كبير مستشاري الرئيس التركي لـ إيلاف (1-2)
لبنان في خطر واستئناف وساطتنا رهن بترك أطرافه تعنتها
أرشاد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي

أكد أرشاد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي عدم وجود أية اجندات سرية لبلاده في العراق فهي تدخل الدول الشقيقة والصديقة من أبوابها الشرعية وتقدم الخدمة التي يطلبها منها من الطرف المقابل دون فرض وصاية على الأطراف المعنية.


حول تطورات الأزمة التي أثارها الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية التركي المتوجه الى غزة أوضح أرشاد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي في حديث مع quot;إيلافquot; أنه في ضوء عدم تجاوب إسرائيل مع المطالب الدولية والتقارير الدولية في هذا الصدد فإن الأمر مرشح للتصعيد وقال ان على إسرائيل أن تفكر في عواقب كل ذلك. وفيما يلي اجوبة هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي عبد الله غول على اسئلة quot;إيلافquot;:

الوجود التركي في العراق وزيارة أردوغان لبغداد

** متى سيقوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بزيارته المرتقبة الى العراق.. وما هي أهدافها؟

- الغرض الأساسي هو الاجتماع وتفعيل اتفاقيات التعاون الاستراتيجي والعمل المشترك. قد يكون ذلك في بغداد أو في تركيا. إن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين هامة ومصيرية ولذلك فإن الطرفان حريصان على ضرورة تفعيلها. إن هذه الاتفاقيات لدى تطبيقها سوف تسهم في ترسيخ التعاون المناطقي وتأسيس آليات كبيرة للتكامل الاقتصادي بين بلدان المنطقة ودول الجوار في ظل تفعيل المنطقة الحرة لتنمية الاقتصاد بين تركيا ودول المنطقة الأخرى.

** ماهي المواضيع السياسية والامنية والاقتصادية التي ستتناولها مباحثات اردوغان مع كبار المسؤولين العراقيين؟

- تركيا تقف إلى جانب العراق في جميع هذه الأمور وتقدم ما بوسعها لمد يد العون للعراق الشقيق، ولذلك فإنني أتوقع أن يكون هناك حوار بناء وإيجابي تنتج عنه مسيرة طويلة الأمد للتكامل الأمثل بين تركيا والعراق.

** هو الرأي الرسمي التركي من الانتقادات الاخيرة التي وجهها الرئيس العراقي جلال طالباني الى تركيا بالتدخل في شؤون العراق الداخلية وانحيازها الى جانب طرف دون اخر؟

- تركيا لم تتدخل في الشؤون الداخلية العراقية ولكنها حثت الجميع دون استثناء للتعاون والانخراط في عملية سياسية سلمية بناءة ولذلك فقد صرحت كل الأطياف العراقية أن موقف تركيا في الشأن العراقي كان بناءا وإيجابيا وفي جو حاز على رضى كل الأطياف العراقية. والرئيس الطالباني نقلت عنه أقوال لم يتفوه بها وأرسل ممثلا عنه لإيضاح الأمر وتم احتواء الموضوع.

** يلاحظ المراقبون وجودا تركيا موسعا من شمال العراق الى جنوبه من النواحي السياسية والثقافية والاقتصادية.. هل هو رغبة في توطيد العلاقات مع شعب الجار الجنوبي.. ام هو رغبة في التوازن مع الهيمنة الايرانية على العراق؟

- تركيا ليست لها أجندات خفية لا في العراق وليس في أية منطقة أخرى. لقد أوضحت تركيا أنها تستطيع أن تكون إلى جانب العراق في عملية إعادة إعمار العراق وفي تدريب كوادرها وفي خدمة اتصالاتها الخارجية مع الدول الصديقة، وهذا ما تفعله حاليا وبشكل يتوائم مع المطالب العراقية ذاتها. إن تركيا تدخل الدول الشقيقة والصديقة من أبوابها الشرعية وتقدم الخدمة التي يطلب منها من الطرف المقابل دون فرض أجندتها الخاصة على الأطراف المعنية.

المالكي خلال إجتماعه مع إردوغان في أنقرة

*وتأتي زيارة اردوغان المرتقبة الى بغداد قريبا في وقت تشهد فيه علاقات البلدين تعاونا مثمراً في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية. وتستهدف الزيارة بالدرجة الاولى تفعيل اتفاقات سابقة ابرمها اردوغان مع نظيره العراقي نوري المالكي خلال عام2009 وخاصة تشكيل المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي المشترك بين البلدين. فقد وضعت زيارة اردوغان تلك والتي وصفها مسؤولون عراقيون بالتاريخية اسسا لعلاقات سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية مستقبيلة راسخة لنموذج مثالي من العلاقات بين دولتين مهمتين في المنطقة وبما يحقق استقرارهما وامن المنطقة التي يشكلان جزءا مهما منها حيث تجاوزا بذلك عقبات حالت تطوير هذه العلاقات.

