توجه مسؤولون إسرائيليون إلى الإتحاد الأوروبي وطالبوا بتنفيذ القرار القاضي بتطوير العلاقات مع تل أبيب.

تل أبيب: بعد الحديث عن عدم التوصل إلى إتفاق على موعد زيارة خمسة وزراء خارجية أوروبيين لإسرائيل والضفة الغربية، توجه مسؤولون في الخارجية الإسرائيلية إلى أوروبا للمطالبة بتنفيذ قرار تطوير العلاقات الثنائية مع تل أبيب.

وقالت صحيفة quot;هآرتسquot; إنّ إسرائيل رفضت إقتراحاً بزيارة الوزراء الخمسة الخميس، وذلك لتجنب ضغوط أوروبية من اجل تمديد تجميد البناء في المستوطنات الى ما بعد 26 ايلول/ سبتمبر، موعد انتهاء المهلة المحددة سابقا.

غير أن الناطق بلسان وزارة الخارجية ييغال بالمور أكد أن الرفض الاسرائيلي اتى بسبب الجدول الزمني فقط، لافتا الى انّ الوزراء الاوروبيين كانوا ينوون لقاء مسؤولين اسرائيليين صباح الجمعة قبيل الاحتفال بعيد الغفران حيث تشل الحياة بالكامل في اسرائيل ويغلق المطار الدولي، موضحا انّ كلّ من زار اسرائيل يعلم انه يستحيل تنظيم لقاءات في هذا اليوم. وتابع انّه تم اقتراح مواعيد بديلة، في جميع الاحوال اسرائيل سيسعدها استقبال الوزراء الاوروبيين، على حد قوله.

وبحسب الصحيفة، كان من المفترض ان يضم الوفد وزراء خارجية فرنسا واسبانيا وبريطانيا وايطاليا والمانيا.وكانت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون تعرضت للانتقادات، خصوصا من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، بسبب غيابها في 2 ايلول/ سبتمبر عن انطلاقة المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية في واشنطن.

يشار الى انّ الاتحاد الاوروبي كان قد اتخذ قرارا في نيسان/ ابريل بتجميد قرار سابق له بوقف تطوير العلاقات مع اسرائيل بسبب تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بضرورة اعادة النظر في ما يُسمى بالعملية السلمية مع الفلسطينيين، وعلى ضوء الجمود الذي ميّز المفاوضات بين اسرائيل والسلطة في رام الله.

ولفتت الصحيفة الى انّ الاوروبيين زعموا انّ قرار تحسين العلاقات وتطويرها مع اسرائيل اتخذ في اعقاب لقاء انابوليس عام 2007، وزادوا انّ تجدد العملية السلمية سيفتح الطريق مرة اخرى لتنفيذ القرار، وبناء على ذلك، قالت الصحيفة إنّه بعد القمة في واشنطن بين نتانياهو ورئيس السلطة، محمود عبّاس، قررت وزارة الخارجية الاسرائيلية التوجه برسائل رسمية الى جميع الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، 27 دولة، ولوزيرة خارجية الاتحاد اشتون وطلبت منهم تنفيذ اتفاق تطوير العلاقات مع اسرائيل.

بالاضافة الى ذلك، وجهّت الوزارة رسائل وتعليمات الى جميع سفارات تل ابيب في الاتحاد الاوروبي للعمل على اقناع الاوروبيين باخراج القرار الى حيّز التنفيذ، وبحسب الرسالة فانّ جميع ممثلي اسرائيل مطالبون بالاجتماع مع كبار صنّاع القرار في دول الاتحاد الاوروبي وعرض وجهة النظر الاسرائيلية: تطوير العلاقات مقابل ما يُسمى بانطلاق العملية السلمية مع الفلسطينيين، وانّ تجدد المفاوضات خلق جو مناسب لحث اوروبا على تنفيذ قرارها المذكور، كما زعمت الخارجية الاسرائيلية انّ الاتحاد ملزم بتحسين علاقاته مع الدولة العبرية لانّه قام بعدة خطوات ايجابية تجاه السلطة الفلسطينية، وتحديدا قرار اسبانيا وفرنسا رفع درجة التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني في عاصمتيهما.

وتابعت المصادر الرسمية في تل ابيب قائلة انّه يوم الجمعة القادم سيجتمع وزراء الخارجية لدول الاتحاد حيث سيقوم وزير الخارجية الاسباني، ميغائيل موراتينوس، بتقديم مشروع قرار بموجبه يتم تحسين وتطوير العلاقات مع اسرائيل، بسبب التقدم في العملية السلمية، على حد تعبيرها.

جدير بالذكر انّ الاتحاد الاوروبي كان قد اتخذ القرار بتطوير العلاقات مع الدولة العبرية في شهر كانون الاول (ديسمبر) من العام 2008، على الرغم من الضغوط التي مارستها مصر والسلطة الفلسطينية، كما قالت المصادر الاسرائيلية الرسمية.