قتل اربعة إسرائيليين برصاص فلسطيني قرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية،وذلك بالتزامن مع استئناف مباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية، حيث التقى الرئيس محمود عباس الذي وصل الىواشنطن اليوم هيلاري كلينتون تمهيداًلانطلاق المباحثات المباشرة يوم الخميس المقبل.
رام الله: أعلنت الشرطة الإسرائيلية ان اربعة اسرائيليين قتلوا مساء الثلاثاء في quot;هجوم ارهابيquot; وقع قرب مستوطنة كريات اربع في منطقة الخليل في الضفة الغربية المحتلة. ويأتي هذا الهجوم قبل يومين من استئناف المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في واشنطن.
وافاد مصدر طبي ان القتلى هم رجلان وامرأتان. واوضح المتحدث باسم الشرطة ان السيارة التي كانت تقلهم تعرضت لإطلاق نار بين كريات اربع وقرية بني نعيم الفلسطينية قرب الخليل. وقال المتحدث quot;انه هجوم ارهابيquot;.
ويستخدم المستوطنون عادة هذه الطريق التي تعبر منطقة تشهد الكثير من التوتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
الى ذلك، دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء من واشنطن عملية الخليل التي ادت الى مقتل اربعة مستوطنين اسرائيليين في الضفة الغربية معتبرا انها تهدف الى quot;التشويش على العملية السياسيةquot;
ومن جانبها، باركت حركة حماسالهجوم،واعلن سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس في بيان صحافي ان الحركة quot;تبارك عملية الخليلquot;. وجاء في البيان ان حركة حماس quot;تبارك عملية الخليل وتعتبرها رد فعل طبيعيا على جرائم الاحتلال ودليلا على فشل مسلسل التعاون الامني بين سلطة فتح والاحتلال في اجهاض مشروع المقاومةquot;.
وبعد مباركة حماس، اعلنت كتائب عز الدين القسام وهي الجناح المسلح لحركة حماس quot;المسؤولية الكاملةquot; عن الهجوم. وقالت في بيان إن quot;كتائب القسام تعلن مسؤوليتها الكاملة عن عملية الخليل البطوليةquot;. واكد البيان ان quot;عملية الخليل البطولية هي حلقة ضمن سلسة عمليات سابقة ولاحقة باذن الله للرد على جرائم الاحتلالquot;.
الا ان السلطة الوطنية ادانت عملية اطلاق النار واعتبرها متناقضة مع المصالح الفلسطينية وتستهدف نجاح العملية السلمية. واعتبر رئيس الوزراء سلام فياض أن العملية التي وقعت وتوقيتها يستهدفان الجهود التي تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية لحشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني ازاء متطلبات نجاح العملية السياسية وقدرتها على انهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبناquot;.
واكد فياض في بيان ان العملية quot;تتناقض مع المصالح الوطنية الفلسطينية والرؤية الاستراتيجية التي تتبناها السلطة الوطنية والتي تجمع بين النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية على الصعيدين الاقليمي والدولي من جهة، واستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية وتعزيز المقاومة الشعبية السلمية للاحتلال، من جهة أخرى، تحقيقا لهدف إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود العام 1967quot;.
واضاف رئيس الوزراء الفلسطيني quot;ندين هذه العملية، التي تتعارض مع المصالح الفلسطينية، ومع الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لحشد الدعم الدولي لحقوق شعبنا الوطنية وحماية مصالحه وكذلك مع الالتزامات التي أخذتها على عاتقهاquot;. ودعا رئيس الوزراء كافة المواطنين الى اليقظة ونبذ العنف وحماية مسار المقاومة الشعبية السلمية ضد الاستيطان وممارسات الاحتلال.
كما أشار إلى أنه ورغم وقوع العملية في المناطق التي تقع خارج المسؤولية الأمنية الفلسطينية، إلا أن السلطة الوطنية ستواصل اتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه الأحداث.
