فيما يستعد الحريري للقيام بزيارة عمل إلى سوريا لإستعراض الإتفاقات الموقّعة بين الجانبين، تشهد بيروت في التاسع عشر من الشهر الجاري، أول إحتفال من نوعه منذ نيل لبنان الإستقلال، حيث دعت السفارة السوريةالفعاليات اللبنانيّة لحضور عيدها الوطني الرابع والستين.
بيروت: فيما يستعد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري للقيام بزيارة العمل الاولى لدمشق على رأس وفد وزاري كبير يجري خلالها استعراض الاتفاقيات الموقعة بين لبنان وسوريا في اطار معاهدة الاخوة والتنسيق المبرمة في العام 1999 كما تم التفاهم على ذلك خلال زيارته السابقة الى دمشق حين حل ضيفًا على الرئيس السوري بشار الأسد، تحقق العلاقات اللبنانية السورية، الرسمية منها والشعبية، مزيدًا من الانفتاح والتطبيع لعلها تطوي مرحلة التدهور الذي اصابها لسنوات بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري .
وفي هذا الاطار تشهد العاصمة اللبنانية بيروت في التاسع عشر من الشهر الجاري أول احتفال تدعو إليه سفارة الجمهورية العربية السورية بعد اقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بمناسبة عيد الجلاء الرابع والستين الذي هو العيد الوطني لسوريا . ويعتبر هذا الاحتفال السوري، الذي يحط رحاله في مجمع quot;البيالquot; وسط بيروت، الاول من نوعه في لبنان منذ نيله الاستقلال، ومن المتوقع ان يشهد حضورًا كثيفًا لم تعرفه مثل هذه الاحتفالات من قبل يتقدمه ممثلون رفيعو المستوى عن الرؤساء الثلاثة ، فيما يتردد ان رئيس البرلمان نبيه بري سيحضر شخصيًّا للمشاركة في قطع قالب الحلوى الخاص بالحفل على غرار ما فعله اكثر من مرة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للجمهورية الاسلامية الايرانية .
هذا وحرص السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم على توجيه الدعوات الى مختلف القيادات والشخصيات السياسية والدينية التي ابلغ العديد منها مكتب السفير تأكيده حضور الحفل، تعبيرًا عن السعادة بعودة العلاقات اللبنانية السورية الى طبيعتها وتقديرًا للدور الذي قام ويقوم به السفير علي عبد الكريم لتعزيز هذه العلاقة والتقرب من اللبنانيين بكافة انتماءاتهم. ويشار في هذا الصدد الى انه سبق للسفارة اللبنانية في دمشق ان احتفلت ndash; للمرة الأولى أيضًا - بذكرى الاستقلال في الثاني والعشرين من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي . وقد اقام السفير اللبناني ميشال خوري حفلاً كبيرًا في دارته الفسيحة تقدم حضورها وزير السياحة السوري الدكتور سعد الله آغا القلعة ونائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد الذي القى كلمة باسم الحكومة السورية .
وفي مؤشر ثانٍ على ما احرزته العلاقات بين البلدين من تطور يقام في وسط بيروت ابتدء من الرابع من الشهر معرض تحت عنوان quot;صنع في سورياquot; تقدم فيه منتجات سورية متنوعة من ملابس وادوات كهربائية ومصنوعات شرقية ومأكولات وحلويات، ويلقى رواجًا من جانب الزوار والتجار اللبنانيين الذين اعتادوا على تفقد هذا المعرض منذ اطلالته كل عام بدءاً من العام 2002 وحتى العام 2005 حيث غاب عن لبنان بعد اغتيال الرئيس الحريري واستمر كذلك سنوات قبل ان يعاود فتح ابوابه أخيراً في مركز المعارض القريب من فندق فينيسيا .
هذا وينصرف الوزراء في حكومة الحريري الى المراجعة الأخيرة للاتفاقيات المعقودة بين وزاراتهم والجانب السوري لابداء الملاحظات حولها وتقديم اقتراحاتهم بشأنها، حيث من المتوقع ان يخصص مجلس الوزراء جلسة للبحث في قضية الاتفاقيات هذه على ان يتم بعدها تحديد موعد نهائي لزيارة الحريري الى دمشق. وذكرت المعلومات الصحفية اليوم ان مدراء عامين سيتوجهون الى دمشق للتحضير لهذه الزيارة التي كانت quot;إيلافquot; أول من كشف عدم صحة ما اعلن عن تاريخها (13 و 14 أبريل/نيسان الجاري) وفقًا لما ذكره وزير الاعلام طارق متري خلال حوار تلفزيوني اجري معه قبل منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء الماضي . كذلك اشارت المعلومات ان الدراسات الاولية للاتفاقيات اللبنانية السورية اظهرت ان غالبيتها لصالح الجانب اللبناني كما سبق ان اكد ذلك رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في حديث تلفزيوني بقوله ان بين 60 و 70 في المئة من هذه الاتفاقيات يستفيد منها لبنان اكثر مما تستفيد منها سوريا .
التعليقات