إذا كانت مجموعة من الشباب اللبناني قد نظمت تظاهرة أمس السبت أمام السفارة المصرية في بيروت تضامناً مع ثورة الشعب، يبدو جليا أن الموقف الرسمي اللبناني حول التطورات الاخيرة في مصر غائب في ظل الإنشغال بالتطورات اللبنانية الداخلية، وهذا ما يؤكده كل من النائب خالد الضاهر والنائب السابق اسماعيل سكرية.



بيروت: يدفع تواصل التظاهرات المطالبة برحيل الرئيس المصري حسني مبارك واحتشاد الآلاف من المواطنين المصرين في ميدان التحرير وسط مدينة القاهرة، النائب في كتلة تيار المستقبل خالد الضاهر، والنائب السابق في كتلة نواب حزب الله اسماعيل سكرية الى توقع استمرار الانتفاضة الشعبية حتى الوصول الى هدفها، بإحداث التغير في النظام السياسي المصري، بسبب الاصرار العارم من قبل الجماهيرالمصرية على مغادرة الرئيس مبارك قمة الرئاسة في جمهورية مصر العربية.

ويتفق الضاهر وسكرية على غياب الموقف اللبناني الرسمي الواضح حتى الآن، حيال تلك التطورات الإستثنائية والمتسارعة والتي تحمل الكثير من الأهمية والدلالات لتلك الإنتفاضة العفوية التي يشارك فيها كل شرائح وأطياف الشعب المصري.

الضاهر: الجيش صمام الأمان

يتمنى النائب الضاهر للشعب المصري كل الأمن والإستقرار والخروج من هذه الأزمة التي يشكل دور الجيش المصري صمام الأمان لمواجهتها، وتحقيق التغيير الذي ينشده المصريون سياسياً وإقتصادياً وفي الوقت نفسه بقاء جمهورية مصر العربية مستقرة.

ويتوقع الضاهر أن تكون هناك مرحلة إنتقالية يكون للجيش المصري دوراً أساسياً فيها، يتم بعدها إلغاء قانون الطوارئ وإجراء إنتخابات رئاسية، خصوصاً في ظل الكثير من الكلام حول دور رجال أعمال كانوا ينهبون أموال الشعب المصري.

سكرية: تراجع الرهان على اميركا

يوضح النائب سكرية أن الأزمة السياسية الأخيرة التي عصفت بالوضع الداخلي اللبناني، بدءاً بسقوط حكومة الوحدة الوطنية وأزمة التكليف والتأليف من جهة، وعدم قدرة التركيبة المتناقضة للنظام السياسي اللبناني، خصوصا مع وجود طرف فاعل ومقرر داخلي على علاقة بالنظام المصري ويستمد دعما منه من جهة أخرى، كانت وراء غياب الموقف الرسمي اللبناني بالنسبة للتطورات التي تشهدها مصر.

يضيف سكرية أن النظام السياسي المصري الذي تم بناؤه منذ عقود على قاعدة الحد من الحريات ونهب ثروات الشعب المصري، وبغض النظر عن رحيل مبارك أو صموده لمدة وجيزة في قمة السلطة، فقد بات في طريقه إلى الإنهيار بفعل الانتفاضة العفوية للشعب المصري، والتي جاءت بسبب القهر والإذلال والتجويع المزمن للشعب المصري، وهو ما شكل الدافع الرئيس لإنطلاق التظاهرات في جميع انحاء مصر والتي قطعت شوطا كبيرا في تثبيت وجودها على الأرض، وبالتالي تحقيق الاهداف التي تسعى اليها، وخصوصا إجراء انتخابات جديدة، وتعديل الدستور وخصوصا المواد التي تحد من الحريات العامة، وتشكيل حكومة جديدة، تتابع تنفيذ مجمل اهداف الانتفاضة الشعبية.

ويعتقد سكرية بأن يحصل نوع من التسوية، يكون للجيش المصري دورا رئسيا فيها، وخصوصا في ظل غياب البنية التنظيمية والبرنامج لدى القوى التي شكلت العنصر المحرك والدافع للانتفاضة من جهة، وعدم السماح للاخوان المسلمين وهم الطرف الوحيد المنظم والقادر على قطف ثمار الإنتفاضة في هذه اللحظة بالوصول الى السلطة السياسية في مصر من جهة اخرى.

ويرى سكرية أن نجاح الانتفاضة الشعبية في مصر، لا بد أن يترك اثره في المزيد من التقدم للخط الوطني والقومي المقاوم في المنطقة العربية عموما، ولبنان جزء منها وتصحبح مسار الحياة السياسية اللبنانية، بحيث يزول ولو نسبيا التناقض الداخلي حول الخيارات السياسية الأساسية، وتراجع المراهنة على السياسة الأميركية ودعها، وتحديدا في الشارع السني الذي جرى العمل على حرفه عن تاريخه في احتضان القضايا القومية العربية، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني.

وينبه الى ان الخطر الرئيسي في اجهاض أهداف هذه الانتفاضة الشعبية، يبقى خارجيا خصوصا أن عددا من قيادات الجيش المصري أعدت بما ينسجم مع خط نظام تم بناؤه على مدى الثلاثين سنة الماضية على الرغم من ان البنية العامة للجيش المصري هي من الشعب المصري وتعبر عن آماله وطموحاته.