في أول تعليق له على سقوط حكومة الوحدة الوطنية الاربعاء، شكر رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري الجهود السورية-السعودية التي لعبت دورا في تثبيت الهدنة في لبنان، وأكد انها أنتجت القمة الثلاثية وشكلت أساسا لمتابعة عمل المحكمة الدولية. وفيما تعهد الحريري التعاون مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة دعا جميع اللبنانيين الى الحوار والتعاون.
بيروت: تعهد رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري quot;التعاون الى اقصى حدquot; مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان من اجل تشكيل حكومة لبنانية جديدة وquot;ايجاد حل منطقيquot; للازمة.
وقال الحريري بعد اجتماع مع سليمان quot;انني وسائر الحلفاء سنشارك في الاستشارات النيابية وسنتعاون مع فخامة الرئيس الى أقصى الحدود في سبيل تشكيل حكومة جديدة تلتزم مقتضيات الوفاق الوطنيquot;.
اضاف quot;سابقى على التعاون مع فخامة الرئيس والتوصل الى حلول منطقية لقضاياناquot;، مناشدا quot;الجميع التبصر وان يتوقف البعض من اهل السياسة عن تأليب النفوس وان يتعظوا من تجارب الماضي لان احدا لا يمكنه ان يكون اكبر من بلدهquot;.
وفيما شجع الحريري جميع اللبنانيين على الحوار والتعاون، اكد ان قرار الوزراء دستوري ولكنه تطور لا سابق له في تاريخ الحكومات وهو الاول بعد الطائف. كما اعتبر ان الإستقالة الجماعية خروج عن إتفاق الدوحة.
وقال الحريري عقب اجتماعه الى الرئيس سليمان quot;تشرفت بمقابلة سليمان وأجريت معه جولة أفق تناولت المستجدات في ضوء ما آلت اليه المساعي السعودية السورية حول لبنان وقرار عدد من الوزراء الاستقالة وهو القرار الذي يجعل الحكومة بحكم المستقيلة، ويهمني أن أتوجه من الرئيس بأصدق مشاعر الود والتقدير للتعاون الصادق الذي ساد بيننا واصراره على الالتزام بتطبيق الدستور والتمسك بقواعد العيش المشترك quot;.
اضافquot; وضعت الرئيس في أجواء الاتصالات التي أجريتها في نيويورك وباريس وأنقرة، قد يكون البعض وجد الفرصة سانحة لتغيير قوانين اللعبة فكانت الاستقالة الجماعية وكان معها السؤال الى أين يتحرك لبنان ورأيت من واجبي أن أتوقف عند الحقائق الآتيةquot;.
وشكر الحريري أولا، الجهود السعودية-السورية التي لعبت دورا في تثبيت الهدنة السياسية في لبنان وهي أنتجت على قاعدة القمة الثلاثية التي عقدت في قصر بعبدا مناخا مؤاتيا لبلورة مجموعة من الأفكار شكلت أساسا موضوعيا وصالحا لمعالجة التداعيات المرتبطة بعمل المحكمة ومواكبة صدور القرار الاتهامي.
واضافquot; التزامنا هذه الأفكار لم يهتز يوما، والالتزامات التي قطعناها كانت واضحة، وقلنا منذ اللحظة الأولى إننا مستعدون لمبادرة على مستوى الآمال المعقودة وتتلازم مع خطوات هي في جزء منها من متطلبات الحوار وفي جزء آخر لتعزيز سلطة الدولة، لكن كان بعدم المباشرة في خطوات ما يشير إلى حملنا على تنازلات من دون مكاسب للدولة الأمر الذي وضع المساعي أمام حائط مسدودquot;.
وتابعquot; نؤكد أن أي جهد سيبذل في هذا السبيل لا بد أن يقتدي بالإرادة الطيبة للملك السعودي في العمل مع الأسد على مساعدة لبنان، إن الجهد السعودي ينبثق من قرار تاريخي لخادم الحرمين بالوقوف مع لبنان وتشجيع اللبنانيين على الوحدة والتضامن وهو قرار سيبقى قائما ولن تنال منه حملات التشويش. قرار الاستقالة حق ديمقراطي ولكن هذا القرار يشكل تطورًا لا سابقة له في تاريخ الحكومات في لبنان وهو الأول منذ الطائف، ونخشى أن يتحول الى نموذج عن فشل اللبنانيين في تشكيل حكومة وحدة وطنية بالقدر الذي تظهر فيه الاستقالة الجماعية خروجا على روح الدوحةquot;.
وقال الحريريquot; سبق أن علقنا قواعد اللعبة الديمقراطية وارتضينا التخلي عن حق الأكثرية في تشكيل الحكومة، ورفضنا الانجرار وراء أي رغبة في الهيمنة وأقرينا مع العديد من قيادات البلاد بجدوى الدعوات المتكررة لتغليب منطق التوافق وها نحن نواجه عاصفة سياسية في الاتجاه المعاكس ويطلب دعاة التوافق قلب المعايير من جديد ويعطلون عقد جلسات مجلس الوزراء، ثم تتم المطالبة بالدعوة لعقد جلسات مجلس الوزراء وتحديد جدول الأعمال دون أي وجه حق وهذا اسمه صيف وشتاء تحت سقف واحد وانا لن اعطي فرصة التعدي على صلاحيات رئاسة مجلس الوزراءquot;
واضاف quot;الحكومة تمكنت من مقاربة القضايا الكبرى بشكل مسؤول لا سيما القضايا التي كانت محل تجاذب بين اللبنانيين، ولن يكون في تقديري لأي حكومة جديدة أن تتجاوز العناوين التي جرى التوافق عليها إنني وسائر الحلفاء سنشارك في الاستشارات وسنتعاون مع الرئيس الى أقصى الحدود في سبيل تشكيل حكومة جديدة تلتزم مقتضيات الوفاق الوطني، إن لبنان يحتاج لجهود جميع أبنائه لكنه يحتاج بالدرجة الأولى الى حكمة القيادات بأن لا بديل لنا عن الحوار وأنه لا يمكن لأي جهة أن تلغي جهة آخرى في لبنانquot;.
وختم الحريري قائلا quot; ما كنت يوما ساعيا الى السلطة بأي ثمن وبين السلطة وبين كرامة أهلي أختار كرامة لبنان وكرامة اللبنانيين، إن كرامة كل طائفة ومجموعة في لبنان هي من كرامتي ولن يستطيع أي أحد دفعي الى التفريط بهذه الكرامة، إنني أناشد الجميع التبصر بما آلت اليه الأمور وأن يتوقف البعض من أهل السياسة تحديدا عن تأليب النفوس والاتعاظ من تجارب الماضي القريب والبعيد لأن أحدا لا يمكنه أن يكون أكبر من بلدهquot;.
وكان الحريري عاد اليوم الى بيروت آتيا من انقرة بعد جولة في الخارج استمرت اسبوعا.
وهو اول تعليق له على سقوط حكومته الاربعاء نتيجة استقالة احد عشر وزيرا منها بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه.
واعتبر الحريري ان هذه الاستقالة quot;تشكل تطورا لا سابق له في تاريخ الحكوماتquot; في لبنان.
التعليقات