الشرطة تحرس مبنى الشركة حيث يعمل الجزائريون

يدرس ستة جزائريين مقاضاة الشرطة البريطانية بعدما اتهموا بالإرهاب وافرج عنهم دون تهمة.

لندن: قد يقاضي ستة جزائريين، اعتقلوا مؤخرا بتهمة التخطيط للاعتداء علي بابا الفاتيكان بنيديكتوس السادس عشر، الشرطة البريطانية بعد الإفراج عنهم جميعا بدون توجيه اي تهم لهم.

وكان خمسة من الجزائريين الستة، وهم عمال نظافة، قد اعتقلوا تحت تهديد السلاح الناري في ساعة مبكرة يوم الجمعة الماضي وهم يتهيأون لبدء أعمالهم في شركة laquo;فيولياraquo; بقلب لندن. واعتقل السادس في مساء اليوم نفسه.

وقالت شرطة سكوتلانديارد إنها قامت بهذا الإجراء، بموجب laquo;قانون مكافحة الإرهاب 2000raquo;، بعد تلقيها معلومات تفيد أن هؤلاء يعدون خطة للاعتداء على بابا الفاتيكان خلال زيارة الدولة التي قام بها لبريطانيا على مدى أربعة أيام وانتهت الأحد.

وقال ناطق باسم سكوتلانديارد إن رجالها قاموا بتفتيش مبنى الشركة ومكتبين أخرين إضافة الى مساكن المتهمين في شمال لندن وشرقها، لكن التفتيش الأولي لم يسفر عن العثور على laquo;مواد خطرةraquo; من أسلحة أو متفجرات. وبعد التحقيق المتصل معهم أفرج عنهم ليلة السبت بدون توجيه تهمة الى أي منهم وبشكل غير مشروط.

ويعتقد أن الاعتقالات تمت بناء على بلاغ عامل نظافة آخر زميل لهم، زعم أنه سمعهم في مطعم الشركة وهم يتحدثون عن مخططهم للاعتداء على البابا فأخطر وحدة مكافحة الإرهاب بالأمر. وتبعا لصحيفة laquo;صنداي ميرورraquo; الصادرة الأحد laquo;يعتقد أيضا أن العامل الشاكي ربما أساء السمع أو أن الجزائريين كانوا يمزحون في ما بينهم لا أكثرraquo;.

وقد ورد أن العامل الشاكي قال لرجال وحدة مكافحة الإرهاب إنه سمع أحد الجزائريين وهو يقول لرفاقه: laquo;سيكون من الصعب إطلاق النار على البابا لأن سيارته مصفحة، أليس كذلكraquo;؟ ورد عليه الآخر بالقول: laquo;نعم لكن قنبلة يدوية صاروخية تتكفل بهذا الأمرraquo;.

وتبعا لتقرير صحافي على صحيفة laquo;ديلي ميلraquo; يوم الاثنين، فإن كبار رجال الشرطة ووحدة مكافحة الإرهاب يخشون الآن أن يرفع الجزائريون الستة دعوى قضائية على شرطة العاصمة بتهمة اعتقالهم واحتجازهم بشكل غير مشروع.

وإذا كان لخطة كهذه أن يكتب لها النجاح، فسيتعين على الجزائريين إثبات أن تحرك الشرطة ضدهم laquo;مبالغ فيه ولا يستند على معلومات صحيحةraquo;، وأن laquo;الأدلة ضدهم لم تصل الى عتبة الشك المعقول الذي يبرر اتهامهمraquo; بمخطط الاعتداء على البابا.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله: laquo;المعلومات الاستخبارية التي حصل عليها رجال سكوتلانديارد وصلت في وقت متأخر (من ليلة الخميس - الجمعة) وكانت أمام المحققين ساعات جد قليلة لاتخاذ قرار بما إن كانت تشكل تهديدا حقيقيا. وتبعا لشرطة العاصمة فإن الاعتقالات كانت مبررة وضرورية. لكن المحامين الصقور يتهيأون للانقضاض عليها في أي لحظة الآنraquo;.

وقالت مصادر أمنية أخرى في تصريحات نقلتها الأحد فضائية laquo;بي بي سي نيوزraquo; الإخبارية إنها لا تقبل الذهاب الى أن الجزائريين كانوا يمزحون في ما بينهم عن laquo;تفاصيل الاعتداء على الباباraquo;. وتبعا للصحيفة فقد قال أحد هذه المصادر: laquo;لا نلحق اي صدقية براوية الأحداث من هذه الزاوية. المعلومات الاستخبارية التي وردت الينا أفادت بأن الأمر في غاية الجدية وأن ثمة خطر حقيقي على الباباraquo;.

ويذكر أن بريطانيا شهدت إجراءات أمنية غير عادية لحماية البابا كلّفت دافع الضرائب ملايين الدولارات وعُبئ لها آلاف رجال الأمن. ونقلت laquo;بي بي سيraquo; عن مصدر رفيع المستوى في شرطة ساوث يوركشاير إن التكاليف الأمنية تقارب 5 ملايين دولار. ويذكر أيضا أن الزيارة عموما كلفت الخزينة البريطانية العامة قرابة 20 مليون دولار.