وشدد فياض فى الوقت نفسه على ضرورة استجابة اسرائيل لمطالب السلطة الوطنية بتمكينها من تولي الصلاحيات الأمنية في كافة المناطق. وحذر من مغبة الانجرار الى دوامة العنف التي أكدت التجربة أنها تضر بالمصالح الوطنية.واضاف quot;شعبنا يدرك وبتجربته الملموسة ما الذي يخدم أهدافه ومصالحه الوطنية العليا. ولهذا فهو موحد في الالتفاف حول نهج الخلاص من الاحتلال ومعاناته القائم على نبذ العنف بكافة أشكالهquot;.
وختم قائلا quot;هذا هو طريق الخلاص وليس الاستمرار في اسغلال معاناة الشعب الفلسطيني في خدمة أجندات فئوية واقليمية تتعارض مع المصالح العليا لشعبنا، وتحت شعارات فارغة المضمونquot;.
وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو اعلن الثلاثاء ردا على عملية اطلاق نار ان الترهيب لن يقرر حدود اسرائيل.
وقال افراد من طاقمه الثلاثاء ان نتانياهو الذي سيلتقي وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في وقت لاحق قبل المفاوضات المباشرة الاولى بين الاسرائيليين والفلسطينيين سيشدد على مدى اهمية quot;الاجراءات الامنية الفعليةquot; بالنسبة الى الدولة العبرية.
واضاف المصدر للصحافيين المرافقين لنتانياهو الى واشنطن ان quot;لا تسوية ممكنة حول ذلك. وهو سيقول لها ان الترهيب لن يقرر حدود اسرائيل او مستقبلهاquot;.
هذا واعتبرت الولايات المتحدة الثلاثاء ان quot;من الواقعيquot; التوصل خلال عام الى نجاح عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين امر quot;واقعيquot; معتبرة ان هناك quot;كوةquot; لحل يقوم على دولتين، وذلك قبل استئناف المفاوضات المباشرة في واشنطن.
وقال الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل للصحافيين في البيت الابيض quot;نعتقد انه امر واقعيquot;. واضاف quot;نعتقد انه بالامكان تحقيق هذا الامرquot;.
واقر ميتشل الذي كان يتحدث قبل استئناف مفاوضات السلام المباشرة الخميس بين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، ان هذا التفاؤل لا يتقاسمه الجميع.
واضاف quot;نقر ان هناك الكثير من الناس، بعضهم حكماء، لهم رأي مخالف كما ان هناك اناس ايضا يقولون بكل وضوح ان هذا الامر غير ممكن وانه لا يجوز حتى تجربته من قبل الطرفينquot;.
وقال ايضا quot;لكن برأيي، المهم في نهاية المطاف هو ما يكون الافضل للاسرائيليين والفلسطينيينquot;.
واضاف quot;اعتقد انه يمكن الدفاع عن الفكرة بوضوح وبقوة (...) ان حلا سلميا يضع حدا لهذا النزاع ولكل المطالبات ويخلق دولة فلسطينية قابلة للحياة (...) تعيش بسلام الى جانب اسرائيل هو في مصلحتهمquot;.
واوضح ان quot;البديل لهذا الحل هو امكانية استمرار نزاع في المستقبل بدون نهاية واكثر تعقيداquot;.
من جهة اخرى، التقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بعيد ظهر الثلاثاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي كان وصل في وقت سابق الى العاصمة الاميركية تمهيدا لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين الخميس.
وجرى اللقاء في الفندق الذي يقيم فيه عباس. وتصافح عباس مع كلينتون امام عدسات المصورين قبل بدء اللقاء بحضور الموفد الاميركي لشؤون الشرق الاوسط جورج ميتشل ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان.
وتلتقي كلينتون لاحقا وزيري خارجية مصر احمد ابو الغيط والاردن ناصر جودة ثم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو. وكانت المفاوضات المباشرة توقفت في نهاية العام 2008 اثر بدء الهجوم الاسرائيلي الواسع على قطاع غزة.
وقالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية quot;انا قلقة لان قرار المشاركة في مفاوضات واشنطن اتخذ بعيدا عن رغبات الرأي العام الفلسطينيquot;. وتابعت عشراوي التي شاركت في السابق في المفاوضات مع اسرائيل quot;انها الفرصة الاخيرة ولن تكون هناك قيادة فلسطينية اكثر ليونة من القيادة الحاليةquot;.
