دعت منظمات المجتمع المدني في العراق الى نقل مقرّ البرلمان خارج المنطقة الخضراء.

بغداد: بمناسبة مرور ستة اشهر على الإنتخابات البرلمانية وفشل الكتل الفائزة فيها في تشكيل حكومة جديدة، مع تعدد الخروقات الدستورية في عدم اختيار رئيس دائم لمجلس النواب واطالة فترة الجلسة الأولى المفتوحة، فقد دعت مجموعة من منظمات المجتمع المدني في كافة محافظات العراق الى القيام بمظاهرات احتجاج واعتصام أزاء حالة الشلل السياسي والدستوري التي يمر بها العراق حاليا

وبالرغم من حصول الجهة المنظمة على ترخيص من وزارة الداخلية، الا ان المتظاهرين فوجئوا بمنع عدد كبير منهم من دخول مبنى البرلمان مما اضطرهم الى التجمع قرب الباب الخارجي

المجموعة الأولى من المتظاهرين والتي استطاعت الدخول الى حديقة البرلمان عقدت هناك اجتماعا حضره بعض النواب المتواجدين، وكان اول من حضر منهم النائب عن الكتلة الكردستانية محمود عثمان، الذي أعلن تاييده وترحيبه بهذه المبادرة واصفا النواب الجدد quot;بانهم اصبحوا موظفين في كتلهم، وهي التي تقرر متى يحضرون او لايحضرون للبرلمانquot; كما أعلن عن الاسف quot;لتعطل دور البرلمان حاليا وعدم وجوده بشكل فاعلquot;، على حد تعبيره

وقال عثمان إن quot;رأي الكتلة الكردستانية كان ينصب على تكليف الكتلة العراقية باعتبارها صاحبة أعلى الاصواتquot;، وفي حالة فشلها يتم تكليف الكتلة التالية في عدد الأصوات، متهما تشكيل التحالف الوطني بأنه quot;أوقع العملية السياسية في ورطة لم نخرج منها لحد الأنquot;، واعتبر ما يجري الآن من quot;محاولات لتشكيل الحكومة خارج العراق أمرا معيباquot;، في إشارة صريحة الى سفر نائب الرئيس طارق الهاشمي وزعيم الائتلاف الوطني عمار الحكيم الى قطر مؤخرا

من جهة أخرى، حضر الى مكان تجمع المتظاهرين النائب عن التيار الصدري أمير الكناني، الذي اعلن احتجاجه على عدم السماح لبقية المتظاهرين بدخول مبنى البرلمان، مؤكدا ان هناك نية للعمل على نقل مقر البرلمان الى خارج المنطقة الخضراء من اجل تسهيل اللقاء بين أبناء الشعب ونوابهم بعيدا عن الأجراءات الأمنية المعمول بها حالياquot;. كما أعرب عن تأييده للمبادرات التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني مطالبا بأن يكون لهذه المبادرات quot;حق الدخول الى داخل مبنى مجلس النوابquot;، مشيرا الى ان منع المتظاهرين يعتبر quot;مخالفة دستوريةquot; وأن واجب السلطة هو حمايتهم وليس منعهم

نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي كان آخر الحاضرين والذي اعلن عن ترحيبه بهذه المبادرة بخاصة وانها اختارت اللون البنفسجي للوشاح الذي ارتداه المتظاهرون ولكونه يمثل نفس اللون الذي يرمز الى quot;الأصبع البنفسجيquot;، مبينا أن طريقة quot;الاحتجاج والتظاهر السلمي الأفضل في التعبيرquot;، معتبرا نفسه quot;جزء من هذه التظاهرة ومن المشجعين على استمرارها باعتبارها مبادرات ديمقراطية صحيحة ومهمةquot;، على حد وصفه

وكان عدد من القائمين على تنظيم هذه التظاهرات والأعتصامات قد تحدثوا مع النواب الحاضرين معلنين عن تأكيدهم على ايمانهم بالديمقراطية وحقوقهم في اعلان رأيهم بما يجري البلد، حيث اشار احد الأعضاء المنظمين للمبادرة علي العنبوري الى ان quot;منع هذه التظاهرات يشكل خرقا للدستور يضاف الى الخروقات الأخرىquot;، مطالبا في الوقت نفسه بأن quot;يقف النواب مع الشعب الذي انتخبهمquot;. واعلنت الناشطة بخشان زنكنة عن quot;اهمية قيام أعضاء مجلس النواب بدور ايجابي في الضغط من اجل تشكيل الحكومة وانهاء الأزمة الحاليةquot;، التي عطلت كل مؤسسات البلد الأمنية والأقتصادية والخدمية

المكتب التنفيذي للأتحاد العام لنقابات العمال وزع بيانا خلال التظاهرات اعلن فيه عن quot;قلق وسخطquot; عمال العراق ازاء عجز الكتل والكيانات السياسية الفائزة بالأنتخابات رغم مرور هذه المدة الطويلة على موعد أجراء الأنتخابات وما quot;اقترف من خروقات دستوريةquot;، محملا القوى والكتل السياسية quot;مسؤولية الشلل السياسيquot; الحالي، داعيا إياها إلى العمل على quot;انقاذ البلد من التخبط غير المجدي واحترام أرادة الإنسانquot; العراقي