نواكشوط: قال المفكر الإسلامي محمد المختار الشنقطي إن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي quot;سيشكل تحديا جديا في الأمد المنظورquot;، مضيفا أن هذا quot;لن ينحسر بشكل كامل قبل وجود تحول عميق في البنية السياسيةquot; داخل دول المنطقة quot;واتجاهها وجهة ديمقراطية حقيقيةquot;.

وقال الشنقيطي في مقابلة مع جريدة البلاد الجزائرية quot;إن الحرية السياسية هي التي تمتص العنف السياسي، أما السلاح فيغذيه ويمده بمدد جديد كل يوم جديدquot;.

وأضاف الشنقيطي أن تحركات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وإصداراته تشير إلى quot;اكتسابه عددا كبيرا من الشباب الموريتانيين، وشبابا من دول إفريقية مجاورةquot;، معتبرا أن quot;الصحراء الكبرى مجال حيوي مثالي لنمو هذا النمط من التنظيمات، وهشاشة دولها ndash;موريتانيا ومالي والنيجر خصوصا- معين لهذا التنظيمquot;.

ورأى الشنقيطي أن quot;موريتانيا هي الحلقة الضعيفة أمام نمو القاعدة في المغرب العربي، ولا يمكن أن تواجه هذه الظاهرة بمفردهاquot;، خصوصا وأنها quot;دولة فسيحة الأرجاء هشة البناءquot;، مضيفا أنه quot;من الطبيعي أن تكون بينها وبين الجزائر علاقات تعاون في هذا المجالquot;.

ودعا الشنقيطي إلى اعتماد أسلوب مواجهة مع القاعدة يجمع quot;المواجهة الفكرية والقانونية والعسكرية والأمنية، بطريقة منطقية محدودة تراعي موازين الربح والخسارة.. لكن ذلك لا يعني خوض حرب شاملة نيابة عن الفرنسيين أو الأميركيينquot;، مضيفا أن الحرب الشاملة مع القاعدة quot;لا نملك وسائلها ولا تحتمها مصالحناquot;.

وعن الأوضاع السياسية في داخل موريتانيا رأى الشنقيطي أن quot;موريتانيا لا تتجه الآن وجهة ديمقراطيةquot;، مشيرا إلى صعوبة التخلص من التركة quot;الثقيلة من الاستبداد والفسادquot; التي تركها نظام ولد الطائع، مضيفا أن الرئيس الموريتاني الحالي ولد عبد العزيز quot;يركز على محاربة الفساد، وهذا أمر يستحق الإشادة، لكن الاستبداد العسكري باق كما هوquot;.

وأشار الشنقيطي إلى فروق بين النظامين، منها أن نظام ولد عبد العزيز quot;ليس استبدادا قمعيا على شاكلة الماضي، لكنه حكم عسكري بثوب مدنيquot;، مضيفا أن quot;المستبد الذي يحمل مشروعا خير من المستبد الذي لا طموح له غير حماية عرشه، والاستبداد من غير فساد خير من اجتماع السوأتينquot;.

وأضاف أنه quot;يمكن القول إجمالا إن حلم التطور السياسي في بناء السلطة الذي حلمنا به غداة سقوط ولد الطايع عام 2005 تم وأده في مهده، وإن كانت هناك بعض الإنجازات على مستوى أداء السلطة نتفاءل بها خيراquot;.

وعن رؤيته لدور الحركة الإسلامية الموريتانية في الإصلاح السياسي قال الشنقيطي إن quot;الحركة الإسلامية في موريتانيا أصبحت تيارا واسعا، ولم تعد مجرد تنظيم في أطر مغلقةquot;، مؤكدا مساهمتها quot;في الإجابة على العديد من التحديات المجتمعيةquot;، حيث توفر quot;أرضية للتلاحم بين العرب والأفارقة، في بلدنا ذي الهوية الحدودية جغرافيا وعرقيا وثقافياquot;.

ورأى أنه في quot;مجال الإصلاح السياسي لعب هذا التيار دورا محوريا في الإطاحة بحكم ولد الطايع القمعيquot;، مشيرا إلى أنه quot;لم تتضح بعد طبيعة العلاقة التي ستربط هذا التيار السياسي بالحاكم العسكري الجديد للرئيس محمد ولد عبد العزيز، لكن كل المؤشرات تشير إلى علاقة إيجابية يعرف كل من طرفيها حدود تأثيره على الطرف الثاني، ويحرص كلاهما على التعاون الضمني دون تحالف صريح حتى الآنquot;.