شهدت الأسابيع الأخيرة موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات التي اجتاحت دولا عربيّة عديدة، ورغم الاختلاف في أسلوب التعاطي مع تلك الاحتجاجات من دولة لأخرى، كالتعاطي الأمني المفرط، أو (الاستباقيّ) أو تنفيذ بعض المطالب، فإنّ الثابت أنّ تلك الاحتجاجات عكست مطالب شعبيّة وشرعيّة.


رسم بيانيّ يوضّح نتائج إستفتاء (إيلاف) الأسبوعيّ

إيلاف: عاشت دول عربيّة عديدة خلال الأسابيع الماضية على وقع احتجاجات اجتماعيّة عارمة ذات طابع اقتصاديّ - سياسيّ، وشهدت تلك الدول مسيرات واضطرابات اختلفت في أشكال الاحتجاج لكن وحّدتها المطالب التي لم تحدّ من دعوة الحكومات لتوفير الشغل لأفواج العاطلين عن العمل وخفض الأسعار الملتهبة وتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين وفسح المجال أمام تساوي الفرص وضمان الشفافية والنزاهة في المعاملات وغيرها.

ولئن اتخذت بعض تلك الاحتجاجات حدّا أقصى واستثنائيا كالحالة التونسيّة التي انتهت بالإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي الذي يحكم البلاد من 23 عاما، فإنّ دولا عديدة بادرت إلى اتخاذ إجراءات استباقية لمنع انتقال العدوى إليها، في حين أبدت دول أخرى كمصر quot;اطمئناناquot; لعدم تأثر الشعب المصري بها في الوقت الذي نجحت فيه الجزائر ndash; ولو موقتا - في إطفاء نار الاحتجاجات، وذلك ببعض التدابير العاجلة التي أقرتها الحكومة.

وفي الأردن أعلنت السلطات إجراءات لضبط الأسعار إثر إطلاق قوى سياسية واجتماعية دعوة للشعب لتنظيم quot;يوم الغضب الأردنيquot; الجمعة الماضي في مختلف المحافظات، احتجاجاً على ارتفاع الأسعار والخصخصة والبطالة وضعف الرقابة على الأسواق.

وفي موريتانيا شن الحزب الحاكم هجوماً لاذعاً على قوى المعارضة، متهما إياها بالتحريض والاستعداد للقيام بأعمال شغب، إثر دعوتها لتنظيم مسيرات ضد الغلاء في العاصمة نواكشوط وضواحيها.

وكانت احتجاجات اشتعلت في الجزائر الأسبوع الماضي، إلا أن الحكومة نجحت في إطفائها حين سارعت لإعلان إجراءات للحد من ارتفاع الأسعار، وتراجعت عن رفع أسعار الزيت والسكر، وأعلنت تخصيص منحة شهرية بمقدار 32 دولاراً لخريجي الجامعات العاطلين عن العمل.

وربما لم يختلف الوضع كثيرا في اليمن والسودان وبعض الدول الأخرى التي شهدت احتجاجات مختلفة.

وضمن هذا السياق، كان سؤال استفتاء (إيلاف) الأسبوعي هو الآتي : موجة الاحتجاجات التي تجتاح دولا عربية عدّة، هل تراها مطالبات شعبية محقة، احتجاجات مسيسة، أم شغبا يجب قمعه؟.

والمتتبع لسير احتجاجات المواطنين في دول المنطقة العربيّة سيجد أنّ الاحتجاجات كانت quot;مطالبات شعبيةquot; بالنسبة إلى المعارضات وقسم مهم من المواطنين الذين يكتوون بنار الأسعار المرتفعة والفقر وانعدام فرص الشغل، في حين نظرت إليها الحكومات على أنها احتجاجات مسيّسة تقف وراءها المعارضة، بل وتذهب أحيانا إلى أبعد من ذلك حين تعتبر كل محاولة للاحتجاج على ماهو قائم من قبيل quot;الشغب والإفساد في الأرضquot;، فكيف نظر قرّاء إيلاف إلى الموضوع؟

يرى 87.40 % من قرّاء إيلاف المشاركين في الاستفتاء الأسبوعيّ (أي 6058 صوتا من مجموع 6931) أنّ موجة الاحتجاجات التي اجتاحت دولا عربية عدّة تمثّل مطالبات شعبية محقة، لينحاز بذلك معظم قراء (إيلاف) إلى الاحتمال رقم 1 في الاستفتاء.

بالمقابل، اعتقد 7.75 % من المشاركين في الاستفتاء، أي ما يمثل 537 صوتا أنّ تلك الاحتجاجات مسيّسة، بمعنى انها قد لا تمثل مطالب شعبية بقدر ما تمثل مطالب سياسية لبعض التيارات والأحزاب.

وأخيرا، ترى الأقلية 4.85 % من المُستفتين أن موجة الاحتجاجات التي تجتاح دولا عربية عدّة إنما هي من قبيل الشغب الذي يجب قمعه، ويتماهى هذا الموقف مع السلوك الطاغي لمعظم الحكومات التي جابهت الاحتجاجات بالحلّ الأمنيّ. خصوصا في الجزائر وتونس، حيث تمّ رصد تعاط أمني مبالغ فيه ضدّ الشباب المحتجّ أدى في مناسبات عديدة إلى سقوط ضحايا.