وعلى غرار عدد آخر من قادة منظمة التحرير لم تشارك عشراوي في اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة الذي وافق على دعوة الادارة الاميركية للمشاركة في المفاوضات المباشرة مع اسرائيل في واشنطن في الثاني من ايلول/سبتمبر.
واضافت عشراوي quot;بما ان الفلسطينيين هم الطرف الاضعف فسيحملون مسؤولية اي فشل محتمل لمفاوضات واشنطن على غرار ما حصل اثر فشل محادثات كامب ديفيد الثانيةquot; في تموز/يوليو 2000.
وكان الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون دعا الى هذه المفاوضات بين رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي تلقى وعدا من كلينتون بان اي طرف لن يحمل مسؤولية اي فشل محتمل لتلك المفاوضات. الا ان هذا الوعد لم يتم الالتزام به وحمل الطرف الفلسطيني مسؤولية فشل محادثات كامب ديفيد.
ويتذكر الملياردير الفلسطيني منيب المصري تلك الفترة ويقول quot;قلت لعرفات +اذهب وفي حال شعرت ان هناك فخا عد ادراجك+quot;. واطلق المصري في الفترة الاخيرة حركة سياسية وشارك في مؤتمر مناهض للمفاوضات الجديدة مع الاسرائيليين.
ويتابع المصري quot;لن اكرر الدعوة لعباس بالتوجه الى واشنطن. فقد تلقينا الضربة مرتين، مرة في اوسلو (1993) ومرة في كامب ديفيد وهذا يكفيquot;. ويقول قدورة فارس الوزير السابق واحد المسؤولين الشبان في حركة فتح quot;ان القيادة الفلسطينية باتت رهينة عملية السلام، ولا بد لها ان تحاول ولو مرة ان تقول لا لكي يفهم العالمquot; حقوق الفلسطينيين، مضيفا quot;نحن نضيع الوقت ونفقد المصداقية ودعم السكانquot;.
وتابع فارس quot;مرة يقولون لنا اذهبوا الى المفاوضات لان هناك رئيس حكومة جديدا في اسرائيل، ومرة لان الرئيس الاميركي يريد ان يدخل التاريخ خلال ولايته الثانية. والان يقدمون لنا باراك اوباما على انه النبي الجديد بعد خطابه في القاهرة الموجه الى العالمين العربي والاسلاميquot;.
ويشكك النائب السابق حسام خضر احد قادة فتح الشبان في قدرة هذه المفاوضات على تحقيق نتائج لان الفلسطينيين غير قادرين على ممارسة ضغوط على اسرائيل quot;بعد ان دمر قادة فتح وحماس الوحدة الفلسطينية واوقفوا العمل المسلحquot;.
وتابع خضر quot;علينا ان نكون جاهزين للعودة الى الانتفاضةquot; في اشارة الى الانتفاضتين الاولى والثانية عامي 1987 و2000. ولا يبتعد المستشار السابق لكلينتون خلال فترة كامب ديفيد روبرت مالي كثيرا عن التوصيف غير المتفائل لمفاوضات واشنطن.
وقال مالي الذي يترأس حاليا برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجموعة الازمات الدولية quot;بالنسبة إلى حركة التحرر الوطني الفلسطيني الخيار كان بين التوجه الى مفاوضات لا تحظى بثقة وبين اللاشيءquot;. وتابع مالي quot;ان الرئيس عباس يتوجه الى مفاوضات وهو غير واثق من قدرته على تمثيل مجمل الشعب الفلسطيني. عرفات على الاقل كان يمثل توافقا فلسطينيا عند موافقته على الذهاب الى كامب ديفيدquot;.
الا ان مالي يرى بالمقابل ان الادارة الاميركية الحالية تجد نفسها اليوم في موقع افضل من الادارات السابقة quot;لانها ستستفيد من تجربة المفاوضات السابقةquot; لتجنب الفشل. وختم مالي قائلا quot;ان ما هو مقبول وما هو غير مقبول لدى الطرفين بات واضحا والطريق ممهدةquot; لمفاوضات واشنطن.
التعليقات