دمشق: استبعد محلل سياسي سوري أن يكون بجعبة المبعوث الرئاسي الفرنسي لعملية السلام جان كلود كوسران أي جديد ومهم لسوريا وإسرائيل فيما يتعلق بالسلام بين البلدين، معتبراً أن فرنسا لا تستطيع القيام بأي دور في المرحلة الراهنة سوى إبقاء الحديث عن التسوية وعملية السلام quot;مفتوحاً ومتداولاًquot;، على حد تقديره.

وكان الموفد الرئاسي الفرنسي كوسران بدأ اليوم الاثنين زيارة رسمية لدمشق التقى في مستهلها الرئيس السوري بشار الأسد لمتابعة ملف السلام وبحث سبل إطلاق المفاوضات من جديد على المسار السوري الإسرائيلي.

وقال الكاتب والمحلل السياسي السوري فايز سارة في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن الفرنسيين quot;ليسوا بعيدين عن المنطقة ومشاكلها وعن الصراع العربي ـ الإسرائيلي وعن الجهود المبذولة في عملية التسوية، فقد رافقوا ذلك كله من البدايات، وتدخلوا في كثير من المراحل وتابعوا كثيراً من التفاصيلquot;.

وأضاف quot;لا أعتقد أن عندهم جديد ومهم يحمله كوسران، خاصة وأن الطرف الإسرائيلي لا يتبنى خطاً باتجاه التسوية مع السوريين، ولا حتى مع الفلسطينيين، وهذا يعني أن فرنسا لا تستطيع القيام بأي دور في المرحلة الراهنة سوى إبقاء الحديث عن التسوية وعملية السلام مفتوحاً ومتداولاًquot; على حد تعبيره.

وكانت فرنسا نفت أن يكون كوسران وسيطاُ بين سورية وإسرائيل، وحددت مهامه بأنه سيقوم بفهم أسباب انسداد طريق السلام بين البلدين، والعوائق التي تمنع استئناف المحادثات غير المباشرة، ومن ثم إعداد مشروع ومقترحات يمكن أن تساعد في استئناف المحادثات التي توقفت منذ أكثر من عام ونصف.

وحول الغايات الفرنسية من وراء خوض مهمة غير مضمونة النتائج، قال سارة quot;إن المكسب الفرنسي من هذه المهمة الصعبة والمعقدة، هو بقاء فرنسا في صورة الشرق الأوسط وقضاياه، وهو ما تصرّ على بقائه الإدارة الساركوزية على نحو ما درجت عليه كل الإدارات الفرنسية السابقة، وهو بقاء فرنسا وحضورها في فضاء الشرق الأوسط ولاسيما في موضوعه الرئيس ممثلاً بالصراع العربي ـ الإسرائيليquot;.

وتابع quot;بحدود هذا الهدف الفرنسي، يمكن رؤية التحرك الفرنسي في المنطقة والذي تمثل زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي لعملية السلام بين سورية وإسرائيل جان كلود كوسران للمنطقة، وباعتباره واحداً من فصول التحرك الفرنسي المتلاحقةquot; وفق قوله.

وكانت فرنسا حاولت في وقت سابق عرض نفسها كوسيط للمفاوضات غير المباشرة أو المباشرة، وكراعٍ محتمل للسلام بين سورية وإسرائيل، إلا أن سورية شددت على أهمية الوسيط التركي، وأشارت إلى أن فرنسا لن تكون وسيطاً ولا راعياً لأي مفاوضات على المدى المنظور، وبالمقابل دعتها إلى دعم الدور التركي وإقناع إسرائيل بالالتزام بالوساطة التركية.

ويرى بعض المراقبين أن باريس تطمح لأن يكون لها دورا محوريا في الشرق الأوسط، وهي التي سعت خلال العامين الماضيين للعب دور في عدد من ملفات المنطقة، في إيجاد حل للأزمة اللبنانية، وتفعيل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإطلاق الاتحاد المتوسطي وغيرها.

ويرى السوريون أن quot;تعصبquot; حكومة نتنياهو ورفضها إعادة الجولان لسورية، وإصرارها على الاستمرار في توسيع المستوطنات وضم القدس ورفض حق العودة، يجعل أي تسوية لا معنى لها، كما يجعل المهمة الفرنسية صعبة، ويتعذر بالتالي على السياسة الفرنسية تحقيق أي خطوة إيجابية في هذا المجال.