ووضع المجلس الاستراتيجي اسسا لتعاون بين البلدين في المجالات السياسية والامنية والعسكرية والدبلوماسية والثقافية وفي ميادين الإقتصاد والطاقة. واعلن اردوغان الاسبوع الماضي انه سيزور العراق على راس وفد اقتصادي رفيع المستوى في مسعى يهدف لرفع مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية.

وقال إن الزيارة التي ستركز على الفرص الاستثمارية في العراق خصوصا في المناطق الجنوبية واضاف quot;نتطلع الى الحصول على حصة من مشاريع الاعمار في جنوبي العراق لذا سنعمل على وضع تدابير جديدة تضمن لنا الانخراط في هذه المشاريعquot; موضحا انه برغم المخاطر في العراق بسبب الاوضاع الامنية فان الوضع الاقتصادي هناك مهيأ لدور تركي فعال.

وسبق لاردوغان ان زار العراق مرتين ابين عامي 2008 و 2009 ما كان له الاثر في دفع العلاقات التركية العراقية وحل الكثير من الملفات العالقة على الصعيد الامني والسياسي... وتسعى تركيا حاليا للاستئثار بحصة كبيرة من مشاريع اعادة الاعمار في العراق في ظل منافسة اجنبية كبيرة لاعتبارها ان الشركات التركية صاحبة خبرة كبيرة في مجال التشييد والبناء وكذلك لقربها الجغرافي من مناطق الاعمار.
يذكر ان تركيا هي الدولة الوحيدة التي لم تغلق سفارتها في العراق في أصعب الظروف منذ عام 2003 حتى اليوم. وقد ارتفع التبادل التجاري بين العراق وتركيا العام الماضي الى 10 مليارات دولار فيما يطمحا الى وصوله خلال الاعوام الثلاثة المقبلة الى 25 مليار دولار.

تركيا وإسرائيل وأزمة أسطول الحرية

** الى اين وصلت العلاقات التركية الإسرائيلية على ضوء رفض تل ابيب الاعتذار لانقرة على مهاجمتها لأسطول الحرية؟

- لقد قلت أكثر من مرة أن القيادة التركية تشعر أن الكرة هي الملعب الإسرائيلي. لقد كانت تركيا واضحة وجلية في موقفها ولم تقدم مطالب تعجيزية. إذا كانت إسرائيل تدافع عن موقفها بأن الجنود الإسرائيليين قد تعرضوا لضرب على متن سفينة مرمرة، فنقول أن هؤلاء الجنود لم يتعرضوا للضرب في دورهم أو في المقهى المجاور لمساكنهم. لقد حدث الموضوع في المياه الدولية وضد أناس عزل من السلاح وماضون في مهمة انسانية والذين قضوا نحبهم باطلاق الذخيرة الحية عليهم هم جميعا أتراك. وفي ضوء عدم تجاوب إسرائيل مع المطالب الدولية والتقارير الدولية في هذا الصدد فإن الأمر مرشح للتصعيد ، وقد قال المسؤولون في تركيا أن إسرائيل هي من يجب أن تفكر في عواقب كل ذلك.

** هل هناك اتصالات جديدة بين الجانبين لاعادة العلاقات الثنائية الى طبيعتها السابقة وماهي الشروط التركية لذلك؟

- لنقل المطالب وليست الشروط وهي معروفة للعالم أجمع، ودون ابداء التجاوب مع المطالب الدولية والقانونية والانسانية او ابداء الاستعداد للتجاوب معها فليس من المفيد التحدث عن أية اتصالات أخرى. هذا من واقع علمي بالموضوع ولست أدري إن كانت هناك مبادرات أخرى أو جديدة في هذا الشأن.

*وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أكد مؤخرا أن العلاقات مع إسرائيل لن تعود الي طبيعتها الا اذا اعتذرت تل ابيب عن هجومها علي قافلة اسطول الحرية المتجهة الي غزة والذي اسفر عن مقتلrlm; تسعةrlm; أتراك في مايو (ايار) الماضي وهو الأمر الذي رفضه وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمانrlm; معتبرا أن الاعتذار لأنقرة فيه رضوخ للإرهابrlm;.rlm;

واشار اردوغان الى ان العلاقات مع إسرائيل لن تعود إلي طبيعتها الا اذا نفذت إسرائيل شروط تركيا المتمثلة في الاعتذار عن الهجوم علي سفينة مرمرة التي حملت مساعدات انسانية الي غزة وتقديم تعويضات لأسر ضحايا الهجوم ورفع الحصار علي قطاع غزة نهائياrlm;.rlm; وقال أردوغان نحن لم ولن ننسي ما حصل في سفينة مرمرة وشهداءنا التسعةrlm; و إذا كان الهدف بدء مرحلة جديدة في العلاقات مع إسرائيل فعليها ان تعترف بجريمتها اولا وتعتذر رسمياrlm;.rlm;