بيان ديوان أمير الكويت حول حالته الصحية قطع الطريق أمام أي شائعات أو تأويلات يمكن نسجها تأسيسا على إعتذار ديوانه عن لقاءات داخلية مبرمجة للأمير الكويتي بسبب خلوده للراحة من نوبة برد.


امير دولة الكويت

الكويت: خضع أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لمعاينة الفريق الطبي، الذي أجرى فحوصات طبية للأمير الكويت بعد ظهر أمس الأحد، في أعقاب تزايد آثار نزلة برد أصيب بها بسبب تقلبات الطقس في العاصمة الكويتية خلال اليومين الماضيين، إذ دلت نتائج الفحوص الطبية التي خضع لها الأمير الكويتي بأن نزلة البرد من النوع البسيط التي تستدعي الراحة لنحو يومين، وعدم إجهاد نفسه، وهو الأمر الذي دفع الديوان الأميري الى الإعتذار لشخصيات في الداخل الكويتي عن لقاءات مبرمجة لهم مع الأمير الكويتي الذي يحرص دائما على الإلتقاء المستمر بشخصيات كويتية، وعامة الناس، وهي مهمة يتولاها الديوان الأميري الذي حرص في ساعات المساء أمس على إصدار بيان رسمي حول خضوع الأمير للفحص الطبي.

ووفقا لمعلومات quot;إيلافquot; فإن الأمير الكويتي قد طلب من مسؤولي ديوانه إصدار بيان رسمي توضيحي للشعب الكويتي عبر وكالة الأنباء الرسمية المحلية (كونا) فور خضوعه للفحوصات الطبية الطبيعية التي أجراها، لطمأنة الشارع الكويتي، وإلتزاما بنهج سلكه أمراء الكويت، وإنتهجه الأمير الحالي بالشفافية، ومصارحة أبناء شعبه بأي عارض صحي يتعرضون له، إذ لا يتردد ديوان الأمير بإعلان الحالة الصحية للأمير الكويتي فور خضوعه لأي إجرا طبي في الداخل أو الخارج، وهو نهج الشفافية الذي إلتزمه الشيخ صباح الذي آل إليه مسند الإمارة قبل نحو خمس سنوات خلفا للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي توفي صبيحة يوم السادس عشر من كانون الثاني|يناير 2006.

تفاعل شعبي

وعمليا جاء بيان الديوان الأميري ليقطع الطريق أمام تأويلات من أي نوع حول غياب الأمير الكويتي للراحة خلال اليومين المقبلين طبقا لنصيحة الأطباء، وبعد أن أرجأ الديوان الأميري لقاءات مبرمجة للأمير الكويتي، وغاب عن تشييع جثمان رجل الأعمال الكويتي البارز خالد يوسف المرزوق، الذي توفي في العاصمة المصرية القاهرة مساء الجمعة، قبل أن يأمر الأمير الكويتي بأن يعود جثمانه الى الكويت على متن طائرة أميرية خاصة، طلب من الحكومة إرسالها لتكون تحت تصرف أسرة الفقيد.

وفور صدور بيان ديوان أمير الكويت فقد لوحظ بأن الصحف الكويتية قد أبرزت الخبر، كما بثت المواقع الإخبارية الإلكترونية، والمدونات آلاف التعليقات من أبناء الشعب الكويتي التي تضمنت إرسال أمنيات الشفاء وطول العمر، والثناء على أمير الكويت، إذ يعرفه أغلب الكويتيين كرجل مهام صعبة جدا ، إذ إعتاد أن يراقب بإبتسامته الشهيرة المشهد السياسي على رقعة إمارته الصغيرة، حيث كان لأكثر من خمسة عقود أحد أركان نهضتها وقيامتها الحديثة، واللاعب الأساسي في مهمات داخلية وخارجية كثيرة تجلت في أزمات الإقليم وفي مقدمتها الحروب العربية مع إسرائيل، ثم الحرب العراقية الإيرانية، قبل أن quot;يهندسquot; أزمة احتلال بلاده حين جند جميع حكومات العالم للتنديد بالإحتلال العراقي لها عامي 1990 و1991، والوقوف الى جانب قرار اعادة الشرعية إليها، إذ أمضى أشهر الإحتلال السبعة يغفو في طائرة ويستيقظ في مطار الى أن تحررت الكويت بالقوة العسكرية.


أدق التفاصيل

وغالبا ما يفاجئ الأمير الكويتي -الذي يهوى الصيد برا وبحرا داخل وخارج الكويت- وزراء ومسؤولين بأوجه تقصيرهم في أداء عملهم، ويستدعيهم بين الحين والآخر ليحدثهم عن أخطاء وتجاوزات داخل وزارتهم ومؤسساتهم، الأمر الذي يثير حيرة هؤلاء المسؤولين الذين يخرجون من لقاء الأمير غالبا وهم على قناعة أنه من الصعب اخفاء الحقائق عن الأمير لأنه يعرف الصغيرة والكبيرة، وكل شاردة وواردة كأنه يجول تلك الوزارات والمؤسسات يوميا متخفيا، إذ يستيقظ غالبا في وقت مبكر من الفجر ليطالع ملفات وتقارير اصطحبها معه الى مقر اقامته، قبل أن ينطلق الى مقر الحكم ليمارس مسؤولياته اليومية وبرنامج عمله، إلا أنه لا يخفي تفاؤله بمستقبل الكويت.

أسرته

أمير الكويت الأرمل منذ منتصف عقد الثمانينات فجع في العام 2002 برحيل ابنته الوحيدة الشيخة سلوى بعد صراع مع مرض عضال، وشوهد الأمير صباح متأثرا بشدة خلال مراسم دفنها وتقبل العزاء بوفاتها، إذ أسمى دارته الحالية تيمنا بها إذ كانت إبنته الراحلة قد وضعت لمساتها الفنية على المحتويات الداخلية للقصر الذي لم يشهد دخول الشيخة الراحلة إليه بعد انتقل والدها للإقامة فيه، وكان قبل نحو عقدين من هذا التاريخ قد فجع أيضا برحيل إبنه الطفل الشيخ أحمد الذي وافته المنية في العاصمة البريطانية لندن، وللأمير الكويتي اثنان من الأبناء هما الشيخ ناصر وزير شؤون الديوان الأميري المتزوج من الشيخة حصة كريمة أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح، والشيخ حمد الزاهد إعلاميا، والبعيد عن السياسة، والمولع بالإقتصاد والبزنس، إذ يعد من أدهى العقول الإقتصادية على مستوى المنطقة الخليجية.