائق.. تؤكد ان التحقيق الدولي سياسي بحتquot;، حسبما نقل عنه بيان صادر عن الحزب.
وكتبت صحيفة quot;السفيرquot; اللبنانية انه quot;يستحيل ان يكفر العاقل، اي عاقل، بكل هذه الحقائقquot; بينما رات quot;الاخبارquot; القريبة من الحزب ان المعطيات المطروحة quot;تتيح توجيه الاتهام الى إسرائيل في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريريquot;.

وتصاعد التوتر في الاونة الاخيرة اثر الحديث عن احتمال توجيه المحكمة الدولية الاتهام الى عناصر في حزب الله.
وتبذل جهود عربية لتجنيب البلاد ازمة سياسية او مواجهات مماثلة لاحداث ايار/مايو 2008 التي وضعت البلاد على حافة حرب اهلية جديدة وقتل خلالها نحو مئة شخص.