تصاعدت حدة التوتّر بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة في أعقاب اقتحام الأجهزة الأمنيّة التابعة لحكومة حماس المقالة مقرًّا لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة أمس واعتقلت 4 من حراسه، وتم الاعتداء بالضرب عليهم.


أعرب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش عن استيائه ورفضه لما أقدمت عليه الشرطة التابعة للحكومة المقالة في غزة من اقتحام لمقر تابع للحركة في خان يونس فجرأمس الأربعاء وقال البطش لإيلاف:quot; ما حدث من قبل الأجهزة الأمنية خروج عن المألوف في العلاقة بين حركة الجهاد والفصائل والقوى الفلسطينية وقال: quot;هذا الأمر غير مقبول وغير مسؤول وفيه محاولة الشرطة لفرض رأيها بالقوة ويمس جوهر العلاقات الوطنية، ويسيء بوجه خاص إلى العلاقة التي تجمعنا بالحكومة وأجهزتها الأمنية في محاولة لخلق توترات داخلية وجانبية تزيد من حالة الاحتقان التي تعاني منها الساحة الفلسطينية.

وقال:quot; هناك خلل في أداء بعض الأجهزة الأمنية التي لا تتفهم دورها الحقيقي ولا تقبل بوجود شركاء من حقهم أن يتحركوا في الوطن مضيفا:quot; عليها أن تفهم أنها ليست الحاكم الوحيد فيه، وأن تفرّق بين حركات المقاومة وغيرهاquot; نرفض هذا السلوك مهما كانت الأسبابquot;.

وقالت مصادر من حركة الجهاد الإسلامي أن أفراد من الأمن الدخلي التابع للحكومة المقالة بغزة اقتحمت الليلة قبلالماضية مقر الحركة في خان يونس، واعتقلت 4 من حراسه، وتم الاعتداء بالضرب عليهم.

وأشار البطش أنهم في الحركة يجرون اتصالات مع قيادات حركة حماس التي يحتفظون بعلاقات مستمرة معها مطالبًا بمحاسبة المسؤولين ومحاكمة المتورطين في هذه الحادثة.
من جهتها ، قالت وزارة الداخلية في غزة على صفحتها الالكترونية بأنّ quot;أربعة أفراد من الجهاد قاموا باختطاف أحد المواطنين والتحقيق معه، في مكتب الجهاد بخان يونس، فقامت قوى الأمن الفلسطينية باعتقالهم لإخلالهم بالأمن الداخلي وتجاوز القانون.

وقال وزير الداخلية المقال في غزة المهندس إيهاب الغصين في بيان صحافي quot;أن حقيقة الأمر هي تدخل جهاز الأمن الداخلي من أجل الإفراج عن شخص اختطفه مسلحون ملثمون من الجهاد الإسلامي واقتادوه للمكتب وأخضعوه للتحقيق مؤكدًا أنه quot;جرى احتجاز أربعة مسلحين من الجهاد وبحوزتهم الشخص الذي كان يتعرض للتحقيق وهو مقيد اليدين من أجل استكمال التحقيقquot;، نافيًا أن يكون قد جرى مصادرة أو تخريب أي من محتويات المكتب quot;.

وقال إن quot;الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية تمارس صلاحياتها ولن تسمح لأي جهة مهما كانت أن تأخذ القانون بيدها، والعودة إلى شريعة الغاب، وعمليات الفلتانquot;، مشدّدًا على أن quot;الأجهزة الأمنية لن تتوانى عن القيام بواجبها من أجل حماية المواطنين والمجتمع من ظواهر الخطف والتعدي على القانون بالشكل الذي تمquot;، لافتًا إلى أن quot;احترم الحكومة والوزارة للمقاومة وفصائلها واحتضان عملها في مواجهة الاحتلال لا يعني بأي حال السماح لها بالتعدي على القانون وممارسة الفلتانquot;.

وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة في قطاع غزة عن توتر شديد خلال الأسابيع الماضية يتصاعد تدريجيًّا بين حركتي الجهاد الإسلامي وحماس على خلفية حوادث متفرقة للأجهزة الأمنية التابعة للأخيرة وقعت في القطاع.

وقالت المصادر quot;إن حالة من التذمر الواسع تنتاب قيادات الجهاد الإسلامي، وان أحد قيادات الحركة وصف الأمور بأن quot;قيادات من حماس يشكلون عصابات داخل الشرطة للتعرض للمواطنينquot; وخصوصًا كل من يناهض حماس أو يعارضها سياسيًّا وغيره.

ولفت إلى quot; أن الحوادث الأخيرة التي تعرض لها عناصر الجهاد، تدلّل على أن الأجهزة الأمنية تعمل بأوامر من قيادات حماس، ومن دون أدني تحمل للمسؤولية من قبل حكومة غزة لمنع تلك الحوادث التي كان آخرها اقتحام لمقر حركة الجهاد في خان يونس والعبث في محتوياته وتكسير كل ما بداخله من أجهزة.
وأعربت المصادر عن استيائها جراء التعامل مع الشكوى المقدمة أثناء التوجه لمراكز الشرطة وقال القيادي :quot; ما يدور على الأرض يشكل حالة من الغرابة وحين تتوجه إلى مراكز الشرطة للشكوى لا يتم اتخاذ أي إجراء بحقهم ويتم طوي ملف الشكوى دون الأخذ في الاعتبار بأنهم شرطة لحماية الناس وليس لحماية أبناء حماس فقط.
وذكرت المصادر أن التوتر بدأ منذ نحو أسابيع حين أصيب اثنين من عناصر حماس بإصابات طفيفة إثر مشادة مع أحد عناصر سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد الإسلامي في منطقة الصبرة جنوب مدينة غزة، وتلتها حوادث متعددة في مناطق مختلفة من قطاع غزة من شأنها أن تصعّد حدّة التوتر من جديد .