مؤتمر دور المرأة العراقية في المصالحة

بدأت أكثر من مئتي شخصية عراقية وعربية ودولية في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان اليوم أعمال مؤتمر دولي حول دور المرأة في بناء السلام والمصالحة الوطنية في العراق ومشاركتها في العملية السياسية وتوعيتها وحمايتها من العنف من خلال إصدار قوانين وتوصيات لتحقيق ذلك.


يناقش المؤتمر الذي يعقد تحت شعار quot;دور المرأة في بناء السلام والمساءلة في العراقquot; على مدى يومين أربعة محاور تتعلق بمشاركة المرأة السياسية وحصولها على الحقوق المتساوية أمام القانون.. والمصالحة والمساءلة في المجتمع.. ودور المرأة في الحياة العامة وداخل المؤسسات الحكومية فيما سيتناول المحور الرابع كفاءات المرأة وتحسين أوضاعها في مجالات الدراسة والصحة والمجتمع ومساواتها أمام القانون إضافة الى إظهار دور المرأة في الحياة العامة وداخل المؤسسات الحكومية.

ويعقد المؤتمر بالتعاون والتنسيق بين مجلس النواب العراقي وبرلمان وحكومة كردستان ووزارة الخارجية البريطانية. ويدخل المؤتمر ضمن سلسلة نشاطات تنظم من قبل مؤسسات quot;التحالف الدولي للعدلquot; وquot;لا سلام من دون عدالةquot; وquot;المستقبلquot;.

وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال كمال كركوكي رئيس برلمان اقليم كردستان إن عقد مؤتمر له أهميته من أجل تفعيل دور المرأة في إعادة بناء هذا البلد والاستفادة من إمكانياته وقدراته خاصة في الظروف الحالية للعراق كونه بحاجة الى هذه الامكانيات.

وأشار إلى أن لبرلمان وحكومة كردستان برنامجا واسعا لضمان حقوق المرأة في المجالات الاجتماعية حيث تمت مصادقة البرلمان الكردستاني على العديد من القوانين لحماية حقوق المرأة ومنحها دوراً فعالاً في المجتمع وان تكون نسبتهن في البرلمان 30% من عدد أعضائه.

كما تحدث في الاتجاه ذاته القيادي في التحالف الوطني الشيخ خالد العطية وأيد ميلكرت الممثل الخاص للامم المتحدة وممثل عن رئيس الحكومة العراقية إضافة الى ممثلي الحكومة الايطالية والجامعة العربية والكتلة النسوية في الجامعة.

ومن بين المشاركين ايضا أعضاء في مجلس النواب العراقي والبرلمان الكردستاني إضافة الى 40 شخصية من ممثلي البرلمان الايرلندي والاوروبي ودول البلقان وقيادة قوات الناتو ولجنة في شمال افريقيا والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي.

وقالت وزيرة الاسكان والبلديات العراقية السابقة بيان دزيي إن القوانين الدولية جميعها تشدد على أن المرأة يجب أن يكون لها دور في صناعة السلام سواء في حالات النزاعات أو غير ذلك لأن المرأة بطبيعتها مسالمة وتحب الاستقرار ومن أجل ذلك سيكون دورها ايجابيا وفعالا نحو السلام والمصالحة.

وأشارت إلى أن العراق يفتقر إلى دور للمرأة في مساعي المصالحة فهي غير موجودة في مثل هذه الفعاليات المصيرية ومن الضروري أن تكون موجودة لبث السلام والمصالحة في البلد. ويأتي انعقاد المؤتمر في وقت تشير فيه تقارير الى ازدياد عمليات العنف التي تتعرض لها المرأة في البلاد بالتزامن مع تصاعد جرائم الشرف التي يروح ضحيتها العشرات من النساء سنويا.

كما ينعقد المؤتمر بينما تتصاعد احتجاجات المرأة العراقية ضد تجاهلها سياسيا وعدم اشراكها في جميع المؤتمرات والحوارات التي جرت لتشكيل الحكومة الجديدة.. ثم خلو هذه الحكومة التي أعلنت اواخر الشهر الماضي من اي عنصر نسوي في تشكيلتها الوزارية.

وإزاء ذلك فقد أصدرت النائبات العراقيات وعددهن 82 نائبة من بين عدد أعضاء مجلس النواب العراقي البالغ 325 عضوا بيان احتجاج وقعه نواب ايضا سجلوا فيه احتجاجهم على خلو التشكيلة الحكومية من اي عنصر نسوي وأشاروا إلى أنه حتى وزارة شؤون المرأة قد منحت لرجل.

وفي مؤتمر صحافي عقدته برلمانيات في مقر مجلس النواب قالت النائبة والناشطة النسوية صفية السهيل انه من المعيب ان يكون هناك تراجع لدور المرأة في العملية السياسية وعدم ايفاء السياسة بتعهداتها التي قطعتها على نفسها في الاهتمام بالمرأة وشؤونها خلال تقديم برامجها الانتخابية الى المواطنين في الانتخابات العامة الاخيرة التي جرت في اذار (مارس) الماضي. وأضافت ان الشراكة الحقيقية التي وصفت بها الحكومة الحالية يجب ان تكون مشاركة الرجل والمرأة في كل الميادين لكن الذي يحصل هو تهميش لدور المرأة.

وشددت السهيل على انه لن تكون هناك ديمقراطية في العراق من دون مشاركة المرأة في جميع جوانب الحياة ونشاطاتها. وأشارت الى أن المرأة شاركت في الانتخابات وحصلت على مقاعد كاستحقاق دستوري من خلال القائمة المفتوحة ومن خلال الكوتا المحددة لها وهي 25 بالمائة من عدد اعضاء البرلمان من خلال جهودهن التي أوصلتهن إلى مجلس النواب. وأكدت ضرورة حصول بعض النائبات على مناصب في حكومة المالكي الجديدة وخاصة وزارة المرأة التي قالت انها يجب أن تبعد عن المحاصصة السياسية.