انقرة: استقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان صباح الجمعة في انقرة رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة سعد الحريري الذي وصل ليلا الى انقرة لبحث الازمة الناجمة عن انهيار الحكومة اللبنانية، كما افادت مصادر متطابقة.
وبدأ اللقاء بين اردوغان والحريري عند الساعة 08,00 تغ، بحسب اوساط رئاسة الحكومة التركية. ولا يتضمن البرنامج الرسمي للزيارة اي مؤتمر صحافي مشترك، الا ان رئيسي الوزراء قد يدليان بتصريحات للصحافيين اثر انتهاء لقائهما الثنائي، كما افاد محيطون باردوغان.
ووصل الحريري الى انقرة ليل الخميس الجمعة آتيا من باريس حيث استقبله الخميس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اعلن الخميس انه ينتظر وصول الحريري مساء اليوم نفسه الى تركيا لبحث الازمة اللبنانية.
وقال الوزير التركي ان quot;الحريري سيأتي قي وقت متأخر من هذا المساء وغدا سنجري محادثات في انقره مع رئيس الوزراء (التركي)quot; رجب طيب اردوغان. واضاف quot;سنستمع الى وجهات نظر الحريري وسنواصل في وقت لاحق اتصالاتنا مع الاطراف المعنيينquot;.
وغرق لبنان في ازمة سياسية اثر تنفيذ وزراء حزب الله وحلفائه الاربعاء تهديدهم بالانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية اذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم بشان المحكمة الدولية المكلفة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 في بيروت.
وتسببت هذه الاستقالة الجماعية في انهيار حكومة سعد الحريري وبعثت المخاوف من تجدد الاضطرابات في لبنان. وصرح مصدر دبلوماسي اوروبي لوكالة فرانس برس اليوم الجمعة ان باريس تدعو الى تشكيل quot;مجموعة اتصالquot; دولية حول لبنان لمساعدته على تخطي الازمة السياسية الحالية الناجمة عن سقوط حكومته.
وقال المصدر ان quot;فرنسا تدعو الى تشكيل مجموعة اتصال حول لبنان تضم الى جانبها، سوريا والسعودية والولايات المتحدة وقطر وتركيا، مع احتمال انضمام دول اخرى اليهاquot;. واوضح quot;سيلتقي ممثلون عن الدول الاعضاء في المجموعة خارج لبنان، بسبب التوترات الحالية هناكquot;.
وذكر ان فكرة تشكيل quot;مجموعة الاتصالquot; طرحت خلال استقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لرئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية سعد الحريري مساء الخميس في قصر الاليزيه.
وتابع ان الفكرة تدور حول ايجاد حل للازمة السياسية الناتجة عن سقوط حكومة الحريري. وقدم احد عشر وزيرا بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه الاربعاء استقالاتهم من الحكومة، ما تسبب بسقوطها. وكانت حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت في تشرين الثاني/نوفمبر 2009، تتألف من ثلاثين وزيرا. وينص الدستور على اعتبار الحكومة مستقيلة حكما في حال استقالة اكثر من ثلث اعضائها.
وتأتي الاستقالة بعد بلوغ الازمة المستحكمة بين الطرفين السياسيين الاساسيين في الحكومة حول المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري والد سعد الحريري، طريقا مسدودا.
ويخشى المراقبون ان تتطور الازمة مع صدور القرار الظني عن المحكمة الخاصة بلبنان والذي يتوقع ان يوجه الاتهام في الجريمة التي وقعت في 2005 الى حزب الله. واعلن منذ اسابيع ان تسليم القرار الى قاضي الاجراءات التمهيدية بات قريبا جدا.